«النهضة» التونسية تحسم اليوم مصير الغنوشي على رأس الحركة

TT
20

«النهضة» التونسية تحسم اليوم مصير الغنوشي على رأس الحركة

بدأت أمس قيادات حركة النهضة التونسية (إسلامية) اجتماع الدورة الـ40 من مجلس شورى الحركة، الذي سيناقش اليوم (الأحد)، تحديد الخطوط العريضة للمؤتمر، المثير للجدل، نتيجة استيفاء رئيس الحركة راشد الغنوشي حظوظه في الترشح مرة أخرى، بعد أن ترشح مرتين متتاليتين خلال السنوات الأخيرة، مدة كل واحدة منها أربعة أعوام، وأيضاً بسبب وجود فريقين داخل النهضة، أحدهما يدعو لتعديل النظام الداخلي لإبقاء الغنوشي على رأس الحركة بحجة الظرفية المحلية والإقليمية، فيما الآخر يدعو إلى تطبيق القانون والبحث عن خليفة للغنوشي.
كما يناقش المجلس تزكية المكتب التنفيذي الجديد، إثر حله من قبل الغنوشي خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، وتحويله إلى مكتب تصريف أعمال، علاوة على ملف إشكاليات وإكراهات العمل الحكومي، وبروز تحالف برلماني جديد يجمع حركة النهضة بحزب «قلب تونس»، وتحالف «ائتلاف الكرامة»، وهو ما قد يكون مؤثراً على الائتلاف الحكومي الحالي برمته.
من جهة أخرى، لم يتمكن المجلس الوزاري، الذي عُقد أول من أمس، واستمر أربع ساعات من الخروج بنتيجة بخصوص ملف احتجاجات المعطلين في منطقة تطاوين (جنوب)، حيث أرجأ إلياس الفخفاخ رئيس الحكومة، الذي أشرف على المجلس، البت في مطالب المحتجين التنموية إلى الأسبوع المقبل. وذكرت مصادر مطلعة على ما دار من نقاشات حول ملف المعتصمين في تطاوين، أن رئيس الحكومة كلف فريقاً وزارياً بدراسة إجراءات وآليات دفع التنمية بالجهة، لكن دون أن يأتي على بنود الاتفاق المبرم بين الحكومة والمحتجين منذ سنة 2017.
ولم يتناول المجلس الوزاري ما ورد بالاتفاق حول تخصيص 80 مليون دينار تونسي ضمن اعتمادات سنوية للتنمية في تطاوين، أو استكمال عملية تشغيل 500 من شباب المنطقة في شركة البيئة والبستنة، وهو ما يؤشر لعودة الاحتجاجات مجدداً، وانتشار المظاهرات المطالبة بالتشغيل والتنمية.
وكان عدد من نواب البرلمان قد حذروا رئيس الحكومة في أثناء حضوره البرلمان لتقييم حصيلة مائة يوم من عمر الحكومة، إلى أن الحراك الاجتماعي «سيكون قوياً» إذا حدث في الأيام المقبلة، وطالبوه بضرورة جعل ملف التشغيل على رأس أولويات الحكومة.
واتهمت منظمات حقوقية، من بينها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، والمنتدى التونسي للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، الحكومة بالإفراط في استعمال القوة لمواجهة الاحتجاجات، التي جابت الشوارع الرئيسية لمدينة تطاوين، وهاجمت قوات الأمن بالحجارة، ودعت إلى التفاوض المباشر مع المحتجين.
ويقضي الاتفاق المعطل منذ سنة 2017 بين الحكومة والمحتجين في منطقة تطاوين (جنوب شرقي)، بتوظيف 1500 عاطل في شركات بترولية، و3000 آخرين في شركات حكومية بين عامي 2017 و2019 مع تخصيص 80 مليون دينار (28 مليون دولار) لتمويل مشروعات للتنمية في الولاية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT
20

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.