مصر: إحباط هجوم إرهابي كبير في سيناء

الجيش أعلن مقتل 18 «تكفيرياً» و2 من قواته

جانب من العمليات التي ينفذها الجيش المصري في سيناء (المتحدث العسكري)
جانب من العمليات التي ينفذها الجيش المصري في سيناء (المتحدث العسكري)
TT

مصر: إحباط هجوم إرهابي كبير في سيناء

جانب من العمليات التي ينفذها الجيش المصري في سيناء (المتحدث العسكري)
جانب من العمليات التي ينفذها الجيش المصري في سيناء (المتحدث العسكري)

غداة موافقة البرلمان المصري على تفويض يسمح لرئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي بإرسال الجيش في مهمات قتالية إلى ليبيا، غرب البلاد، أعلنت القوات المسلحة «إحباط هجوم إرهابي» كبير على الجبهة الشرقية في شمال سيناء، فيما برزت تلميحات أطلقها خبراء ونواب ومسؤولون محليون إلى «دعم خارجي» للمنفذين المتشددين.
وقال الجيش المصري في بيان، مساء أول من أمس، إنه «أحبط هجوماً إرهابياً على أحد الارتكازات الأمنية بشمال سيناء بمنطقة بئر العبد باستخدام 4 عربات منها 3 مفخخة، وبمشاركة عدد من العناصر التكفيرية». وأظهر بيان عسكري مصري، تم نشره مصحوباً بمقطع فيديو تحدث عن الخسائر التي أوقعتها قوات الجيش في صفوف المهاجمين، عدداً من الأشخاص المخضبين بالدماء ويرتدون ملابس تشبه تلك التي تظهر في تسجيلات عناصر فرع «داعش» في سيناء. وقال المتحدث العسكري المصري إن «قوات التأمين بالتعاون مع القوات الجوية طاردت العناصر التكفيرية داخل إحدى المزارع وبعض المنازل غير المأهولة مما أسفر عن مقتل 18 تكفيرياً منهم فرد يرتدي حزاماً ناسفاً، وتدمير 4 عربات منها 3 مفخخة».
وأشار المتحدث العسكري كذلك إلى أنه «نتيجة للأعمال البطولية لقوات التأمين استشهد 2 من القوات المسلحة وأصيب 4 آخرون أثناء قيامهم بأداء واجبهم الوطني».
وكان البرلمان المصري أعلن، الاثنين الماضي، «منح الموافقة اللازمة دستورياً لإرسال قوات الجيش في مهمات قتالية على الاتجاه الغربي»، وقال إن «لقيادة الجيش الرخصة في تحديد مكان وزمان الرد على التهديدات الخارجية».
واعتبر سلامة الرقيعي، عضو البرلمان المصري عن محافظة شمال سيناء، أن «الحادث يعكس رد فعل على ما اتخذته مصر من قرارات بشأن ليبيا»، مشيراً إلى تحريك من سماهم «أذناب الأنظمة التي تعادي مصر»، في إشارة إلى دور تركي محتمل يهدف إلى التأثير على موقف مصر بشأن ليبيا. وأضاف الرقيعي لـ«الشرق الأوسط»، أن «قرية رابعة التي شهدت الهجوم لم يسبق أن تعرضت لهجوم مماثل، خاصة أنها تعتبر من القرى ذات العمق التاريخي في سيناء، ونشأ وتربى فيها أبرز شيوخ قبائل سيناء الذين تصدوا لمحاولة إسرائيل تدويل المنطقة أثناء احتلالها». وقال: «كل هذه الرسائل من هذا المكان تدعونا أكثر لأن نقف ونساند موقف مصر في حربها ضد إرهاب الداخل والخارج».
ولم يختلف تقييم النائب البرلماني عن سيناء رحمي بكير إذ قال لـ«الشرق الأوسط» إن «تعامل القوات (الأمنية) مع المنفذين بكل هذه البسالة يؤكد إفشال العملية وردع أعداء مصر في الداخل والخارج». ورأى أن «الهجوم الذي أُحبط كان محاولة للنيل من عزيمة القوات التي تقاتل على الأرض الآن، أو تلك التي تستعد لتعقب كل من ينال من أمن مصر حتى ولو خارج حدودها».
وعلى مستوى محلي، تحدث الدكتور محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، في بيان، عن «أن الإرهاب المدعوم خارجياً لن يتمكن من التقليل من جهود التنمية أو يوقف البناء من أجل مستقبل الأجيال القادمة». وقال إن «جهود القوات المسلحة مستمرة من أجل القضاء على الإرهاب والتصدي لكل ما يمس الأراضي المصرية».
واعتبر الدكتور صلاح سلام، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر، أن العملية الأخيرة «لن تؤثر فيما تشهده سيناء من جهود القوات المسلحة في التخلص من الإرهاب بالداخل والخارج».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.