رغم صعوبة المنافسة، وصراع العشرات من المحترفين البارزين (سعوديين وأجانب) على استقطاب الأضواء في بطولة دوري المحترفين السعودي، فإن حسين العيسى، لاعب فريق العدالة، يرى في نفسه القدرة على التألق، وتحقيق أحلامه في عالم الكرة، متذكراً صعوبة البدايات في مسيرته الكروية، وعلى الأخص عندما كان يضطر إلى الذهاب للنادي مشياً على الأقدام، وخشية والديه عليه من مخاطر الطريق بالنظر إلى صغر سنه.
ويبلغ العيسى من العمر 19 عاماً، وقد ساهم في وصول المنتخب الأولمبي إلى أولمبياد طوكيو، بعد أن قدمه المدرب الوطني سعد الشهري، ليكون واحداً من الأسماء الصاعدة بقوة. وقد شارك في عدد من المباريات احتياطياً، قبل أن يتمكن من حجز مقعد أساسي في المباراة النهائية.
وتحدث العيسى عن بداياته، قائلاً: «بدأت مشواري في سن مبكر جداً، وتحديداً في التاسعة، من خلال نادي العدالة الواقع في بلدة الحليلة، واضطررت للذهاب إلى التدريبات يومياً، رغم بعد المسافة بين الحي والنادي، إلا أنني عزمت أن أكون لاعب كرة قدم مميزاً، وأحقق من خلالها كثيراً من الأحلام، لذا لم يهمني ذلك الأمر، ولم أجد فيه عائقاً».
وأضاف: «في بداياتي، كانت هناك معارضة من الوالد، كون ذلك قد يشكل خطر علي، من حيث التوجه مشياً على الأقدام، ومن حيث صغر سني، إلا أنه مع الوقت، وبدعاء الوالدين، وفقت في أكون عنصراً في فريق درجة الناشئين، وأنضم للمرة الأولى للمنتخبات الوطنية، بقيادة المدرب خالد العطوي في منتخب درجة الشباب، وأصبح في المعسكرات التي سبقت المشاركة في نهائيات كأس آسيا 2018. إلا أنه تم استبعادي، وهذا لم يحبطني، بل إنه كان دافعاً لتقديم الأفضل، وتطوير أدائي».
وزاد قائلاً: «بحمد الله، وفقت، مع زملائي في فريق العدالة، في تحقيق حلم الوصول إلى الدوري السعودي للمحترفين، وهو حلم كبير تحقق بقيادة المهندس عبد العزيز المضحي، وأعضاء مجلس الإدارة، ودعم الجمهور الوفي، وهذا المنجز لا يمكن أن ينسى، ونأمل أن نوفق في بقية مشوارنا في دوري هذا الموسم، ونثبت أقدامنا بين الكبار».
وعن أجمل المباريات التي شارك بها في دوري هذا الموسم، قال العيسى: «كثير من المباريات قدمنا فيها أداءً فنياً رائعاً. صحيح أننا لم نوفق في كثير منها، ولكن ما دام أن المنافسة لا تزال في الملعب فسيكون الختام مميزاً، بإذن الله».
أما عن الأهداف التي سجلها، فقال: «سجلت هدفاً في شباك ضمك، رفيق دربنا في الصعود، في المباراة التي أقيمت في الأحساء، وفزنا فيها برباعية نظيفة. كما سجلت هدفاً آخر في شباك جارنا الفتح، في مواجهة الدور الأول، ويعد من أجمل الأهداف، رغم خسارة تلك المباراة. وفي بطولة الكأس، سجلت أيضاً أهدافاً، وصنعت كثيراً منها».
وعن مساهمته مع المنتخب الأولمبي في بطولة آسيا الماضية، التي عبر من خلالها الأخضر إلى أولمبياد طوكيو، قال: «كنا على قلب رجل واحد، وقدمنا كل ما لدينا من أجل تحقيق منجز للوطن. وكان الكابتن سعد الشهري يتعامل معنا تعامل الأشقاء أو الأبناء، وهذا زرع فينا روح التحدي والمسؤولية، وجعلنا عاقدين العزم على أن نصل إلى الأولمبياد بعد غياب طويل للكرة السعودية، وقد تحقق ذلك. كما كنا نسعى لتتويج الجهود بالعودة باللقب القاري، ولكن لم نوفق، ونحمد الله على ما تحقق».
