«برشلونة لم يستسلم بعد»!... عبارة كتبتها صحيفة «موندو ديبورتيفو» الكاتالونية على صفحتها الأولى بعد فوز برشلونة المقنع على فياريال هذا الأسبوع، في أمسية جدد خلالها النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه الآمال بإمكان الاحتفاظ بلقب الدوري الإسباني لكرة القدم، وخففوا بعض الضغط عن المدرب كيكي سيتين.
لم تكد تمر 6 أشهر على تولي سيتين منصب المدير الفني لبرشلونة خلفاً لإرنستو فالفيردي، منها ثلاثة أشهر فعلياً من المنافسات بعد التعليق القسري بسبب فيروس كورونا المستجد، حتى بدأت التلميحات عن إمكان رحيله بنهاية الموسم، لا سيما بعد تعادل الفريق الأسبوع الماضي أمام مضيفه أتلتيكو مدريد (2 - 2).
كان هذا التعادل الثالث في آخر أربع مباريات خاضها برشلونة منذ استئناف الليغا (قبل لقاء فياريال الذي انتهى بفوز كبير 4 - 1). ترافقت النتائج المتعثرة مع تراجع في الأداء وأحاديث عن توتر في غرفة تبديل الملابس... كلها عوامل تفاقمت أمام المدرب حديث العهد، قبل أن يأتي الإنذار الأكبر من النجم والقائد ميسي.
ففي ظل استيائه من سوء الإدارة في النادي، علّق ميسي المحادثات بشأن تجديد عقده مع النادي الذي ينتهي في عام 2021 وبات يخطط للرحيل، وفق ما أفادت إذاعة «كادينا سير».
يسود الاعتقاد أن مشكلة ميسي، صاحب الهالة الطاغية في برشلونة، ليست مع سيتين نفسه، بل مع مجلس إدارة النادي الذي شهد تحت إشراف الرئيس جوسيب ماريا بارتوميو، سلسلة من الأخطاء والاضطرابات والمشاكل على المستطيل الأخضر وبعيداً عنه.
وحاول بارتوميو التقليل من شأن الخلافات التي تتردد حول عقد ميسي وقال في تصريحات لإذاعة «راك1» الكاتالونية: «عادة لا نفصح عن مفاوضاتنا مع اللاعبين، لكن من البديهي أن لدينا واجباً لتجديد عقده (ميسي). هو أفضل لاعب في التاريخ ولا يزال أمامه كثير من السنوات في كرة القدم».
وأضاف بارتوميو: «أرى أن ميسي مرتاح، لقد قال مرات عدة إنه يريد إنهاء مسيرته في برشلونة»، وهو النادي الذي لم يعرف أفضل لاعب في العالم 6 مرات، غيره في مسيرته الاحترافية.
وأكد بارتوميو الذي سيرحل عن منصبه في الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2021، أنه يرى ميسي مستمراً بقميص برشلونة حتى وقت اعتزاله، موضحاً: «أتحدث إلى اللاعبين بشكل دائم. ليس فقط مع ليو، لكن أيضاً مع المجموعة لا سيما مع القادة. بالإضافة إلى ذلك، ثمة كثير من الأمور التي يتعين علينا التحدث عنها في الآونة الأخيرة».
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2021، قد يكون تردد ميسي في ربط مستقبله بالنادي، مرتبطاً برغبة في إحداث تغيير سريع. لكن سيتين وقع ضحية صراع الطرفين. وسط الفوضى في برشلونة، بدا المدرب هامشياً أو «شخصاً عابراً»، كما وصفه والد المهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان، ودون تأثير على اللاعبين. لقد أشارت بعض الصور إلى تجاهل ميسي لسيتين ومساعده إيدر سارابيا، قبل أن تظهر على شاشات التلفزة لاحقاً ملامح تحسن في العلاقة. لكن الفوز على فياريال، لا سيما الأداء المقنع الذي قدمه لاعبو النادي الكاتالوني المتوج بطلاً لليغا في الموسمين الماضيين، منح بصيص أمل وقدّم صورة لما يمكن أن يكون عليه شكل برشلونة تحت إشراف سيتين، وما كانت تأمل فيه الإدارة عندما عينته مديراً فنياً في يناير.
بفضل كرة قدم ممتعة، تمريرات سريعة، فرص كثيرة، ثقة بالنفس ودينامية، قدم برشلونة أداء يعد من الأفضل له في مختلف المسابقات في عهد سيتين.
كانت المباراة فرصة لدحض الشكوك لا سيما بشأن غريزمان الذي شارك أساسياً بعدما بدأ المباراتين السابقتين أمام أتلتيكو وسلتا فيغو على مقاعد البدلاء، وأسهم في هدف فريقه الأول قبل أن يسجل شخصياً الهدف الثالث.
