مخاطر إلكترونية تطارد الصغار عشّاق ألعاب الفيديو

7 نصائح للآباء والأمّهات لحماية أولادهم

مخاطر إلكترونية تطارد الصغار عشّاق ألعاب الفيديو
TT

مخاطر إلكترونية تطارد الصغار عشّاق ألعاب الفيديو

مخاطر إلكترونية تطارد الصغار عشّاق ألعاب الفيديو

عد وقوع عملية القرصنة الواسعة التي طالت شركة «نينتندو» ونجحت في اختراق نحو 16 ألف حساب لمستخدميها في أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أصبحت سلامة الألعاب الإلكترونية محطّ الاهتمام الأوّل والمركزي لكلّ أبٍ وأمّ.

انتشار الألعاب
صحيح أنّ الارتفاع الصاروخي في استخدام ألعاب الفيديو والذي بلغ ذروته في أبريل الماضي قد هدأ بعض الشيء، إلّا إنّ تقارير أعدتها شركة «فرايزون» أظهرت أنّ ممارسة هذه الألعاب الإلكترونية لا تزال تشهد ازدياداً بنسبة 70 في المائة خلال فترة العزل المفروضة نتيجة وباء «كوفيد19»، على السابق. وهذا يعني أنّ عدداً أكبر من الناس باتوا اليوم معرّضين للاعتداءات الإلكترونية.
لهذا السبب، بات يتوجب على الأهل توعية أولادهم إلى أنّ بعض العروض التي تظهر أثناء اللعب كالحصول على 10 فرص إضافية مثلاً، غالباً ما تكون احتيالية وتهدف لإدخال برنامج خبيث في نظام اللعبة إذا تمّ النقر عليها.
يقول دانيال إليوت، مدير «المبادرات التعليمية والاستراتيجية» في «التحالف الوطني للأمن السيبراني»، إنّ «هرمون الإندورفين الطبيعي، الذي يمنح الإنسان شعوراً بالراحة، يرتفع كثيراً عند الأولاد خلال ممارسة الألعاب الإلكترونية، مما يجعلهم أكثر ميلاً وعرضة للنقر على أي رابط مضرّ قد يرسله الغرباء في ظلّ احتدام المعركة».

