سر «سحابة الفطر» في انفجار بيروت... خبراء يوضحون

جانب من الانفجار الذي شهدته بيروت (رويترز)
جانب من الانفجار الذي شهدته بيروت (رويترز)
TT

سر «سحابة الفطر» في انفجار بيروت... خبراء يوضحون

جانب من الانفجار الذي شهدته بيروت (رويترز)
جانب من الانفجار الذي شهدته بيروت (رويترز)

أسفر انفجار ضخم في منطقة مستودعات ببيروت عن مقتل 154 شخصاً على الأقل وإصابة قرابة 5000 آخرين.
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون إن 2750 طناً من نترات الأمونيوم كانت مُخزنة في الميناء منذ ست سنوات دون إجراءات سلامة.
وتقدم وكالة «رويترز» للأنباء معلومات عن نترات الأمونيوم إضافة إلى تعليقات خبراء:
نترات الأمونيوم عبارة عن مادة كيميائية صناعية يشيع استخدامها في صناعة الأسمدة وتستخدم كمتفجرات في المحاجر والمناجم.
وتعد مادة آمنة نسبياً في حال كانت بعيدة عن التلوث وجرى تخزينها بشكل صحيح لكنها تكون شديدة الخطورة لو طالها التلوث أو تم خلطها بالبنزين أو جرى تخزينها بشكل غير آمن.
يمكن أن يؤدي تعرض كمية كبيرة من نترات الأمونيوم لحرارة شديدة إلى حدوث انفجار، كما يمكن أن يتسبب تخزينها قرب خزانات وقود ضخمة بكميات كبيرة وفي منشأة سيئة التهوية في حدوث انفجار هائل، وكلما كانت الكمية أكبر زاد احتمال تعرضها للانفجار.
قال رونالد ألفورد المدير العام لشركة «ألفورد تكنولوجيز»، وهي شركة بريطانية متخصصة في التخلص من المواد المتفجرة: «هذا الانفجار يصنف بأنه أقل من قنبلة نووية وأقوى من قنبلة تقليدية ربما يكون هذا من بين أكبر الانفجارات غير النووية على مر الزمن».
لاحظ الخبراء أن لون الدخان و«سحابة الفطر» التي شوهدت في اللقطات المصورة لانفجار الثلاثاء من الخصائص المميزة لانفجارات نترات الأمونيوم.
وقال ستيوارت ووكر، من كلية الكيمياء الجنائية والبيئية والتحليلية في جامعة «فلندرز»: «اللقطات المصورة للحادث تُظهر في البداية دخاناً أبيض ورمادياً تلاه انفجار أطلق سحابة ضخمة من الدخان الأحمر الذي يميل إلى البنّي وسحابة فطر بيضاء كبيرة... هذا يشير إلى أن الغازات المنبعثة عبارة عن أبخرة نترات أمونيوم بيضاء وأكسيد نيتريك أحمر وبنّي سام وماء».
وأضاف: «لو أنك تصنع متفجرات من نترات الأمونيوم فلا يجب أن تظهر معك هذه السحابة بنية اللون، ظهورها يعني أن معدل الأكسجين غير صحيح، بالتالي فهو لم يتم خلطه كمواد متفجرة. انفجار بيروت يبدو حادثاً، ما لم يكن متعمداً».
فيما يلي بعض أسوأ الحوادث الصناعية في العالم بسبب انفجارات نجمت عن نترات الأمونيوم:
في عام 1921 أسفر انفجار لمركب كبريتات وسماد نترات الأمونيوم في مصنع أوباو بألمانيا عن مقتل 565 شخصاً.
في عام 1947 تسبب حريق في انفجار 2300 طن من مادة كيميائية كانت على متن سفينة في ميناء مدينة تكساس الأميركية في حدوث موجة مد، وقُتل 567 شخصاً على الأقل وأُصيب أكثر من خمسة آلاف بجراح.
في عام 2001 أدى انفجار في مخزن لنترات الأمونيوم، في تولوز بفرنسا، إلى مقتل 31 شخصاً وإصابة 2500 بجراح.
في عام 2013 تسبب انفجار نترات أمونيوم كانت مُخزنة في مصنع للأسمدة بتكساس في مقتل 14 شخصاً وإصابة نحو 200 بجراح.
في عام 2015 أسفرت انفجارات في مستودع يُستخدم لتخزين نترات أمونيوم ومواد كيميائية أخرى بميناء «تيانجين» في الصين عن مقتل 116 شخصاً على الأقل.
قال إندريا سيلا، أستاذ الكيمياء غير العضوية في جامعة «كوليدج لندن»، عن انفجار بيروت: «فكرة أن مثل هذه الكمية كانت متروكة دون مراقبة لمدة ست سنوات يصعب تصديقها، كانت عبارة عن قنبلة موقوتة».
يُذكر أنه يمكن خلط نترات الأمونيوم مع مواد أخرى لصنع قنبلة، وقد تم استخدامها في تفجيرات الجيش الجمهوري الآيرلندي بلندن في حقبة التسعينات، وكذلك في تفجير عام 1995 الذي فجّر مبنى اتحادياً في أوكلاهوما سيتي بأميركا والذي قُتل فيه 168 شخصاً، وفي تفجيرات عام 2002 في نوادٍ ليلية في بالي بإندونيسيا والتي قُتل فيها أكثر من 200 شخص، كما احتوت الكثير من القنابل البدائية أو محلية الصنع التي استخدمت ضد القوات الأميركية في أفغانستان على نترات الأمونيوم.



