تشير التحركات العسكرية الأخيرة في جنوب إدلب، إلى قرب عودة المواجهات بين قوات النظام المدعومة بميليشيات إيرانية وفصائل المعارضة السورية المسلحة من جهة ثانية، لا سيما أن قوات النظام تواصل الدفع بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى خطوط المواجهة، وتواصل خرقها وقف إطلاق النار وقصف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، مع محاولات تقدم متكررة نحو مناطق واقعة جنوب إدلب.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن استقدام قوات النظام تعزيزات عسكرية جديدة نحو مواقعها في الريف الإدلبي، حيث وصلت حافلات تحمل جنوداً إلى جبهات جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، قادمة من الريف الحموي، في إطار استمرار التعزيزات التي تدفع بها إلى المنطقة، في الوقت الذي تصعد فيه من قصفها الصاروخي على الريف الجنوبي لإدلب تحديداً.
مسؤول وحدة الرصد 80 التابعة لفصائل المعارضة، قال، إن غرفة عمليات (الفتح المبين) تمكنت خلال الساعات الأخيرة من صد محاولة تقدم لقوات النظام على محاور منطقة البارة جنوب إدلب، بالإضافة إلى تدمير سيارة نقل عسكرية للأخيرة وقتل عدد من عناصرها، واستهداف مواقع عسكرية للنظام في مدينة قلعة المضيق غرب حماة، رداً على الخروقات المستمرة. ويضيف مسؤول الوحدة 80. أن قوات النظام مدعومة بميليشيات إيرانية حاولت التسلل أكثر من 6 مرات نحو مواقع عسكرية تابعة لفصائل المعارضة، في بينين والبارة ودير سنبل جنوب إدلب، تمكنت الفصائل من إحباطها وإجبارها على التراجع، فضلاً عن قتل عدد من عناصرها بينهم ضباط من قوات النظام.
وكان أبو خالد الشامي المتحدث في هيئة تحرير الشام، قد قال قبل أيام، أن قوات النظام والميليشيات الإيرانية، استقدمت عدداً كبيراً من المقاتلين على تخوم جبل الزاوية وجبل الأربعين وسراقب جنوب وشرق محافظة إدلب، وجبهات الكبينة في جبل الأكراد شرق اللاذقية، لافتاً إلى أن النظام قام أيضاً بترميم أسلحته وإجراء عمليات التمويه على السلاح لإخفائه، متوقعاً بدء عملية عسكرية في أي لحظة، لا سيما أن طيران الاستطلاع الروسي لا يكاد يفارق أجواء جبل الزاوية والقسم الشمالي لسهل الغاب غربي حماة ساعة واحدة على مدار اليوم.
ناشطون في مناطق إدلب، قالوا إنه تم توثيق أكثر من 50 خرقاً لوقف إطلاق النار أقدمت عليه قوات النظام والميليشيات الإيرانية خلال الأسبوع الأخير، ضد المناطق المأهولة بالسكان، تمثلت بالقصف المدفعي والصاروخي على مناطق جنوب إدلب، ومنطقة الكبينة والقسم الشمالي في سهل الغاب غرب حماة»، مما دفع أكثر من ألف أسرة إلى النزوح مجدداً باتجاه المخيمات الحدودية والمناطق الأكثر أمناً نسبياً شمال محافظة إدلب. ورجحت المصادر، أن مواصلة الخروقات إلى جانب تحليق مكثف تقوم به طائرات الاستطلاع الروسية على مدار الساعة، يعتبر تمهيداً لعملية عسكرية مرتقبة تهدف إلى التقدم نحو مناطق جديدة جنوب إدلب.
وحذرت المصادر من تدهور الوضع الميداني في المنطقة وانهيار وقف إطلاق النار، الأمر الذي سيدفع إلى تفاقم معاناة المدنيين وحدوث كارثة إنسانية، في الوقت الذي بدأت فيه الكوادر الطبية والمنظمات تسجيل إصابة أكثر من 40 مدنياً بفيروس كورونا المستجد، وعزلهم مع تقديم العلاج والإسعافات للمصابين، والحجر الصحي على بلدة سرمين شرق إدلب التي سجلت 3 إصابات من أبنائها، ويخشى من إصابة آخرين بعدوى فيروس كورونا.
في هذه الأثناء، دخلت أرتال عسكرية تركية من معبر كفرلوسين الحدودي في منطقة عقربات شمال سوريا، مساء السبت، تضم دبابات وعربات عسكرية متنوعة وشاحنات ومصفحات عسكرية، واصلت مسيرها باتجاه نقاط ومواقع عسكرية تركية في ريفي حلب واللاذقية. وذكر المرصد، أن الأرتال تتألف من 40 آلية، اتجهت نحو النقاط العسكرية التركية المنتشرة في منطقة «خفض التصعيد». ومع استمرار تدفق الأرتال التركية، فإن عدد الآليات التي دخلت الأراضي السورية منذ بدء وقف إطلاق النار الجديد بلغ 5085 آلية، بالإضافة لآلاف الجنود.
ترقب عودة المواجهات إلى مناطق خفض التصعيد في إدلب
خروقات مستمرة وتحليق طائرات استطلاع روسية
ترقب عودة المواجهات إلى مناطق خفض التصعيد في إدلب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة