اعتقال 3 نواب من المعارضة التركية بعد تجريدهم من عضويتهم بالبرلمان

النائب عن حزب الشعب الجمهوري أنيس بربر أوغلو اعتُقل وجُرد من عضويته في البرلمان (رويترز)
النائب عن حزب الشعب الجمهوري أنيس بربر أوغلو اعتُقل وجُرد من عضويته في البرلمان (رويترز)
TT

اعتقال 3 نواب من المعارضة التركية بعد تجريدهم من عضويتهم بالبرلمان

النائب عن حزب الشعب الجمهوري أنيس بربر أوغلو اعتُقل وجُرد من عضويته في البرلمان (رويترز)
النائب عن حزب الشعب الجمهوري أنيس بربر أوغلو اعتُقل وجُرد من عضويته في البرلمان (رويترز)

اعتقلت السلطات التركية 3 نواب من المعارضة بعد أقل من 24 ساعة على قرار البرلمان إسقاط عضويتهم ما تسبب في موجة احتجاجات وغضب ضد حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان. وفور قرار البرلمان أصدر المدعي العام لمدينة إسطنبول قراراً باعتقال النائب عن حزب الشعب الجمهوري أنيس بربر أوغلو، كما أصدر الادعاء العام في ديار بكر (جنوب شرقي تركيا) قرارين بالقبض على ليلى جوفان وموسى فارس أوغللاري نائبي حزب الشعوب الديمقراطي (مؤيد للأكراد).
وقال بربر أوغلو في مؤتمر صحافي سبق اقتياده إلى السجن إنه «لم يفاجأ» بقرار إسقاط عضويته في البرلمان.
وفي عام 2017 عوقب بربر أوغلو، الذي سبق له العمل صحافياً، لمدة 25 عاماً بتهمة إفشاء معلومات سرية بقصد التجسس السياسي أو العسكري بعد أن سرب لصحيفة «جمهوريت» التركية مقطع فيديو نشرته في عام 2015 يصوّر عملية قيل إنها لنقل أسلحة إلى تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا في 3 شاحنات تم ضبطها على طريق أضنة – غازي عنتاب، جنوب تركيا، في 19 يناير (كانون الثاني) 2014 بموجب تصريح من النيابة العامة، حيث أوقفتها قوات الدرك وفتشتها ووجدت الأسلحة مخبأة في شحنة من المواد الإغاثية والمساعدات الطبية، لكن الحكومة قالت إن الشاحنات التي كانت ترافقها عناصر من المخابرات التركية كانت تحمل مساعدات إغاثية للتركمان في سوريا في حين قال مجلس التركمان إنه لم يتلقَّ أي مساعدات من تركيا ولا يعرف بأمر هذه الشحنة.
واتهمت الحكومة حركة الخدمة التابعة للداعية فتح الله غولن، التي اتهمتها لاحقاً بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في منتصف يوليو (تموز) 2016، بتدبير تفتيش الشاحنات وافتعال قصة الأسلحة بهدف افتعال أزمة، والسعي إلى تقويض أركان الحكم. وخُفف الحكم إلى 6 سنوات وأُفرج عن بربر أوغلو بعد عام من سجنه، لكن محكمة الاستئناف العليا أيّدت الحكم السابق بسجنه بسبب إفشاء أسرار الدولة.
وندد رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو بالتحرّك ضد النائب أنيس بربر أوغلو، معتبراً إياه خطوة جديدة باتّجاه حملة إردوغان الأمنية المتواصلة بحق المعارضة منذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي استهدفته في 15 يوليو عام 2016.
وقال أوغللاري إنه اعتُقل في أثناء توجهه من مدينة ديار بكر في جنوب شرقي تركيا إلى أنقرة، حيث كان ينوي زيارة مقر حزبه، وعلم لاحقاً أنه تم اقتياده إلى سجن في ولاية شانلي أورفا جنوب البلاد. أما جوفان، التي سبق أن دخلت إضراباً طويلاً عن الطعام في عام 2018 للمطالبة بفك عزلة زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان تضامن فيه معها 320 سجيناً في 60 سجناً، فقالت إنها نُقلت إلى الحبس في ديار بكر. وغرّدت بالكردية إن «المقاومة تعني الحياة».
وندد حزب الشعوب الديمقراطي بإسقاط عضوية نائبيه الذي عدّه «خطوة غير قانونية».
وكانت محكمة الاستئناف العليا في تركيا قد أيّدت الأحكام بالسجن بحق جوفان وأوغللاري بتهمة الانتماء إلى حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها في الغرب «تنظيماً إرهابياً».
ووقعت مصادمات بين الشرطة التركية ومتظاهرين خرجوا أمام مقر حزب الشعوب الديمقراطي في ديار بكر أمس (الجمعة)، للاحتجاج على اعتقال النواب الثلاثة. وساد التوتر جلسة البرلمان بينما أثارت خطوة إسقاط العضوية عن النواب غضباً واسعاً، إذ طرق نواب معارضون بقبضاتهم على الطاولات خلال الجلسة ودعوا للوحدة في مواجهة ما وصفوها بـ«الفاشية».
وقال النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي ساروهان أولوتش في كلمة بالبرلمان: «هذا سحق وسرقة لإرادة الناخبين والمواطنين الأكراد».
واتهمت الحكومة حزب الشعوب الديمقراطي مراراً بأن له روابط بحزب العمال الكردستاني المسلح الذي يحارب الدولة في جنوب شرقي البلاد ذي الأغلبية الكردية منذ عام 1984، وتصنف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال «تنظيماً إرهابياً»، فيما ينفي حزب الشعوب الديمقراطي وجود هذه الروابط.
ولدى حزب العدالة والتنمية الحاكم برئاسة إردوغان 291 نائباً في البرلمان المؤلف من 600 مقعد، بينما يحتل حزب الشعب الجمهوري حالياً 138 مقعداً وحزب الشعوب الديمقراطي 58 مقعداً.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».