مقتل العشرات في أنحاء متفرقة من قطاع غزة... والدبابات تتوغل في خان يونس

مقتل العشرات في أنحاء متفرقة من قطاع غزة (أ.ف.ب)
مقتل العشرات في أنحاء متفرقة من قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مقتل العشرات في أنحاء متفرقة من قطاع غزة... والدبابات تتوغل في خان يونس

مقتل العشرات في أنحاء متفرقة من قطاع غزة (أ.ف.ب)
مقتل العشرات في أنحاء متفرقة من قطاع غزة (أ.ف.ب)

توغلت دبابات إسرائيلية في الأحياء الشمالية في خان يونس بجنوب قطاع غزة، اليوم (الأربعاء)، وقال مسعفون فلسطينيون إن ضربات جوية إسرائيلية قتلت 47 شخصاً على الأقل في أنحاء القطاع.

ووفقاً لـ«رويترز»، قال سكان إن الدبابات توغلت في خان يونس بعد يوم واحد من إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة، قائلاً إنه يجري إطلاق صواريخ من المنطقة.

ومع سقوط قذائف بالقرب من المناطق السكنية، فرّت الأسر من ديارها واتجهت غرباً نحو منطقة أُعلن أنها منطقة إنسانية آمنة في المواصي.

وقال مسؤولون فلسطينيون ومن الأمم المتحدة إنه لم تعد هناك مناطق آمنة في غزة، وإن معظم سكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة نزحوا بضع مرات.

وفي وقت لاحق من اليوم (الأربعاء)، قال مسعفون إن ضربة جوية إسرائيلية على منطقة خيام للنازحين في المواصي قتلت 17 شخصاً على الأقل وأدت إلى إصابة عدد كبير.

وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن الهجوم أدى إلى اشتعال نيران في خيام تؤوي عائلات نازحة.

وأضاف أن غارة جوية إسرائيلية أخرى أصابت 3 منازل في مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص على الأقل وإصابة عشرات آخرين. وما زالت عمليات الإنقاذ مستمرة لانتشال آخرين مدفونين تحت الأنقاض.

وقال مسعفون إن 11 شخصاً قُتلوا في 3 غارات جوية على مناطق في وسط غزة، بينهم 6 أطفال ومسعف. وأضافوا أن 5 من القتلى لقوا حتفهم بينما كانوا ينتظرون في طابور أمام أحد المخابز.

وأضاف المسعفون أن 9 فلسطينيين آخرين قُتلوا بنيران دبابة في رفح بالقرب من الحدود مع مصر.

ولم يدلِ الجيش الإسرائيلي حتى الآن بتعليق على تقارير المسعفين.

وقال حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على المستشفى لليوم الخامس على التوالي، ما أدى إلى إصابة 3 من أفراد الطاقم الطبي، أحدهم على نحو خطير، مساء الثلاثاء.

ضربات طائرات مسيرة

قال أبو صفية: «الطائرات المسيرة تسقط قنابل معبأة بالشظايا التي تصيب كل مَن يجرؤ على التحرك، الوضع حرج للغاية».

وقال سكان في 3 بلدات؛ هي جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، إن القوات الإسرائيلية فجّرت عشرات المنازل.

ويقول الفلسطينيون إن الجيش الإسرائيلي يحاول إبعاد الناس عن الطرف الشمالي لقطاع غزة من خلال عمليات الإخلاء القسري والقصف بهدف إنشاء منطقة عازلة.

وينفي الجيش الإسرائيلي هذا ويقول إنه عاد إلى المنطقة لمنع مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من إعادة تجميع صفوفهم في المنطقة التي أخلاها منهم قبل ذلك.

في سياق متصل، أفاد تلفزيون «الأقصى» الفلسطيني بمقتل 25 شخصاً في قصف إسرائيلي على مربع سكني في مدينة غزة.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن طائرات حربية إسرائيلية قصفت منزلاً في محيط شارع النفق بحي الشيخ رضوان في شمال المدينة.

كما قال مسؤول صحي فلسطيني إن هجوماً إسرائيلياً على مخيم في غزة أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 21 شخصاً.

وقال عاطف الحوت، مدير مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب القطاع، إن الهجوم أسفر أيضاً عن إصابة 28 شخصاً بجروح.

وذكرت القوات الإسرائيلية أن طائراتها استهدفت قياديين في «حماس»، «متورطين في أنشطة إرهابية» في المنطقة. وأضاف أن الغارة تسببت في حدوث انفجارات ثانوية، ما يشير إلى وجود مواد متفجرة في المنطقة.

ولم يكن من الممكن تأكيد الادعاءات الإسرائيلية بشكل مستقل؛ حيث إن الغارة يمكن أن تكون قد أشعلت وقوداً أو أسطوانات غاز طهي أو مواد أخرى في المخيم.