رئيس الحكومة الأردنية: الدولة لن تُختزل بشخص أو بنقابة وحزب

عمر الرزاز (أ.ب)
عمر الرزاز (أ.ب)
TT

رئيس الحكومة الأردنية: الدولة لن تُختزل بشخص أو بنقابة وحزب

عمر الرزاز (أ.ب)
عمر الرزاز (أ.ب)

أكد رئيس الوزراء الأردني، عمر الرزاز، أمس (الأحد)، أن «الدولة قوية بإنفاذ القانون على الجميع»، مشدداً على أن «الدولة الأردنية لا تُختزل بشخص، ولا بنقابة، ولا بحزب».
وفي أول تعليق حكومي على قرارات إغلاق نقابة المعلمين ومقراتها، وتوقيف نقيب وأعضاء مجلس النقابة، شدد الرزاز في كلمة تلفزيونية له على أن المملكة هي «منظومة مؤسسات راسخة على مدى قرن من الزمن، يحكمها الدستور الأردني الذي يشمل مؤسسة العرش الهاشمي، والسلطات الثلاث: التشريعية والتنفيذية والقضائية».
من جهته، أكد وزير الإعلام الأردني، أمجد العضايلة، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير التربية والتعليم ووزير العدل: «لن نقبل في أي حال من الأحوال أسلوب الاستقواء على الدولة؛ فالمجتمع والدولة الأردنية التي راكمت المنجزات والمكتسبات على مدى 100 عام، وبشكل خاص في مجالات الصحة والتعليم والأمن، لن تفرط بما أنجزه الأردن في هذه الميادين، وتحديداً خلال هذا الظرف الاستثنائي المتمثل بجائحة (كورونا) وانعكاساتها المعقدة».
وأشار العضايلة في معرض تعليقه على قرار إيقاف عمل نقابة المعلمين إلى أن «الحكومة كانت تتمنى ألا تصل الأمور من حيث التصعيد والمخالفات القانونية الجسيمة لما وصلَتْ إليه؛ فحماية الإنسان الأردني وأمنه وصحته وتعليمه هي في صميم أخلاقيات الدولة ومسؤولياتها بكل أركانها، ولا يستطيع أحد، أياً كان موقعه، احتكار الحقيقة». وشدد العضايلة على أن «الظرف الاقتصادي - الاجتماعي الاستثنائي الناتج عن انعكاسات أزمة (كورونا) يتطلب التعاون والتكافل في تحمُّل آثاره، والعاملون في القطاعات والمرافق الحيوية، ومن بينها التعليم، يدركون أن نهجها هو خدمة المواطن وليس فئة أو حزباً أو مجموعة». وبيّن الوزير أن «نقابة المعلمين الموقوفة أعمالها نُفّذت، وتلوح مجدداً بتنفيذ وقفات احتجاجية وإضرابات واعتصامات تضرّ بمرافق الدولة الحيوية واستدامتها، وتتجاوز قانون الصحة العامة وأوامر الدفاع التي صدرت بشكل أساسي لحماية صحة المواطنين». وشدد العضايلة على أنه «لا يمكن أن تبقى الدولة والمجتمع والأهل والطلاب ومستقبلهم رهينة لقرارات جهة نقابية وتهديداتها بتنفيذ اعتصامات بشكل مخالف للقانون»، مؤكداً أن «القضية منظورة أمام القضاء، ونحن كحكومة، ومن باب الالتزام بواجباتنا الدستورية، واحترام سلطة القضاء، فإننا نتجنّب الخوص في تفاصيل التقاضي وإجراءاته، ونؤكد احترامنا لأحكام لمبدأ الفصل بين السلطات».
من جهته، علّق وزير التربية والتعليم تيسير النعيمي على مجلس نقابة المعلمين الموقوف عملها بقرار قضائي، بأن المجلس «استمر باستعمال لغة الإملاء والاستقواء، ورفض كل ما قدمته الوزارة من مقترحات تطوير التعليم»، ورفض الاعتراف بما تحقق من بنود الاتفاقية المبرمة بين الوزارة والنقابة نهاية العام الماضي، مشدداً على أن الحكومة لن تقبل بأن يكون «الطلبة رهينة لسياسات مجلس النقابة الموقوفة أعماله». وشدد النعيمي على أن نقابة المعلمين الموقوف عملها «ابتعدت عن صميم عملها، وتدخلت في سياسات الوزارة، من سياسات التعليم والمناهج، وبشكل يخالف قانون النقابة، وبما يكرس مبدأ المناكفة وتعطيل المصلحة العامة، وفِي مقدمتها حق الطلبة في التعليم»، عبر التحريض على الاعتصامات والإضرابات.
وأكد وزير التربية والتعليم على أن التعليم حق للأردنيين كفله الدستور، مشيراً إلى أن المسيرة التعليمية مستمرة وحسب خطط الوزارة في أولوية استدامة التعليم. ونوه النعيمي بأن وزارته «ما زالت ندفع الكلفة التربوية لإضراب نقابة المعلمين الذي نفذته بداية العام الدراسي الحالي»، مؤكداً أن «المسيرة التعليمية ستستمر وفق خطط وزارة التربية والتعليم ورؤية الدولة الأردنية، وأن الدولة حريصة على مصلحة المعلم وتحسين مستوى معيشته».
ونفذت السلطات الأردنية، أول من أمس (السبت)، حملة توقيفات واسعة لنقيب وأعضاء مجلس نقابة المعلمين، على خلفية قضايا تحقيقة منظورة لدى القضاء، ليسبق ذلك قراراً قضائياً بتعليق عمل النقابة وإغلاق مقراتها كافة لمدة عامين، وكف يد مجلس النقابة الحالي عن العمل.
كانت نقابة المعلمين تعهّدت بتنفيذ إضراب شامل مع أول أيام السنة الدراسية الجديدة مطلع ستمبر المقبل، بعد رفض الحكومة لاستئناف صرف علاوة المعلمين التي أُقرّت في موازنة العام الحالي، في حين تتمسك الحكومة بقرارها إلغاء جميع العلاوات والزيادات والعمل الإضافي لموظفين القطاع العام كافة، بمن فيهم أفراد وضباط الأجهزة الأمنية، وذلك لتقليص عجز الموازنة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.