قال اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم «الجيش الوطني الليبي»، أمس، إن صمود الجيش أحبط هجوماً حاول الرئيس التركي رجب طيب إردوغان شنه في السادس من الشهر الحالي، مؤكداً أن «الجيش الوطني» عزز وجوده في مدينة سرت، وأصبح يتحكم فيها براً وجواً، بعد أن استغل انسحابه من طرابلس في سد الثغرات في المنطقة. وفي غضون ذلك، نفى الجيش الأميركي ما وصفه بـ«تقارير غير دقيقة» عن عرض حكومة «الوفاق» الليبية، برئاسة فائز السراج، منحه قاعدة عسكرية بمدينة سرت، أو صلاحيات عسكرية في قاعدة الوطية.
وانتقد العميد عبد الهادي دراه، الناطق الرسمي لغرفة عمليات سرت والجفرة الموالية لحكومة «الوفاق»، في مقابلة مع قناة تلفزيونية تابعة لتنظيم الإخوان تبث من تركيا، مجدداً مواقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤخراً، وأكد أن قواته مصممة على تحرير مدينتي سرت والجفرة، وعد ذلك «أمراً مسلماً به».
وتزامنت هذه التصريحات مع تصريحات للعقيد كريستوفر كارينز، مدير الشؤون العامة في «أفريكوم»، قال فيها لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك كثيرًا من التكهنات غير المفيدة وغير الدقيقة التي تحدث. وقد غادرت (أفريكوم) الأراضي الليبية في شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي»، تزامناً مع بدء «الجيش الوطني» هجومه على العاصمة طرابلس.
وكان كارينز يرد بهذه التصريحات على تقارير تحدثت عن تقدم حكومة السراج مرة أخرى بعرض لإعطاء «أفريكوم» قاعدة عسكرية في طرابلس، أو في قاعدة الوطية الجوية، وقال بهذا الخصوص: «كانت الرسالة الأساسية التي تم تسليمها هي الحاجة إلى وقف إطلاق النار، والعودة إلى المفاوضات السياسية»، وعد أن «التقدم ومستقبل أفضل لليبيين يتطلب أن يستقر الوضع الأمني، وهذا هو سبب أهمية وقف إطلاق النار». وطبقاً لما كشفه مصدر مسؤول آخر في قيادة «أفريكوم» لـ«الشرق الأوسط»، فإن زيارة الوفد الأميركي، أول من أمس، إلى مدينة زوارة الساحلية، كانت للاجتماع مع السراج، وكانت بقيادة وزارة الخارجية الأميركية، موضحاً أن مشاركة قائد «أفريكوم»، الجنرال ستيفين تاونسند، جاءت بناء على طلب من السفير الأميركي ريتشارد نورلاند. وطبقاً للمصدر الذي طلب عدم تعريفه، فقد ركز الاجتماع على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وإنهاء العمليات القتالية الهجومية من قبل الأطراف جميعاً.
ونقل بيان عن تاونسند قوله إن «أفريكوم» قد «وفرت الأمن الذي مكن وزارة الخارجية من التواصل مع السراج»، وعد أن «العنف الحالي يغذي الخطر المحتمل للإرهاب، ويطيل المعاناة الإنسانية. والتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا غير مرحب به، وليس مفيداً».
وحذر من «الأخطار التي تشكلها عمليات فاغنر التي ترعاها روسيا، وإمكانية استغلال الجماعات الإرهابية للنزاع المستمر للتجنيد أو الهجمات».
وبدوره، قال فتحي باشاغا، وزير الداخلية بحكومة «الوفاق»، إن المجتمعين اتفقوا «على ضرورة إنهاء التدخلات الأجنبية غير الشرعية، ودعم سيادة ليبيا ووحدة أراضيها، والتصدي لأي تهديدات خارجية، والعمل على تفكيك الميليشيات الخارجة عن القانون، كونها أحد أسباب عدم الاستقرار، ودعم جهود حكومة الوفاق، الممثل الشرعي لدولة ليبيا».
وفي سياق ذي صلة، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء السوري وزير الخارجية والمغتربين، وليد المعلم، دعم بلاده، أمس، لـ«الجيش الوطني» والمؤسسات الليبية، وحرصها على وحدة وسلامة وسيادة الأراضي الليبية.
وأضاف المعلم، في مؤتمر صحافي، وفقاً لوكالة الأنباء السورية (سانا)، أمس، أن ليبيا اليوم «ضحية التدخلات والأطماع الخارجية التي يأتي في مقدمتها العدوان التركي الطامع بثرواتها».
«الوطني الليبي» يعلن تحكمه في محور سرت... براً وجواً
«الوطني الليبي» يعلن تحكمه في محور سرت... براً وجواً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة