تركيا وروسيا تسيّران أطول دورية على طريق «إم 4»

مخيم أطمة للنازحين السوريين قرب الحدود التركية أمس (رويترز)
مخيم أطمة للنازحين السوريين قرب الحدود التركية أمس (رويترز)
TT

تركيا وروسيا تسيّران أطول دورية على طريق «إم 4»

مخيم أطمة للنازحين السوريين قرب الحدود التركية أمس (رويترز)
مخيم أطمة للنازحين السوريين قرب الحدود التركية أمس (رويترز)

سيرت القوات التركية والروسية (الثلاثاء)، أطول دورية عسكرية مشتركة على طريق حلب اللاذقية الدولية (إم 4) منذ انطلاق هذه الدوريات في 15 مارس (آذار) الماضي، بموجب اتفاق موسكو لوقف إطلاق النار في إدلب، الموقع في الخامس من الشهر ذاته بين تركيا وروسيا.
وذكرت وزارة الدفاع التركية، في بيان، أنه تم تسيير الدورية المشتركة رقم 17 بمشاركة عناصر برية وجوية من الجانبين التركي والروسي.
وأشارت إلى انفجار «جسم» لم يتم تحديده، تسبب بأضرار طفيفة في إحدى المركبات التركية، وتم سحب المركبة إلى المنطقة الأمني
وانطلقت الدورية من قرية ترنبة في ريف إدلب الشرقي، ووصلت إلى بلدة فريكة بريف إدلب الغربي، وسارت لمسافة تقترب من 40 كلم للمرة الأولى.
كانت «هيئة تحرير الشام» أزالت جميع حواجزها على طريق «إم 4»، بشكل مفاجئ، يوم الأحد الماضي، دون الإعلان عن سبب لذلك.
وقالت مصادر محلية، إن انفجاراً مجهولاً وقع أثناء مرور الدورية المشتركة، ما تسبب في إعطاب عربة روسية مدرعة من عربات الدورية.
في الأثناء، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن طائرة حربية روسية شنت غارات بعد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء على محيط قرية الموزرة جنوب إدلب، دون معلومات عن خسائر بشرية، وأضاف أن القوات الحكومية كانت جددت قصفها الصاروخي ليل الأحد الاثنين على مناطق في كفر عويد والرويحة وبينين وسفوهن والفطيرة ومحيط كنصفرة في جنوب إدلب.
وتشهد مناطق خفض التصعيد في شمال غربي سوريا هجمات متكررة من قوات النظام تستهدف مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا و«هيئة تحرير الشام»، مع غارات جوية روسية على جبل الزاوية جنوب مدينة إدلب.
في سياق آخر، نظم أهالي قرى ريف رأس العين بمحافظة الحسكة السورية، مظاهرات ضد الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، ما أدى إلى إصابة شخصين برصاص الفصائل التي أطلقت النار لتفريق المتظاهرين.
وقال «المرصد السوري» إن الفصائل الموالية لتركيا تعتدي على المواطنين وتسرق محاصيلهم الزراعية وتحرقها، بالإضافة إلى مصادرة المحاصيل من المزارعين الذين لا يملكون إثباتاً رسمياً لملكية الأرض.
وصادرت الفصائل الموالية لتركيا، في وقت سابق، 15 طناً من القمح في قرية جرادي بريف رأس العين. وتطالب الفصائل، كل مزارع حصد محصوله، بدفع «الزكاة»، وتصادر المحصول كاملاً مع اعتقال صاحبه في حال رفض تأديتها.
في غضون ذلك، وقع انفجار هز محيط مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي الخاضع لسيطرة تركيا والفصائل الموالية لها، أمس، نجم عن عبوة ناسفة انفجرت بحافلة تابعة للفصائل على طريق شمارين - سجو، ما أدى لسقوط عدد من الجرحى.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.