غلاء الأضاحي والألبسة في إدلب يحرم الكثيرين من فرحة العيد

TT

غلاء الأضاحي والألبسة في إدلب يحرم الكثيرين من فرحة العيد

فوجئ الأهالي بارتفاع أسعار الأضاحي في أسواق بيع الماشية والألبسة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا ما شكّل حاجزاً إضافياً أمام احتفال مئات الآلاف من السكان بعيد الأضحى المبارك.
وقال مصطفى حاج بكور، وهو مزارع ونازح في منطقة الدانا شمال إدلب، لـ«الشرق الأوسط»: «اعتدت كل عام في عيد الأضحى المبارك في الأعوام السابقة على تقديم أضحيتين أو 3 على الأقل وتوزيعها على مستحقيها من الأقارب والفقراء والمساكين في منطقتي، لكن مع تردي أوضاعنا الاقتصادية والمعيشية في ظل النزوح الحالي لم يعد بمقدوري ذبح ولو أضحية واحدة بسبب غلاء أسعار الأضاحي في الأسواق»، لافتاً إلى أن سعر الخروف بوزن 50 كلغ بتراوح بين 500 و600 ألف ليرة سورية و«بالطبع توفير هذا المبلغ لم يعد بالسهل، أمام المصاريف الضخمة التي تتطلبها حياتنا في النزوح من أجور سكن وغذاء ومستلزمات المنزل والعائلة يومياً».
من جهته، قال التاجر أبو فريد السراقبي: «هناك عدة عوامل أسهمت في غلاء أسعار الأضاحي لهذا العام إلى جانب جشع المربين واستغلالهم للفرصة أو المناسبة مع قرب عيد الأضحى، كغلاء أسعار الأعلاف وطعام المواشي كالشعير وغيره، حيث وصل سعر الطن منه مؤخراً إلى 500 ألف ليرة سورية، الأمر الذي دفع إلى ارتفاع أسعار الأضاحي 40% عن أسعارها قبل شهر»، ويضيف أن هذا الغلاء دفع السوريين إلى العزوف عن شراء الأضاحي هذا العام، في وقت أشار منير الخليل إلى «قلة المواشي لدى المربين وتراجع أعدادها عن السنوات الماضية بسبب التهجير والنزوح وتوجه الجزارين إلى عدم التفريق بين ذكر أو أنثى من الأغنام، ما تسبب في تراجع أعدادها من جهة. ومن جهة أخرى شعور مربي المواشي بأنها الفرصة الوحيدة لتعويض خسائرهم سابقاً من خلال التحكم بأسعارها».
في المقابل، أشار سامي الحسن أحد أعضاء «فريق الخير» إلى أن منظمته اشترت «ما يقارب 40 أضحية فقط لذبحها أول أيام عيد الأضحى وتوزيعها على الفقراء والأيتام في بعض المخيمات بالشمال السوري»، مشيراً إلى أن «الفريق قلّص عدد الأضاحي هذا العام إلى 40 بدل 100 أضحية كما اعتاد في الأعوام السابقة، بسبب غلاء أسعارها في الأسواق مقارنةً بما تمكنوا من جمعه كتبرعات مالية من أهل الخير».
وبالنسبة إلى أسواق ومحلات بيع الملابس، فيقول أسامة المحمد صاحب محل لبيع الألبسة في سرمدا: «محلات بيع الألبسة هي أيضاً شهدت هذا العام تراجعاً كبيراً في عملية بيع كسوة العيد بسبب غلاء أسعارها 4 أضعاف عن السابق، فهناك الكثير من المحال التجارية لبيع الألبسة وكسوة العيد لم يدخلها زبون واحد طيلة الأسبوع الحالي الذي يسبق العيد، والذي يكون عادةً هو أسبوع البيع الكبير لألبسة العيد، وأيضاً تزامن ذلك مع تدهور قيمة الليرة السورية فضلاً عن اكتشاف أكثر من 30 إصابة بفيروس (كورونا)، مما قلّص حركة المواطنين والتجول في الأسواق خوفاً من الإصابة بالفيروس».



من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
TT

من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)

تكبُر أحلام الشاب اللبناني المهندس هشام الحسامي يوماً بعد يوم، فلا يتعب من اللحاق بها واقتناص الفرص ليُحقّقها. منذ نحو العام، أطلق إنجازه الأول في عالم التكنولوجيا، فقدّم سيارة «ليرة» الكهربائية العاملة بالطاقة الشمسية، لتكون المنتج النموذج لتأكيد قدرة اللبناني على الابتكار.

اليوم، يُطوّر قدراته مرّة أخرى، ويُقدّم أول تاكسي طائرة، «سكاي ليرة»، من صنع محلّي؛ تأتي ضمن سلسلة «ليرة» ومزوَّدة بـ8 محرّكات. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنها أول طائرة من نوعها في العالم العربي مصنوعة محلّياً. فمعظم طائرات التاكسي في الإمارات العربية وغيرها، تُستَورد من الصين. رغبتُ من خلالها التأكيد على إبداعات اللبناني رغم الأزمات المتلاحقة، وآخرها الحرب».

يتمتّع هذا الابتكار بجميع شروط الأمان والسلامة العامة (هشام الحسامي)

أجرى الحسامي دراسات وبحوثاً ليطّلع بشكل وافٍ على كيفية ابتكار الطائرة التاكسي: «بحثتُ بدقّة وكوّنتُ فكرة كاملة عن هذا النوع من المركبات. خزّنتُ المعلومات لأطبّقها على ابتكاري المحلّي. واستطعتُ أن أقدّمها بأفضل جودة تُضاهي بمواصفاتها أي تاكسي طائرة في العالم».

صمّم ابتكاره ونفَّذه بمفرده: «موّلتها بنفسي، وهي تسير بسرعة 130 كيلومتراً في الساعة، كما تستطيع قَطْع مسافة 40 كيلومتراً من دون توقُّف».

يهدف ابتكاره إلى خلق مجال صناعي جديد في لبنان (هشام الحسامي)

لا يخاطر هشام الحسامي في إنجازه هذا، ويعدُّه آمناً مائة في المائة، مع مراعاته شروط السلامة العامة.

ويوضح: «حتى لو أُصيب أحد محرّكاتها بعطل طارئ، فإنها قادرة على إكمال طريقها مع المحرّكات الـ7 الأخرى. كما أنّ ميزتها تكمُن في قدرتها على الطيران بـ4 من هذه المحرّكات».

ولكن مَن هو المؤهَّل لقيادتها؟ يردّ: «قيادتها بسيطة وسهلة، ويستطيع أيٌّ كان القيام بهذه المَهمَّة. الأمر لا يقتصر على قبطان طائرة متخصّص، ويمكن لهذا الشخص أن يتعلّم كيفية قيادتها بدقائق».

يحاول هشام الحسامي اليوم تعزيز ابتكاره هذا بآخر يستطيع الطيران على نظام تحديد المواقع العالمي «جي بي إس»: «سيكون أكثر تطوّراً من نوع (الأوتونومايس)، فيسهُل بذلك طيرانها نحو الموقع المرغوب في التوجُّه إليه مباشرة».

صورة لطائرة تاكسي أكثر تطوّراً ينوي تصميمها (هشام الحسامي)

صمّم المهندس اللبناني الطائرة التاكسي كي تتّسع لشخص واحد. ويوضح: «إنها نموذج أولي سيطرأ عليه التطوُّر لاحقاً. إمكاناتي المادية لم تسمح بالمزيد».

من المُنتَظر أن يعقد الحسامي اجتماعاً قريباً مع وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال بلبنان، جورج بوشيكيان، للتشاور في إمكان الترويج لهذا الابتكار، وعمّا إذا كانت ثمة فرصة لتسييره ضمن ترتيبات معيّنة تُشرف عليها الدولة؛ علماً بأنّ الطائرة التاكسي ستُطلَق مع بداية عام 2025.

أطلق هشام الحسامي عليها تسمية «سكاي ليرة»، أسوةً بسيارة «ليرة»، وأرفقها بصورة العلم اللبناني للإشارة إلى منشئها الأصلي: «إنها صناعة لبنانية بامتياز، فكان من البديهي أن أرفقها بالعَلَم».

وهل يتوقّع إقبال اللبنانيين على استخدامها؟ يجيب: «الوضع استثنائي، ومشروعات من هذا النوع تتطلّب دراسات وتخصيصَ خطّ طيران لتُحلِّق من خلاله؛ وهو أمر يبدو تطبيقه صعباً حالياً في لبنان. نصبو إلى لفت النظر لصناعتها وبيعها لدول أخرى. بذلك نستطيع الاستثمار في المشروع، وبالتالي رَفْع مداخيلنا وأرباحنا بكوننا دولة لبنانية»، مؤكداً: «من خلال هذا الابتكار، يمكن للبنان أن ينافس نوعَها عينه الرائج في العالم. فكلفة صناعتها تتراوح بين 250 و300 ألف دولار عالمياً، أما في لبنان، وبسبب محلّية صناعتها وتجميع قطعها، فكلفتها أقل. نستطيع بيعها بأسعار لا تزيد على 150 ألف دولار».

المواد الأولية لصناعة «الطائرة التاكسي» مؤمَّنة في لبنان. وحدها القطع الإلكترونية اللازمة تُستَورد من الخارج: «بذلك يكون بمقدورنا تصدير التكنولوجيا الخاصة بنا».