نصائح الحماية
لذا؛ وبناءً على ما ذُكر أعلاه، جمع موقع «دارك ريدينغ» المختص في أمن المعلومات، 7 نصائح لمساعدة الأهل في وضع استراتيجيات لحماية أولادهم من مخاطر الألعاب الإلكترونية خلال الوباء وبعده.
1- مراقبة تحميل التطبيقات: يشدّد إليوت على أهمية قيام الأهل بالبحث اللازم حول كلّ تطبيق يستخدمه الأولاد، لافتاً إلى أنّ إدراج التطبيقات في متجري «آبل ستور» و«غوغل بلاي» لا يعني بالضرورة أنّها آمنة. يمكنكم التحقّق مما إذا كانت إحدى المجلّات المختصّة قد قيّمت التطبيق، أو يمكنكم أن تراجعوا خصائصه الأمنية وما إذا كانت تضمّ ضوابط تحكّم خاصّة بالأهل.
للأطفال الصغار، الأفضل أن يتولّى الأهل تحميل كلّ تطبيق ليتحقّقوا بأنفسهم من سلامة استخدامه من قبل أولادهم. يجب أيضاً أن يحرصوا على تعطيل جميع خصائص تتبّع الموقع، والتأكّد مما إذا كان اتصال التطبيق بميكروفون الجهاز وكاميرته ضرورياً. يمكنكم ضبط الكاميرا لتعمل خلال تشغيل التطبيق فقط.
2- التواصل مع الأولاد والتحدّث معهم حول الخطر الأمني أثناء اللعب: يقول إليوت إنّ على الأهل الجلوس مع أولادهم وشرح أهمية التركيز على الخطر الأمني، ولكن دون إخافتهم كثيراً؛ إذ على اللاعبين الصغار أن يفهموا أنّ النّقر على روابط معيّنة قد يؤدّي إلى زرع برنامج خبيث في نظام اللعبة.
ويجب أن يشعر الأولاد بالراحة أيضاً لفكرة اللجوء إلى الوالدين طلباً للمساعدة إذا واجهوا أي مشكلة. مثلاً، إذا تعرّضوا خلال اللعب (هم أو أي مشارك آخر) للتنمّر، أو طلب منهم أحدهم إرسال صورٍ لأنفسهم، أو حتّى واجهوا وضعاً أخلاقياً غير مريح، فيجب أن يعرفوا أنّكم تريدون منهم أن يأتوا ويخبروكم بالأمر فوراً.
3- تشجيع الأولاد على استخدام أسماء وهمية: ينصح الخبراء الأهل بحثّ أطفالهم على عدم استخدام أسمائهم الحقيقية خلال اللعب، إلى جانب عدم إدراج عنوانهم المفصّل أو معلومات حول ميلادهم.
أدوات أمنية
4- البحث عن خيار المصادقة ثنائية العوامل: يجهل كثيرون أنّ أنظمة الألعاب الإلكترونية توفّر ميزة المصادقة ثنائية العوامل، إلّا إنّ بن غودمان، نائب الرئيس في شركة «فورج روك» للأعمال والتطوير، يؤكّد أنّ معظم الأنظمة الرائدة مثل «إكس بوكس» و«بلايستيشن» تضمّ هذه الخاصية الأمنية الفعّالة.
تأتي المصادقة ثنائية العوامل بخيارات عدة، ولكنّها غالباً ما تتمّ عبر إشعار على شكل رقم تعريف شخصي يُرسل في رسالة نصية إلى الهاتف؛ أو عبر مصادقة حيوية على الهاتف الذكي؛ سواء ببصمة الأصبع، وتقنية التعرّف على الوجه؛ وكلمة مرور تستخدم لمرّة واحدة وتصلح لمدّة محدّدة. تقدّم خاصية المصادقة ثنائية العوامل درعاً إضافياً يضمن لكم عملية تسجيل دخول أكثر أماناً، وتمنع عمليات القرصنة لأنّها ترسل إشعاراً يُعلم مستخدمها فور محاولة أحدهم اختراق النظام.
5- اللعب في مساحة مفتوحة: اليوم، ومع اضطرار الأهل إلى تقسيم وقتهم وطاقتهم بين عملهم والمسؤوليات المنزلية، يستفيد الأولاد من هذا الانشغال للبقاء في غرفهم خلف الأبواب المغلقة للتسلية بألعاب الفيديو مع الغرباء والوقوع في المشكلات الإلكترونية.
ينصح نوشين أمينُ الدين، طبيب أطفال في مركز «مايو كلينيك» والمقرّب من «الجمعية الأميركية لطبّ الأطفال»، الأهل بتخصيص مساحة مفتوحة للعب مثل غرفة المعيشة؛ حيث يمكنهم القيام بأعمالهم ومراقبة أولادهم في الوقت نفسه.
6- وضع كلمة مرور مختلفة لكلّ شيء: من منصّات الألعاب إلى الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، يستخدم الأطفال مجموعة متنوعة من الأجهزة لألعابهم الإلكترونية. لهذا السبب، يعدّ إليوت أنّه على الأهل وضع كلمة مرور مختلفة لكلّ جهاز ولعبة.
يأتي كثير من المنصات بكلمات مرور بسيطة وسهلة الاختراق يجب استبدال أخرى بها تكون متينة وصعبة التكهّن.
7- استخدام أدوات طرف ثالث للمساعدة: يلفت غودمان من شركة «فورج روك» إلى أهمية اطلاع الأهل على الأدوات الأمنية المتوفرة مثل «بارك» و«سيركل». تراقب أداة «بارك (Bark)» عادات الطفل أثناء اللعب وترسل إشعارات إذا شهد الموقع الذي يستخدمه أي تنمّر، أو نشر محتوى غير مناسب للصغار، أو بثّ أي إشارة على وجود أشخاص يُشتبه باستغلالهم للأطفال. كما أنّها تقدّم للأهل عدداً كبيراً من النصائح حول تعزيز سلامة اللعب الإلكتروني للأولاد، كلائحة بكيفية تثبيت ضوابط التحكّم الخاصة بالأهل في أكثر من 10 ألعاب شعبية.
أمّا «سيركل (Circle)»، فهي عبارة عن منصّة تساعد الأهل على تنظيم عمل الأجهزة المتصلة بالإنترنت في المنزل بفعالية أكبر، وتقدّم أيضاً عدداً من الفيديوهات التعليمية والنصائح لتعزيز أمان الألعاب الإلكترونية.