وعن اللاعبين الذين تأثر بهم في حياته الرياضية، أوضح العيسى أنه كان يلقب بـ«كيتا»، لتشابه أدائه الفني وحجمه مع اللاعب الغيني الحسن كيتا، نجم الاتحاد السابق، حيث كان يعرف بهذا الاسم في أثناء مشاركته مع فرق الحواري، قبل أن يحترف كرة القدم، مبيناً أنه اختار الرقم (3) لهذا السبب، مع أنه لاعب جناح حالياً، مشيراً إلى أن بداياته كان في مركز الظهير.
أما اللاعب الذي تأثر به محلياً، ويتمنى الوصول لمستواه، فيرى أنه اللاعب سالم الدوسري، لاعب الهلال والمنتخب السعودي الحالي. وعلى الصعيد العالمي، فهو معجب باللاعب الفرنسي «إمبابي».
ومن جانبه، تحدث المدرب سعد الشهري، مدرب المنتخب السعودي الأولمبي، عن السمات الشخصية للاعب العيسى، قائلاً: «العيسى لاعب اجتماعي متعاون محبوب، يتحمل المسؤولية ويقاتل. أما الصفات الفنية، فهو سريع مهاري. وفي الجانب البدني، قصير القامة ولكنه قوي بدنياً. أما تكتيكيا، فهو يلعب على الأطراف يميناً أو يساراً، والأفضل أن يلعب على اليمين، وهو كذلك منضبط تكتيكياً».
وأوضح الشهري أن العيسى «شارك في النهائيات الآسيوية الأولمبية بصفتها أول مشاركة رسمية له. ورغم ذلك، كان حضوره رائعاً جداً. وفي كل مشاركة له، كان يقوم بأدوار مميزة. وأتمنى له التوفيق والاستمرار في العمل مع مدربين جيدين يضيفون لقدراته كثيراً».
ومن جانبه، قال المدرب رضا الجنبي الذي قاد العدالة للوصول التاريخي لدوري المحترفين إن اللاعب حسين العيسى «لاعب انضباطي تكتيكي مميز، وهو من النوعية التي يبحث عنها المدربين دائماً، حيث الحماس والقتالية وتطبيق التعليمات وحب الانتصار، وهي صفة من المهم أن تستمر لديه».
وحول متطلبات تطور نجوميته، قال الجنبي: «يحتاج بكل تأكيد إلى مواصلة العمل والجهد، والاستماع لتوجيهات مدربيه كما عهدته، وقد كان من أميز اللاعبين في مشوار المنتخب السعودي الأولمبي في طريق الأولمبياد».
وقال المدرب أحمد المالكي، مساعد مدرب المنتخب السعودي للشباب، أبطال النسخة الماضية من بطولة آسيا: «اللاعب حسين العيسى من خيرة اللاعبين الصاعدين للفريق الأول، وقد تدرج في الفئات السنية، وهو يمتلك السمات الشخصية التي تؤهله للعب بالفريق الأول لدوري المحترفين. وأيضاً من خلال إشرافنا عليه في المنتخب السعودي، وجدناه متحملاً للمسؤولية، متعاوناً مع الجميع، محباً للفوز. ومن خلال مشاهدتنا له فنياً، رأينا أنه يمتلك السرعة والقوة والمهارة والتنوع التكتيكي في اللعب على الأطراف».
أما المدرب حسين الحداد، وهو من أوائل المدربين الذين أشرفوا على العيسى، وقد بات حالياً ضمن جهاز كرة القدم بنادي العدالة، فقال: «العيسى لاعب منضبط مجتهد، يستمع للتوجيهات، ويسعى دائماً لتطوير نفسه، وهو اجتماعي جداً، وهذا ما يختصر المسافات له نحو النجومية»، مبيناً أن أول مدرب أشرف عليه كان أحمد الحبيب، وكان برفقته حينها منذ قرابة 10 سنوات.
وبين أن العيسى وقع عقده الأول مع نادي العدالة بعد أن أطلع والده على كل التفاصيل، وهو مشروع نجم كبير في كرة القدم السعودية، متمنياً أن يوفق مع زملائه في بقاء الفريق بدوري المحترفين في بقية الدوري، وكذلك مع المنتخب الأولمبي في أولمبياد طوكيو المقبل.
حسين العيسى: سالم الدوسري مصدر إلهامي
أصغر لاعبي الدوري السعودي قال إن لا شيء سيمنعه من تحقيق أحلامه
حسين العيسى: سالم الدوسري مصدر إلهامي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة