بعد تزايد جرائم قتلهن... النساء في تركيا: الدولة لا تستطيع حمايتنا

الحزب الحاكم ينظر في الانسحاب من معاهدة دولية لمكافحة العنف ضد المرأة

ناشطات في مجال حقوق المرأة خلال مسيرة احتجاجية ضد عنف الرجال في إسطنبول (أرشيف - رويترز)
ناشطات في مجال حقوق المرأة خلال مسيرة احتجاجية ضد عنف الرجال في إسطنبول (أرشيف - رويترز)
TT

بعد تزايد جرائم قتلهن... النساء في تركيا: الدولة لا تستطيع حمايتنا

ناشطات في مجال حقوق المرأة خلال مسيرة احتجاجية ضد عنف الرجال في إسطنبول (أرشيف - رويترز)
ناشطات في مجال حقوق المرأة خلال مسيرة احتجاجية ضد عنف الرجال في إسطنبول (أرشيف - رويترز)

بعد أن أنهت نورتاك كانان زواجها الذي دام 23 عاماً، أطلق زوجها عليها النار خمس مرات وتركها لتموت. لكنها كتبت اسم مهاجمها بالدم على أرضية غرفة المعيشة مع عبارة «أنا حرة».
وعلى الرغم من تمزق شريان في ساقها، نجت كانان من الهجوم القاتل الذي حدث في يونيو (حزيران)، على عكس 63 امرأة قُتِلن في تركيا خلال الشهرين الماضيين، جميعهن تقريباً قُتلوا على يد أقارب أو شركاء ذكور.
وقالت كانان (49 عاماً)، التي اتُّهم زوجها بمحاولة القتل العمد «لا يمكن للدولة أن تحمينا داخل جدران المنزل الأربعة... لكن إذا أمضى الآن بقية حياته في السجن، فإن الرجال الآخرين الذين سمعوا عنه سيكونون خائفين للغاية من محاولة فعل الشيء نفسه»، حسب ما ذكرته صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.
وقُتلت ما يقرب من 500 امرأة في تركيا العام الماضي، وهو رقم زاد أربعة أضعاف تقريباً منذ عام 2011، وفقاً لمنصة «سنوقف قتل الإناث». ولا تصدر الحكومة التركية أرقاماً عن جرائم القتل على أساس الجنس، وتقوم المنصة بجمع الأرقام بشكل أساسي من التقارير الإخبارية.
ورغم زيادة جرائم قتل النساء، تدرس الحكومة في أنقرة الانسحاب من معاهدة دولية تاريخية تقدم مبادئ توجيهية قانونية واجتماعية حول كيفية كبح العنف ضد المرأة (معاهدة إسطنبول).
ورأى نائب رئيس حزب «العدالة والتنمية» الحاكم نعمان كورتولموش، في وقت سابق، أن على أنقرة الانسحاب من المعاهدة التي صادقت عليها تركيا في 2012. وتبنى مجلس أوروبا (الذي يضم 47 بلداً) المعاهدة في 2011، وهي أول أداة تحدد معايير مُلزمة قانوناً لمنع العنف القائم على الجنس.
وأفادت تقارير بأن الحزب الحاكم في تركيا قد يعلن عن قرار بشأن المعاهدة هذا الأسبوع. وعندما أصبحت تركيا أول دولة توقع عليها في عام 2011، وصف الرئيس رجب طيب إردوغان الاتفاقية وقتها بأنها دليل على قيادة أنقرة في مجال حقوق الإنسان. لكن منذ ذلك الحين، وصف إردوغان المساواة بين الجنسين بأنها «ضد الطبيعة البشرية».
وفي الأشهر الأخيرة، صعّدت الجماعات الدينية في تركيا من هجومها على المعاهدة، قائلة إنها تشجع الطلاق وتقوض الأخلاق. وفي المقابل، تظاهرت نساء نهاية الشهر المنصرم في مدن تركية تأكيداً لتمسكهن بمعاهدة إسطنبول التي تهدف لتأمين حماية أفضل للمرأة من العنف.
وتجمعت عشرات النساء في حديقة عامة في أنقرة وسط انتشار أمني كثيف. وصرحت كانجو أرتاس، من منصة «نساء أنقرة» التي نظمت المظاهرة لوكالة الصحافة الفرنسية: «في حال سحب المعاهدة ستجد المرأة نفسها وحيدة».
وفي إسطنبول مُنعت مظاهرات من دخول حديقة عامة وقررت عشرات منهن السير في الشارع في منطقة بشكتاش، وفقاً للإعلام المحلي وفيديو نُشر على الإنترنت.
ويزداد قلق النساء في تركيا بشأن العدد المتزايد لمن يُقتلن على أيدي رجال. ويرى المدافعون عن حقوق المرأة أن القانون لا يُطبق بشكل صحيح في تركيا ما يترك المرأة لمصيرها بالنسبة إلى العنف الأسري.
ويشار إلى أن 146 امرأة قُتلن على أيدي رجال خلال الفصل الأول من 2020 في تركيا. وفي 2019 قُتلت 474 امرأة من جانب رجال و440 في 2018، حسب منصة «نساء أنقرة».


مقالات ذات صلة

المشرق العربي مصرف سوريا المركزي (متداولة)

سوريا: تكليف امرأة بمنصب حاكم المصرف المركزي لأول مرة

أكدت مصادر سورية، اليوم الاثنين، تكليف ميساء صابرين لتكون أول امرأة بمنصب حاكم مصرف سوريا المركزي، في خطوة تُعد سابقة بتاريخ المصرف.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي امرأة شابة تلتقط صورة بعلم «الثورة» السورية في دمشق (أ.ب)

تصريحات مسؤولة في الإدارة السورية الجديدة حول المرأة تثير جدلاً

أثارت تصريحات أدلت بها مديرة مكتب شؤون المرأة في الإدارة السورية الجديدة حول النساء جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي وانتقادات من المجتمع المدني.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
آسيا منظر للنوافذ في المباني السكنية بالعاصمة الأفغانية كابل (إ.ب.أ)

«طالبان» تمنع النوافذ المطلة على أماكن تجلس فيها النساء

أمر المرشد الأعلى لـ«طالبان» بإغلاق النوافذ التي تطل على أماكن تجلس فيها النساء الأفغانيات وبالتوقف عن إنشائها في المباني الجديدة.

«الشرق الأوسط» (كابل)
صحتك سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء (جامعة ولاية كينت)

دراسة: الجراحة قد لا تفيد المصابات بسرطان القنوات الموضعي بالثدي

أكدت نتائج أولية لدراسة طبية أن التدخل الجراحي ربما لا يفيد معظم النساء المصابات بسرطان القنوات الموضعي، وهو نوع منخفض الخطورة من سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (تكساس)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.