مقالات ذات صلة

«ديب سيك» تطلق تطبيقها الرسمي المنافس لـ«تشات جي بي تي»

تكنولوجيا «ديب سيك V3» نموذج ذكاء اصطناعي متطور يتيح تلخيص المقالات وتحليل الصور والفيديوهات والإجابة عن الأسئلة بدقة عالية (أبل)

«ديب سيك» تطلق تطبيقها الرسمي المنافس لـ«تشات جي بي تي»

طرحت شركة «ديب سيك» (DeepSeek)، الشركة الصينية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، تطبيقها الرسمي على متجر تطبيقات «أبل».

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل «Firefly Bulk Create» ليست مجرد أتمتة بل هي تمكين للإبداعيين للتركيز على ما يجيدونه أيضاً (أدوبي)

ثورة في تحرير الصور مع إطلاق «Firefly Bulk Create» من «أدوبي»

الأداة تعد بإعادة تعريف سير العمل للمصورين وصناع المحتوى والمسوقين!

نسيم رمضان (لندن)
خاص تهدف «مايكروسوفت» إلى تدريب أكثر من 100 ألف فرد في مهارات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية المتقدمة (شاترستوك)

خاص رئيس «مايكروسوفت العربية»: الذكاء الاصطناعي والسحابة سيشكلان مستقبل السعودية الرقمي

تشير دراسات إلى أن استثمار دولار واحد في الذكاء الاصطناعي التوليدي يحقق عائداً على الاستثمار بنسبة 3.7 ضعف للمؤسسات السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
عالم الاعمال «هواوي ميت باد 11.5» يقدم إنتاجية عالية وتصميماً يلائم الطلاب والمحترفين

«هواوي ميت باد 11.5» يقدم إنتاجية عالية وتصميماً يلائم الطلاب والمحترفين

أعلنت شركة «هواوي» إطلاق جهازها اللوحي «هواوي ميت باد 11.5» في السعودية.

عالم الاعمال «هانيويل» تدشن مركزاً جديداً لتعزيز الأمن السيبراني الصناعي في السعودية

«هانيويل» تدشن مركزاً جديداً لتعزيز الأمن السيبراني الصناعي في السعودية

أعلنت «هانيويل» خلال مشاركتها في فعاليات منتدى اكتفاء عن افتتاح مركز «حماية» الجديد في الجبيل بالسعودية، بهدف توفير خدمات محلية للأمن السيبراني.


الذكاء الاصطناعي لتحديد الأنواع الفرعية لمرض السكري

يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)
يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)
TT

الذكاء الاصطناعي لتحديد الأنواع الفرعية لمرض السكري

يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)
يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)

لطالما تم تصنيف مرض السكري إلى نوعين رئيسيين. النوع الأول الذي يظهر غالباً في مرحلة الطفولة، والنوع الثاني الذي يرتبط بالسمنة ويتطور في وقت لاحق من الحياة. ومع ذلك، بدأ الباحثون يدركون أن النوع الثاني من السكري أكثر تعقيداً مما كان يعتقد سابقاً، مع وجود أنواع فرعية تختلف بناءً على العمر، والوزن، والعوامل الفسيولوجية.

في خطوة مبتكرة، طور باحثون من جامعة ستانفورد خوارزمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي تستخدم بيانات من أجهزة مراقبة الغلوكوز المستمرة (CGMs) لتحديد 3 من أكثر الأنواع الفرعية شيوعاً للنمط الثاني من السكري. هذا التطور يعد بإمكانية تخصيص العلاج وتحسين الرعاية، بالإضافة إلى توسيع نطاق الوصول إلى التكنولوجيا الصحية.

إعادة التفكير في النمط الثاني من السكري

يمثل النمط الثاني من السكري نحو 95 في المائة من جميع حالات السكري. توضح الدكتورة تريسي مكلوغلين أستاذة الغدد الصماء بجامعة ستانفورد «أن الأمر أكثر تعقيداً من ذلك، وهناك فسيولوجيات مختلفة تؤدي إلى الحالة». وتضيف أن تصنيف الأنواع الفرعية للنمط الثاني يمكن أن يساعد في تحديد المخاطر المرتبطة بمضاعفات مثل أمراض القلب، أو الكلى، أو الكبد، وتخصيص العلاجات لتحسين النتائج. وتشرح: «كان هدفنا إيجاد طريقة أكثر وصولاً وفورية للناس لفهم صحتهم وتحسينها».

