مناصرو ترمب يتحدّون «كورونا» في أول تجمّع انتخابي منذ أشهر (صور)

فحص درجة حرارة طفل خارج مكان تجمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
فحص درجة حرارة طفل خارج مكان تجمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
TT

مناصرو ترمب يتحدّون «كورونا» في أول تجمّع انتخابي منذ أشهر (صور)

فحص درجة حرارة طفل خارج مكان تجمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
فحص درجة حرارة طفل خارج مكان تجمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

بدأ مئات من مناصري الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بالتجّمع منذ الصباح الباكر اليوم (السبت)، للمشاركة في أول تجمّع انتخابي يقيمه ترمب منذ أشهر، مؤكدين أن مخاطر الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد في ملعب مغلق ومكتظ لن تثنيهم عن الحضور.

وتبين لاحقاً أن ستة من منظمي التجمع مصابون، وفق ما أعلن فريق الحملة قبل بضع ساعات من بدء هذا التجمع، وقال مسؤول الإعلام في حملة إعادة انتخاب ترمب، تيم مورتاو لوكالة الصحافة الفرنسية: «تبين أن ستة من فريق المنظمين مصابون بعد إجراء مئات الفحوص وتم فوراً اتخاذ تدابير حجر صحي»، وأوضح أن «أياً من الموظفين المصابين أو من خالطوهم مباشرة سيكون حاضراً في التجمع أو إلى جانب مشاركين أو نواب».

واحتشد مناصرو ترمب في محيط الملعب الذي ضرب حوله طوق أمني، وقد وضعوا بغالبيتهم قبعات حمراء أو ارتدوا قمصانا حمراء كتب عليها «أعيدوا لأميركا عظَمتها»، لكن قلة قليلة فقط وضعت كمامات وسط عدم تقيّد واسع النطاق بقواعد التباعد الاجتماعي، رغم الارتفاع الكبير في الإصابات الذي سجل مؤخرا في أوكلاهوما.
وقلّل الرئيس الأميركي من أهمية المخاوف من أن يتسبب التجمع الانتخابي الذي سيشارك فيه آلاف الأشخاص وسيتخلله هتافات، بتفشٍ للوباء، آملاً بدلا من ذلك في أن يسهم الحدث المثير للجدل في إعادة بث الحماس في حملته.
لكن المخاطر فعليا كبيرة جدا، سواء على الصعيد الصحي مع احتشاد 19 ألف شخص لساعات داخل ملعب مغلق في تالسا، أو على صعيد حظوظ ترمب في الفوز بولاية رئاسية ثانية قبل أقل من خمسة أشهر من موعد استحقاق تظهر الاستطلاعات تأخره فيه.
وقال أحد المشاركين في التجمع، ويدعى براد: «نحن هنا اليوم لنظهر دعمنا للرئيس ترمب، وأننا، الشعب، سنفوز في انتخابات 2020، بغض النظر عما يقوله الإعلام المضلل والشركات الكبرى الليبيرالية واليسارية المسيطرة على العقول».

ووصلت جودي مع ابنها آرون البالغ خمس سنوات باكراً إلى مكان التجمّع، وقالت إنها ستضع كمامة، وتابعت: «هناك ستة أشخاص من معارفنا أصيبوا، لذا بالطبع سنضع كمامة»، مضيفة: «لكن بالطبع لا يمكن إجبار الناس على القيام بأمر لا يريدونه».
وقال ستيفن كورلي (19 عاماً) الذي يبيت منذ الثلاثاء في خيمة نصبها في محيط الملعب لضمان مشاركته في التجمّع: «إنها لحظة بالغة الأهمية لنا جميعاً»، وتابع: «لدينا كلنا هدف مشترك»، مضيفا: «إنها فرصة تأتي مرة واحدة في الحياة».
وأظهر استطلاع سريع للوحات السيارات أن غالبية المشاركين هم من أوكلاهوما، لكن هناك أقلية آتية من ولايات قريبة، ستعود بعد انتهاء التجمّع إلى مناطقها وقد تكون اختلطت في الملعب بمصابين بالفيروس.

