تحقيق: الجيش النيوزيلندي ضلّل الشعب بشأن عملية في أفغانستان

TT

تحقيق: الجيش النيوزيلندي ضلّل الشعب بشأن عملية في أفغانستان

كشف تحقيق رفيع المستوى في نيوزيلندا أن قوات الدفاع بالبلاد ضلّلت الشعب بشأن مزاعم مقتل مدنيين خلال عملية في أفغانستان عام 2010. وقال المدعي العام ديفيد باركر أمس (الجمعة)، إنه في حين أن تصرفات القوات على الأرض كانت «مهنية وقانونية»، إلا أن هناك «أوجه قصور كبيرة» في كيفية تعامل قوات الدفاع النيوزيلندية مع هذه المزاعم. وتمت العملية في أغسطس (آب) 2010 في وادي تيرجيران بأفغانستان، ونفّذتها قوات الدفاع النيوزيلندية وقوات دول أخرى تعمل في إطار قوة المساعدة الأمنية الدولية. وأُثيرت ادعاءات مقتل مدنيين خلال أيام، وأكد تقرير أوّلي صادر عن القوة الدولية للمساعدة الأمنية في أفغانستان أن مروحية ربما قتلت مدنيين. وقال باركر إنه بينما لم تكن هناك «استراتيجية مؤسسية منظمة» للتغطية على الخسائر في صفوف المدنيين، فإن قوات الدفاع النيوزيلندية أدلت بتصريحات غير صحيحة ومضللة للشعب، مشيرة إلى أنه تم التحقيق في المزاعم وتبين أنها «لا أساس لها» أو «غير صحيحة». وأظهر التحقيق أن قوات الدفاع النيوزيلندية ووزير الدفاع السابق وايني ماب، فشلوا في تصحيح السجل العام وتكرار المعلومات غير الصحيحة. وقال باركر إن الفشل في تقديم معلومات دقيقة وفي الوقت المناسب يقوّض «مبدأين أساسيين للديمقراطية». وأضاف: «أعتبر هذا من أكثر الاستنتاجات المثيرة للقلق في التحقيق». وبدأ التحقيق في 2018 بعد نشر كتاب «هيت آند رن»، لنيكي هاجر وجون ستيفنسون، الذي تناول ادعاءات خطيرة.
وخلص التحقيق إلى مقتل طفل على الأرجح خلال العملية وإصابة ما لا يقل عن ستة مدنيين. وقُتل خلال العملية مالا يقل عن سبعة رجال، وتم الإعلان عن هوية ثلاثة منهم بصفتهم من المتمردين. وقال التقرير إن مسلحاً هو قاري ميراج اعتقلته القوات النيوزيلندية وتعرض للضرب في أثناء اعتقاله. وقال باركر إنه بينما وجد أن الكتاب يحتوي على بعض الأخطاء، إلا أنه كان محقاً في جوانب أخرى.
وتابع: «في ضوء ذلك، من الصواب الاعتراف، كما يفعل التقرير، بأن الكتاب أدى خدمة عامة ذات قيمة».



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.