عبد الفتاح عسيري... صفقة عاطفية أم حاجة فنية نصراوية؟

تساؤلات حول التأثير المنتظر لتعاقد الـ24 مليوناً على الخارطة الصفراء

يحيى الشهري خلال إحدى مبارياته مع النصر (الشرق الأوسط)
يحيى الشهري خلال إحدى مبارياته مع النصر (الشرق الأوسط)
TT

عبد الفتاح عسيري... صفقة عاطفية أم حاجة فنية نصراوية؟

يحيى الشهري خلال إحدى مبارياته مع النصر (الشرق الأوسط)
يحيى الشهري خلال إحدى مبارياته مع النصر (الشرق الأوسط)

حظيت صفقة توقيع النصر مع اللاعب عبد الفتاح عسيري والتي كلفت النصراويين مبلغ 24 مليوناً لمدة ثلاث سنوات، بأصداء واسعة في الوسط الرياضي، بينما عد أنصار النادي تلك الخطوة بمثابة انتصار جديد على الصعيد الاحترافي، لكن يظل التساؤل الأهم هو ما يمكن لعسيري تقديمه للنصر في ظل وجود اللاعب يحيى الشهري النجم الذي لا يقل عنه مهارة ونجومية، فضلاً عن الشبه الكبير الذي يجمعهما من ناحية البنية الجسمانية ومرونة الأداء وتولي المراكز داخل الميدان.
كما لا يمكن إغفال وجود نجوم آخرين ذي مكانة على الخارطة الصفراء في خط الوسط ومنهم الدولي النيجيري أحمد موسى والنجم الشاب فهد الجميعة.
«الشرق الأوسط» بدورها وجهت هذا التساؤل للاعب الاتفاق المعتزل والنجم الدولي السابق مروان الشيحة، الذي أشار أيضاً إلى أن هناك صفات مشتركة عديدة بين اللاعبين يحيى الشهري وعبد الفتاح عسيري في الطول والإمكانيات الفنية والقدرة على خدمة المجموعة وصناعة الفارق إلا أن أدور كل منهما مختلفة بشكل واضح داخل أرض الملعب.
وأضاف الشيحة: «عبد الفتاح عسيري نجم يجيد اللعب على الأطراف، فيما يعرف يحيى الشهري بأنه صانع لعب وخلف المهاجمين وأحيان يلعب كلاعب حر في وسط الملعب ويساند الهجوم ولذا يمكن أن يشارك اللاعبان سوياً في مباراة واحدة بأدوار مختلفة وإن كانا يتشاركان أيضاً في اللعب بالقدم اليسرى».
وأشار الشيحة إلى أن النصر لم يختر عسيري دون مشاورات فنية مع مدرب البرتغالي روي فيتوريا، حيث إنه على رأس الجهاز الفني وبالتالي تم الاستعانة برأيه بهذا الشأن قبل إتمام هذه الصفقة التي كانت متاحة.
وبشأن عجز بعض الأندية الكبيرة عن صناعة لاعبين من فرقها بدلاً من الاعتماد على شراء عقود لاعبين من أندية أخرى أو حتى توقيع عقود حرة مع لاعبين من أندية كبيرة أخرى، قال الشيحة: «بكل تأكيد الأندية التي تريد المنافسة تتجه أحياناً للاعب الجاهز والذي يملك كل المعلومات والإمكانيات الفنية التي يتمتع بها بدلاً من أن تجلب لاعباً من أحد أندية الوسط ولا يتمتع بتجربة كبيرة أو خبرة واسعة من خلال خوض البطولات الكبيرة أو الانضمام للمنتخب الأول ولذا من الطبيعي أن تحصل مثل هذه الصفقات في زمن الاحتراف وحسب قدرة كل نادٍ وطموحه».
من جانبه، قال يوسف الغدير مساعد مدرب المنتخب السعودي الأول ولاعب فريق النهضة سابقاً إن المستوى الفني الذي ظهر به اللاعب عبد الفتاح عسيري في الفترة الأخيرة مع الأهلي يجعله مرشحاً بقوة للحصول على مقعد أساسي في فريق النصر ليس على حساب يحيى الشهري فحسب، بل حتى على حساب البرازيلي جوليانو والنيجيري أحمد موسى، وإن كان هناك اختلاف في الأدوار التي يؤديها كل لاعب وذلك يعتمد على نهج المدرب فيتوريا.
وبين الغدير أن هناك تشابهاً كبيراً بين اللاعبين يحيى الشهري وعبد الفتاح عسيري من حيث البنية الجسمانية والإمكانيات، لكن النهج الفني لمدرب النصر لم يجعل الشهري ضمن حساباته كثيراً ليس هذا الموسم، بل حتى في مواسم سابقة حيث برز الشهري مع المنتخب السعودي في عهد المدرب الهولندي مارفيك أكثر من بروزه في فريق النصر، وهذا يعني أن النهج الفني للمدرب والقناعات هو من يحدد مصير اللاعب سواء كأساسي أو احتياطي.
وأضاف: «يمكن لعسيري أن يلعب كنجاح مؤثر دون أي علاقة مباشرة مع الشهري سواء شارك أو لم يشارك ولكن مع وجود زحمة نجوم في وسط النصر أرى أن عبد الفتاح يمكن أن يشارك في القائمة الأساسية على حساب لاعبين آخرين في مركز الجناح وإن كان بجواره يحيى الشهري في بعض المباريات فهذا لا يعني تصادماً من حيث تأدية الأدوار الفنية داخل أرض الملعب خصوصا أن يحيى يجيد اللعب في أكثر من مركز ويمتاز بفاعلية خلف المهاجمين».
وزاد بالقول: «هذا ما استفاد منه المدرب السابق للمنتخب السعودي مارفيك في عدد من المباريات في الطريق للمونديال الماضي إلا أن يحيى لم يعد بعدها من الأسماء الأساسية في النصر بشكل دائم».
من جانبه، اعتبر علي كميخ لاعب وسط النصر السابق والمدرب والمحلل الفني الحالي أن وجود اللاعب عبد الفتاح عسيري سيخلق إضافة قوية لفريق النصر في خط الوسط سواء لعب أساسياً أو احتياطياً، حيث إن الفرق الكبيرة يتوجب عليها أن تملك على الدوام مجموعة أساسية قوية وكذلك أسماء بديلة لا تقل عن الأساسي».
وأضاف: «في النصر الأمر لا يرتكز على وجود لاعب أو أكثر بإمكانيات متشابهة أو قريبة بل إن هناك مجموعة من اللاعبين المميزين محليين وأجانب ومن بينهم يحيى الشهري الذي يرى البعض أنه يشابه في أدائه وإمكانياته زميله عسيري، لكن الواضح أن عبد الفتاح أسرع وأكثر قدرة في ناحية المرتدات السريعة للهجوم، ولذا أرى أنه صفقة موفقة تضاف إلى مجموعة من الصفقات التي انضمت للنصر مما يجعل المدرب فيتوريا محظوظ جداً في تولي فريق بات قادراً على التعامل مع التحديات الكبيرة على مستوى الضغوط على اللاعبين لتنوع المشاركات والاستحقاقات المتتالية على صعيد النادي والمنتخب في الفترة المقبلة».
وأخيراً، قال سلطان خميس المدرب السابق إن التعاقد مع عسيري لا يعني أن المدرب قد يستغني عن الشهري، بل إن هناك إمكانية أن يشارك اللاعبان سوياً في مباراة واحدة حسب الخطة الفنية التي سينهجها في كل مباراة على حدة».
وأضاف: «صحيح أن اللاعبين يتشابهان من حيث الإمكانيات الفنية لكل منهما ولكن تبقى نظرة المدرب وإمكانية توظيف كل منهما داخل أرض الملعب أو حتى بقاء أي منهما أو كليهما على مقاعد البدلاء ليكونا إضافة قوية للفريق متى ما تمت الحاجة لأحدهما أو كليهما في أي مباراة».


مقالات ذات صلة

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية انفانتينو وأعضاء فيفا في صورة جماعية مع الوفد السعودي (وزارة الرياضة)

لماذا وضع العالم ثقته في الملف «المونديالي» السعودي؟

لم يكن دعم أكثر من 125 اتحاداً وطنياً تابعاً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، من أصل 211 اتحاداً، لملف المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 مجرد تأييد شكلي.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية المدن السعودية ستكون نموذجاً للمعايير المطلوبة (الشرق الأوسط)

«مونديال 2034»: فرصة سعودية لتغيير مفهوم الاستضافات

ستكون استضافة «كأس العالم 2034» بالنسبة إلى السعودية فرصة لإعادة صياغة مفهوم تنظيم الأحداث الرياضية العالمية؛ إذ تسعى السعودية إلى تحقيق أهداف «رؤيتها الوطنية.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة سعودية يُتوقع أن تجذب المملكة مستثمرين في قطاعات مثل السياحة، الرياضة، والتكنولوجيا، ما يعزز التنوع الاقتصادي فيها (الشرق الأوسط)

«استضافة كأس العالم» تتيح لملايين السياح اكتشاف جغرافيا السعودية

حينما يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، اليوم الأربعاء، فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034، ستكون العين على الفوائد التي ستجنيها البلاد من هذه الخطوة.

سعد السبيعي (الدمام)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».