وبالإضافة إلى الجدل القائم على خلفية مخاطر تفشي الوباء، يثير التجّمع الانتخابي جدلاً واسعاً لتوقيته الذي كان مقررا في بادئ الأمر الجمعة بالتزامن مع إحياء ذكرى إنهاء العبودية في البلاد، ولا سيّما أنه يقام في مدينة لها تاريخ حافل بالمجازر المرتكبة بحق السود، وغالبية المحتشدين أمام الملعب هم من البيض.
وسيكون التجمّع أول فصل من الحملة الانتخابية لترمب منذ الإغلاق الذي فرض في 2 مارس (آذار) لاحتواء تفشي الوباء.
ويعوّل ترمب على مشاركة حاشدة لمناصريه في الانتخابات في الولايات التي تشهد معارك انتخابية، ويأمل في أن يعكس التجمع الانتخابي في تالسا قوة الحملة.

وولاية أوكلاهوما جمهورية الانتماء الحزبي ولن يكون هدف ترمب إقناع ناخبيها بقدر ما سيكون إنعاش حملته التي تضررت كثيرا جراء طريقة إدارة أزمة «كورونا» والاضطرابات العنصرية التي سجّلت في الأسابيع الأخيرة.
ويُتوقع أن يتظاهر حوالي مائة ألف شخص بينهم مناصرون لترمب ومتظاهرون ضد العنصرية، في تالسا الواقعة في ولاية أوكلاهوما المحافظة في جنوب البلاد.
وأمس (الجمعة)، ردّت المحكمة العليا في أوكلاهوما دعوى قضائية تطالب بمنع إقامة التجمّع الانتخابي على خلفية مخاوف صحية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كايلي ماكيناني: «نحن واثقون بقدرتنا على العمل بشكل آمن في تالسا»، وأكدت أن المنظمين سيوفرون للجميع معقمات لليدين وسيقيسون حرارة المشاركين وسيوزعون كمامات لمن يريد.


مقالات ذات صلة

ترمب يعهد لرئيس شركته «تروث سوشيال» بقيادة المجلس الاستشاري للاستخبارات

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يعهد لرئيس شركته «تروث سوشيال» بقيادة المجلس الاستشاري للاستخبارات

عيّن الرئيس الأميركي المنتخب، السبت، حليفه ديفين نونيز، وهو مشرّع أميركي سابق يدير الآن منصة «تروث سوشيال»، رئيساً للمجلس الاستشاري للاستخبارات التابع للرئيس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص يرجح كثيرون أن يسحب ترمب القوات الأميركية من سوريا (أ.ب) play-circle 01:56

خاص سوريا بعد الأسد من منظور أميركي

يستعرض «تقرير واشنطن»، وهو ثمرة تعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق»، كيفية تعامل إدارة بايدن مع الأمر الواقع في سوريا وتوجهات إدارة ترمب.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يعتزم إلغاء التوقيت الصيفي في الولايات المتحدة

أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، عن رغبته في إلغاء التحول إلى التوقيت الصيفي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ مؤسس شركة «أمازون» الأميركية العملاقة جيف بيزوس متحدثاً في لاس فيغاس (أ.ب)

عمالقة التكنولوجيا يخطبون ودّ ترمب… بالملايين

اصطف مليارديرات صناعة التكنولوجيا الأميركيون، وآخرهم مؤسس «أمازون» جيف بيزوس، لخطب ود الرئيس المنتخب قبل عودته للبيت الأبيض من خلال تبرعات بملايين الدولارات.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب في ولايته الأولى رئيساً للولايات المتحدة يلوح بيده خلال اجتماع ثنائي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان في 28 يونيو 2019 (رويترز)

ترمب ينتقد قرار بايدن إرسال صواريخ تستهدف العمق الروسي ويصفه بالأحمق

موسكو ترحب بانتقادات دونالد ترمب لقرار جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى ضد أهداف داخل عمق الأراضي الروسية

هبة القدسي (واشنطن)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.