يقول الباحثون إن الدقة العالية للخوارزمية تصل إلى 90 % في تحديد الأنواع الفرعية (أدوبي)

كيف تعمل التكنولوجيا؟

تُستخدم اختبارات تشخيص السكري التقليدية لقياس مستويات الغلوكوز في الدم من خلال تحليل بسيط للدم، لكنها تقدم معلومات محدودة عن العمليات الفسيولوجية الأساسية. توفر أجهزة مراقبة الغلوكوز المستمرة (CGMs)، المتاحة دون وصفة طبية، صورة أكثر تفصيلاً من خلال تتبع مستويات السكر في الدم في الوقت الفعلي.

يشرح مايكل سنايدر، أستاذ علم الوراثة في جامعة ستانفورد وأحد قادة الدراسة، كيفية تحليل الخوارزمية لبيانات الغلوكوز. من خلال تحديد أنماط ارتفاع وانخفاض مستويات السكر في الدم بعد استهلاك الغلوكوز، يمكن للأداة الكشف بدقة تصل إلى 90 في المائة عن الأنواع الفرعية مثل مقاومة الإنسولين ونقص خلايا بيتا. ويشرح سنايدر أنه يمكن استخدام الأفراد للأداة من أجل اتخاذ تدابير وقائية، موضحاً كيف يمكن للتحذيرات المبكرة من مقدمات السكري أن تدفع لتغييرات في نمط الحياة مثل تحسين النظام الغذائي أو ممارسة الرياضة.

النتائج الرئيسية

شملت الدراسة 54 مشاركاً، منهم 21 لديهم مقدمات السكري و33 شخصاً أصحاء. قارن الباحثون بيانات «CGM» مع نتائج اختبارات تحمل الغلوكوز التقليدية التي تُجرى في العيادات. لم تطابق الخوارزمية هذه النتائج فقط، بل تجاوزتها من حيث الدقة. حددت الدراسة 3 أنواع فرعية رئيسية:

- مقاومة الإنسولين: عدم استجابة الخلايا بشكل فعال للإنسولين، مما يؤدي إلى تراكم الغلوكوز.

- نقص خلايا بيتا: عجز البنكرياس عن إنتاج كمية كافية من الإنسولين بسبب خلل في خلايا بيتا.

- نقص الإينكرتين: فشل هرمونات الأمعاء في تحفيز إفراز الإنسولين بشكل كافٍ بعد الوجبات.

تتطلب كل نوعية علاجاً مخصصاً، مما يجعل هذه التكنولوجيا نقطة تحول في رعاية السكري.

تمكن للأجهزة المحمولة المزودة بـ«CGM» والمدعومة بالذكاء الاصطناعي توفير رؤى في الوقت الفعلي لجعل الرعاية الشخصية أكثر سهولة وفعالية (أدوبي)

فوائد تتجاوز السكري

يمتد فهم هذه الأنواع الفرعية ليشمل فوائد تتجاوز إدارة السكري. أشارت مكلوغلين إلى أن مقاومة الإنسولين، حتى من دون التقدم إلى السكري، تمثل عامل خطر كبير لحالات مثل أمراض القلب والكبد الدهني.

علاوة على ذلك، تتيح سهولة استخدام «CGM» للأفراد مراقبة صحتهم من أي مكان. وأوضحت أن هذه التكنولوجيا تعد أداة قيّمة للأشخاص الذين يواجهون تحديات اقتصادية أو يعيشون في مناطق معزولة مؤكدة إمكانياتها في سد فجوات الوصول إلى الرعاية الصحية.

الصورة الأكبر

تمثل هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة «Nature Biomedical Engineering» خطوة كبيرة نحو الطب الدقيق. بدعم من مؤسسات مثل المعاهد الوطنية للصحة ومركز أبحاث السكري في جامعة ستانفورد. وتسلط الدراسة الضوء على أهمية دمج التكنولوجيا مع الرعاية الصحية لمعالجة الحالات المزمنة مثل السكري. ومع استمرار مكلوغلين وسنايدر في اختبار الخوارزمية على مرضى السكري من النوع الثاني، يتصور العالمان مستقبلاً تصبح فيه هذه الأدوات معياراً في رعاية السكري.