البرهان وأفورقي يبحثان العلاقات الثنائية وأوضاع الإقليم

فريق الوساطة لمحادثات السلام السودانية يصل إلى الخرطوم

TT

البرهان وأفورقي يبحثان العلاقات الثنائية وأوضاع الإقليم

أجرى رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، والرئيس الإريتري آسياس أفورقي، محادثات ركزت على العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع في المنطقة، وفي غضون ذلك وصل إلى الخرطوم وفد رفيع من فريق الوساطة لمحادثات السلام بين الأطراف السودانية.
ووصل أفورقي إلى الخرطوم أمس في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، سيلتقي خلالها عددا من المسؤولين في السلطة الانتقالية في السودان.
وذكر بيان صادر عن مجلس السيادة أن الرئيسين بحثا خلال اللقاء العلاقات المتطورة بين البلدين، وجهود إرساء السلام والاستقرار بالإقليم، والمساعي الجارية لدعم التكامل الإقليمي بين دول المنطقة.
وأضاف البيان أن الجانبين عبرا عن سعادتهما بتواصل اللقاءات والمشاورات بينهما، وتطابق وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وشارك في اللقاء، الذي جرى بالقصر الجمهوري بالخرطوم، وزيرة الخارجية، أسماء عبد الله، وعدد من المسؤولين العسكريين والمدنيين.
ومن المقرر أن يلتقي أفورقي خلال اليومين المقبلين، نائب رئيس مجلس السيادة، محمد حمدان دقلو، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
وزار الرئيس الإريتري السودان في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعد أشهر من الثورة الشعبية التي أطاحت حكومة الرئيس عمر البشير من السلطة. وشهدت العلاقات بين البلدين توترا في الأشهر التي سبقت عزل البشير، الذي أصدر قرارا بإغلاق الحدود، واتهم إريتريا بإيواء معارضين لحكومته.
وكان البرهان قد قام بزيارة لأسمرة في يونيو (حزيران) 2019، بصفته رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي، قبل توقيع الاتفاق الدستوري الحاكم للفترة الانتقالية مع قوى الثورة.
من جهة ثانية، وصل إلى الخرطوم وفد الوساطة الجنوب سودانية، الراعية لمفاوضات السلام بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة. وقال مقرر لجنة الوساطة، ضيو مطوك، في تصريحات صحافية، إن هدف الزيارة بحث عددا من القضايا العالقة على طاولة التفاوض مع وفد الحكومة المفاوض.
وأضاف مطوك موضحا: «جئنا للخرطوم نحمل بعض المقترحات لإحداث اختراق في عملية السلام، التي كان من المقرر التوقيع بالأحرف الأولى لاتفاق السلام في 20 من يونيو الحالي». مبرزا أن الوساطة وضعت خطة جديدة لإنجاح المفاوضات، سيتم عرضها على القيادة السياسية في البلاد، ممثلة في رئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء، والوفد الحكومي المفاوض.
ويرافق لجنة الوساطة عدد من كبار المفاوضين في الحركات المسلحة، أبرزهم ياسر عرمان، وأحمد تقد لسان، وحمد بشير أبو نمو.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».