أظهر سيتين جرأة في المباراة بعدما أشرك ميسي في مركز وسطي أكثر خلف الأوروغوياني لويس سواريز وغريزمان بدلاً من الطرف الأيمن.
حقق برشلونة انتصاراً معنوياً مهماً رغم أن مهمة اللحاق بالغريم ريال مدريد، المتصدر بفارق 4 نقاط مع تبقي 4 مراحل على نهاية الموسم، تبدو صعبة في ظل النتائج المثالية للنادي الملكي بعد استئناف الدوري (سبعة انتصارات في سبع مباريات). لكن الفوز قد يجدد الثقة بسيتين، لا سيما من بارتوميو الذي زاره في منزله الأسبوع الفائت لإجراء المحادثات، ومن ميسي الذي يعتبر رضاه عن المدرب أمراً جوهرياً.
سيكون إبعاد سيتين هذا الصيف بمثابة اعتراف إضافي بفشل إدارة برشلونة، التي سيتعين عليها دفع تعويضات لا يمكنها تحمّل قيمتها المالية حالياً، والبحث عن بديل قد لا يكون متاحاً.
ويبدو الفريق بحاجة إلى تجديد في وقت لم تعد فيه الأموال متوافرة بسهولة في ظل تبعات «كوفيد - 19». لكن التغيير في الرئاسة العام المقبل سيوفر لأي مدرب جديد نوعاً من الاستقرار على المدى الطويل.
ويترقب النجم الأسطوري السابق للنادي تشافي هيرنانديز الذي جدد عقده على رأس الجهاز الفني لنادي السد القطري حتى نهاية موسم 2020 - 2021، الفرصة للإشراف على ناديه السابق. ويتردد أن عقد تشافي مع الفريق القطري، يتضمن بنداً يتيح له الانتقال إلى النادي الكاتالوني في أي وقت.
وسبق لتشافي أن أكد مراراً أن تدريب برشلونة هو «حلم» بالنسبة إليه، وهو أمضى فيه الغالبية العظمى من مسيرته الكروية، قبل أن ينهيها لاعباً مع السد، ويتولى إدارته الفنية بدءاً من صيف عام 2019.
سيكون بقاء سيتين لموسم آخر على الأقل الخيار الأسهل ربما، لكن فشل الفريق لن يساعد بارتوميو ولن يجلب الراحة لميسي الذي احتفل منذ أسبوعين بعيد ميلاده الـ33.
ويخوض برشلونة اليوم مباراة ديربي محلية ضد غريمه الكاتالوني إسبانيول ضمن المرحلة 35 للدوري.
ومع ختام الليغا المقرر في نهاية أسبوع الـ18 - 19 يوليو، سينصرف برشلونة للتركيز على استئناف دوري أبطال أوروبا الشهر المقبل (تعادل 1 - 1 خارج أرضه مع نابولي الإيطالي في ذهاب الدور ثمن النهائي)، وستكون الفرصة قائمة لإعادة إحياء أحد أكثر المواسم المخيبة للآمال في التاريخ الحديث للنادي.
فمع خروجه من مسابقة كأس الملك في إسبانيا وتضاؤل آماله في إحراز لقب ثالث على التوالي في الليغا والأداء غير المقنع، قد ينهي النادي الكاتالوني موسمه خالي الوفاض للمرة الأولى منذ عام 2014.
على جانب آخر، اقترب إشبيلية من العودة لدوري أبطال أوروبا بفوزه 1 - صفر على ضيفه إيبار، بينما تبددت آمال ريال سوسيداد الضئيلة في إنهاء الموسم بالمربع الذهبي عقب تعادل محبط 1 - 1 مع ليفانتي.
ومنح الانتصار إشبيلية صاحب المركز الرابع تفوقاً بفارق 6 نقاط على فياريال صاحب المركز الخامس قبل 4 جولات على نهاية الموسم. كما ابتعد الفريق الأندلسي بتسع نقاط عن سوسيداد، وأصبح الآن في المركز السابع برصيد 51 نقطة بينما يحتل ليفانتي المركز 12 ولديه 43 نقطة. وما زال إيبار مهدداً بالهبوط، إذ يحتل أول مركز خارج منطقة الخطر بفارق ست نقاط عن ريال مايوركا صاحب المركز 18.
المدرب سيتين يعيش على بصيص أمل... ورئيس برشلونة يؤكد التجديد لميسي
الفريق يتطلع لانتصار جديد في ديربي كاتالونيا اليوم ويأمل في تعثر ريال مدريد
المدرب سيتين يعيش على بصيص أمل... ورئيس برشلونة يؤكد التجديد لميسي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة