نكبة بيروت

عشرات القتلى وآلاف الجرحى ودمار واسع وتوصية بإعلان الطوارئ - أنباء عن مواد شديدة الانفجار سببت كارثة المرفأ

جانب من الدمار الهائل الذي سببه انفجار مرفأ بيروت أمس (أ.ف.ب)
جانب من الدمار الهائل الذي سببه انفجار مرفأ بيروت أمس (أ.ف.ب)
TT

نكبة بيروت

جانب من الدمار الهائل الذي سببه انفجار مرفأ بيروت أمس (أ.ف.ب)
جانب من الدمار الهائل الذي سببه انفجار مرفأ بيروت أمس (أ.ف.ب)

عاشت العاصمة اللبنانية نكبة حقيقية أمس إثر تفجير غامض الأسباب حصل في مرفأ بيروت، وسُمع صداه في قبرص والدول المجاورة، موقعاً عشرات القتلى وآلاف الجرحى، ومحدثاً دماراً هائلاً في محيط المرفأ وبعمق خمسة كيلومترات داخل العاصمة التي عجزت مستشفياتها عن استقبال الضحايا. وأعلن مجلس الدفاع الأعلى، مساء، بيروت مدينة منكوبة، موصياً مجلس الوزراء بإعلان الطوارئ لمدة أسبوعين وتولي الجيش مسؤولية الأمن.
وبعدما أشارت المعلومات الأولية إلى أن التفجير ناجم عن انفجار «العنبر رقم 12» في المرفأ ما أدى إلى احتراقه نتيجة انفجار المفرقعات النارية في داخله، عاد مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم وشكّك في هذه الفرضية خلال تفقده مكان الانفجار، معلناً أن «الكلام عن مفرقعات مثير للسخرية، وداعياً إلى انتظار التحقيقات ليتبين ما حصل»، وقال: «يبدو أن الانفجار وقع في مخزن لمواد شديدة الانفجار مصادرة من سنوات».
وقال وزير الداخلية محمد فهمي خلال تفقده المرفأ رفقة رئيس الحكومة حسان دياب: «يجب انتظار التحقيقات لمعرفة سبب الانفجار، لكن المعلومات الأولية تشير إلى مواد شديدة الانفجار تمت مصادرتها منذ سنوات انفجرت في العنبر رقم 12». وقالت معلومات صحافية إن «جهاز أمن الدولة كان طلب منذ 5 أشهر فتح تحقيق بالمواد المتفجرة الموجودة في العنبر رقم ١٢ بمرفأ بيروت».
وفور وقوع الانفجار سارعت سيارات إسعاف الصليب الأحمر والدفاع المدني إلى المكان لنقل المصابين، وأعلن وزير الصحة حمد حسن عن سقوط نحو 30 قتيلاً أحدهم أمين عام «حزب الكتائب» نزار نجاريان الذي كان موجوداً في البيت المركزي في منطقة الصيفي في وسط بيروت، ونحو 2500 جريح بينهم النائب طارق المرعبي، بالإضافة إلى عشرات المفقودين. لكن مسؤولاً بوزارة الصحة أعلن لاحقاً ارتفاع عدد القتلى إلى 73 بينما بلغ عدد الجرحى 3700.
كما أُعلن عن مصابين داخل مبنى مؤسسة كهرباء لبنان، بينهم المدير العام لكهرباء لبنان كمال الحايك، وهرعت الفرق الطبية لإنقاذ العالقين في مقر المؤسسة في بيروت.
وعلى غرار المباني في مختلف أحياء بيروت، أصيبت مكاتب جريدتي «الشرق الأوسط» و«النهار»، بأضرار جسيمة، وأعلن نقيب المحررين جوزيف قصيفي عن إصابة 15 زميلاً من العاملين والصحافيين في «النهار». وأطلقت المستشفيات التي امتلأت بالمصابين نداءات للتبرع بالدم، وأوعز وزير الصحة حمد حسن لجميع المستشفيات باستقبال الجرحى على حساب وزارة الصحة العامة.
وأحدث الانفجار أضراراً كبيرة في مبنى مجلس النواب، وكذلك في القصر الرئاسي في بعبدا، حيث تحطم زجاج الأروقة والمداخل والصالونات، وتخلعت الأبواب والشبابيك في أجنحة القصر، ولم يصب أحد بضرر.
وفيما تعهد رئيس الوزراء حسان دياب بمحاسبة المسؤولين عن الكارثة، فإنه أعلن اليوم الأربعاء يوم حداد وطني. أما رئيس الجمهورية ميشال عون فوجه القوى المسلحة «بالعمل على معالجة تداعيات الانفجار الكبير وتسيير دوريات في الأحياء المنكوبة من العاصمة والضواحي لضبط الأمن». كما طلب الرئيس عون «تقديم الإسعافات إلى الجرحى والمصابين على نفقة وزارة الصحة، وتأمين الإيواء للعائلات التي تشردت نتيجة الأضرار الهائلة التي لحقت بالممتلكات».
وعبّرت دول عربية على رأسها المملكة العربية السعودية عن تضامنها مع لبنان وشعبه، بموازاة تضامن دولي مماثل. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن بلاده تقف «إلى جانب لبنان»، ومستعدة لتقديم المساعدة إليه بعد الانفجار. بدوره عرض وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تقديم مساعدة أميركية للبنان، وكتب على {تويتر}: «نحن نراقب الوضع ومستعدون لتقديم مساعدتنا لشعب لبنان للتعافي من هذه المأساة المروعة». وقالت القيادة الوسطى الأميركية: «نحن قلقون حيال وقوع خسائر بشرية كبيرة في انفجار بيروت».

... المزيد

 



سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
TT

سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)

نقلت وكالة «بلومبرغ» الأميركية للأنباء، أمس (الخميس)، عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان سيزور المملكة العربية السعودية في نهاية الأسبوع المقبل، على أن يتبعه وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في مؤشر إلى سعي واشنطن لتوثيق العلاقات أكثر بالرياض.
وأوضحت الوكالة أن سوليفان يسعى إلى الاجتماع مع نظرائه في كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند في المملكة الأسبوع المقبل. وتوقع مسؤول أميركي أن يستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المسؤول الأميركي الرفيع خلال هذه الزيارة. وأضافت «بلومبرغ» أن بلينكن يعتزم زيارة المملكة في يونيو (حزيران) المقبل لحضور اجتماع للتحالف الدولي لهزيمة «داعش» الإرهابي.
ولم يشأ مجلس الأمن القومي أو وزارة الخارجية الأميركية التعليق على الخبر.
وسيكون اجتماع سوليفان الأول من نوعه بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند.
وقال أحد الأشخاص إن الموضوعات الرئيسية ستكون تنويع سلاسل التوريد والاستثمارات في مشروعات البنية التحتية الاستراتيجية، بما في ذلك الموانئ والسكك الحديد والمعادن.
وأوضحت «بلومبرغ» أن الرحلات المتتالية التي قام بها مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى تسلط الضوء على أن الإدارة مصممة على توطيد العلاقات بين واشنطن والرياض أخيراً.
وكان سوليفان اتصل بولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 11 أبريل (نيسان)، مشيداً بالتقدم المحرز لإنهاء الحرب في اليمن و«الجهود غير العادية» للسعودية هناك، وفقاً لبيان أصدره البيت الأبيض.
وتعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية في السودان. وشكر بايدن للمملكة دورها «الحاسم لإنجاح» عملية إخراج موظفي الحكومة الأميركية من الخرطوم.