كتلة «المستقبل»: رد مرسوم التشكيلات القضائية يؤكد الرغبة باستعماله لغايات سياسية

اجتماع كتلة «المستقبل» النيابية (وسائل إعلام لبنانية)
اجتماع كتلة «المستقبل» النيابية (وسائل إعلام لبنانية)
TT

كتلة «المستقبل»: رد مرسوم التشكيلات القضائية يؤكد الرغبة باستعماله لغايات سياسية

اجتماع كتلة «المستقبل» النيابية (وسائل إعلام لبنانية)
اجتماع كتلة «المستقبل» النيابية (وسائل إعلام لبنانية)

اعتبرت كتلة «المستقبل» النيابية أن رد الرئيس اللبناني ميشال عون لمرسوم التشكيلات القضائية «يؤكد النوايا الواضحة برغبة البعض باستمرار وضع يده على القضاء واستعماله لغايات سياسية بعيداً عن منطق القانون والعدالة»، وقالت إنها كانت تتوقع «أن يبصر هذا المرسوم النور ويقر لتبدأ معه مرحلة جديدة من استقلالية القضاء ومكافحة الفساد بإرادة قضائية بحتة، بعيداً عن منطق التدخلات السياسية».
وترأس سعد الحريري، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً لكتلة «المستقبل» النيابية تم خلاله عرض الأوضاع والمستجدات السياسية في البلاد. وتوقفت الكتلة عند التوترات التي حصلت في بيروت على خلفيات مذهبية ليل (السبت) الماضي، على خلفية الإساءة والتعرض للرموز الدينية، آسفة لتحول «ساحات الثورة والتحركات الشعبية إلى عنوان للانقسام وتشرذم الشعارات وتراشق الاتهامات».
واعتبرته الكتلة «يوما أسود خرج على قيم الثورة وأهدافها ليحط رحاله على أبواب الفتنة، وأطلق شرارة خبيثة كادت أن تطيح بالسلم الأهلي بكبسة زر من جاهل ملعون، قبل أن يسارع أهل الحكمة من أولي الأمر إلى إخمادها في مهدها». وأشارت إلى أن «ما شهدته بعض أحياء العاصمة وبعض المناطق هو دليل مفجع على ارتفاع منسوب الاحتقان المتبادل في الساحات السياسية والمذهبية والطائفية».
وأشارت كتلة «المستقبل» إلى أنها لم توفر، وبتوجيه مباشر من رئيسها سعد الحريري، أية فرصة لتجنيب لبنان نيران وتداعيات كل تلك الأحداث، وقالت إن تيار المستقبل «دفع ثمناً باهظاً لخياراته وتضحياته في السنوات الأخيرة، وارتضى بملء إرادته وقناعته تقديم المصلحة الوطنية على أي مصلحة أخرى، مدفوعاً برؤيته للمخاطر التي تحاصر لبنان».
وأكدت الكتلة أن «قرارنا منذ اليوم الأول كان وسيبقى، لا للفتنة بين اللبنانيين بكل مذاهبهم وأطيافهم». وأضافت «على هذا الأساس عملنا على ربط النزاع مع «حزب الله»، دون أن نتراجع عن موقفنا المبدئي من القضايا الخلافية، فأعطينا الأولوية لحماية الاستقرار الداخلي وحماية أهلنا ومناصرينا وبيئتنا السياسية من أهوال الصراعات والفتن، وفتحنا ثغرة في جدارٍ دستوري مسدود أقفل البلاد على مصير مجهول»..
وقالت إن «ربط النزاع مع (حزب الله) لم يكن ربطاً للنزاع مع العناوين الكبرى للخلاف السياسي معه، إنما كان قراراً بمنع النزاع بين مكونين أساسيين من مكونات المعادلة الوطنية، هما الطائفتان السنية والشيعية»، من غير أن تنفي أن ربط النزاع «أثار حفيظة العديد من محازبي ومناصري تيار المستقبل وأهل السنة، الذين يرون في الامتداد الإيراني إلى المجتمعات العربية خطراً على دورهم في أوطانهم وتدخلاً يهدد السلام الوطني».
وأكدت الكتلة أنها «لن تتخلى عن مسؤولياتها الوطنية وعن دورها المتقدم في حماية الصيغة اللبنانية واتفاق الطائف، لقاء ركوب موجة طائفية مذهبية شعبوية».
وفي الشأن الاقتصادي، لاحظت الكتلة أن التخبط لا يزال هو سيّد الموقف على صعيد الأرقام المقدرة لخسائر مصرف لبنان، وقالت إن «هذا الضياع وهذا التناقض لا يؤدي إلا إلى مزيد من فقدان الثقة بالدولة والحكومة والقطاع المصرفي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.