إسرائيل تمدد العمل بمنع {لمّ الشمل} الفلسطيني

عوائق إسرائيلية أمام جمع شمل الأسر الفلسطينية (أ.ب)
عوائق إسرائيلية أمام جمع شمل الأسر الفلسطينية (أ.ب)
TT

إسرائيل تمدد العمل بمنع {لمّ الشمل} الفلسطيني

عوائق إسرائيلية أمام جمع شمل الأسر الفلسطينية (أ.ب)
عوائق إسرائيلية أمام جمع شمل الأسر الفلسطينية (أ.ب)

رغم معطيات المخابرات الإسرائيلية التي تدل على عدم وجود خطر أمني من ألوف العائلات الفلسطينية التي تطلب جمع شملها، فإن الكنيست (البرلمان) أقر أنظمة الطوارئ التي تمنع هذا الجمع. وبذلك حرمت نحو 22 ألف عائلة فلسطينية تمزقها القوانين الإسرائيلية وتمنع الأولاد من رؤية الأب أو الأم، من لمّ الشمل.
وقد أثار هذا القرار ردود فعل سلبية حتى في إسرائيل نفسها، بوصف هذه الأنظمة غير إنسانية وتجعل أنظمة الطوارئ الاستعمارية القديمة (من زمن الانتداب البريطاني) بديلاً للقوانين الإنسانية. واقترح رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، النائب تسفي هاوزر، أمس الثلاثاء، سنّ قانون جديد يستند إلى «قانون القومية» العنصري الذي يضمن منع جمع شمل العائلات، من باب التحدي، وأن إسرائيل دولة يهودية يتم فيها تفضيل اليهودي على أي مواطن آخر.
ويجري الحديث عن أنظمة أقرت في أيام الانتفاضة الثانية، سنة 2003 وتمنع منح الإقامة في إسرائيل لأسباب إنسانية، مثل جمع شمل عائلات. وحسب معطيات المخابرات الإسرائيلية، فهناك 22 ألف عائلة فلسطينية في إسرائيل تعيش حالة تمزق قاسية، لأن أحد الزوجين لا يحمل بطاقة هوية إسرائيلية، وينتمي إلى السلطة الفلسطينية أو إحدى الدول العربية. وقد تكونت هذه العائلات من زواج شرعي بين أقارب أو معارف، وبسبب الأحداث الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة، رفضت السلطات الإسرائيلية تمديد الإقامة. وهكذا، باتت هذه العائلات تعيش في حالة تمزق. وأحياناً الأولاد لا يعرفون آباءهم أو أمهاتهم بسبب منع جمع شملهم.
الحجة التي تتذرع بها السلطات الإسرائيلية هي «الحفاظ على الأمن»، بدعوى أن هذه العائلات «مشوهة الانتماء وليست مخلصة لإسرائيل». وقد حضر مندوب جهاز المخابرات العامة (الشاباك) جلسة لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، وعرض فيها معطيات تقول إن أياً من هؤلاء الأزواج الذين حصلوا على الإقامة في إسرائيل، بموجب إجراءات جمع الشمل، لم يتورط في تخطيط أو تنفيذ عمليات منذ بداية عام 2018. ولكنه قال في الوقت ذاته إنه يؤيد الاستمرار في منع الإقامة عن هؤلاء الأزواج، لأن «عدداً من ذرية الذين حصلوا على الإقامة كانوا ضالعين في (أعمال إرهابية)، في الفترة نفسها. وتبين أنه من مجموع آلاف العائلات؛ شارك في تلك العمليات 14 شخصاً فقط؛ 6 منهم متهمون بأنهم (منفذو عمليات)، و5 منهم (ضالعون في هذه العمليات)، و3 (قدموا مساعدة)».
ولكن النائب هاوزر، كشف عن السبب الحقيقي لموقف الحكومة الرافض جمع شمل العائلات الفلسطينية، وهو «المسألة القومية اليهودية التي ترى في الفلسطيني تهديداً لها». ودعا إلى تعديل القانون الحالي والأنظمة بالاستناد إلى «قانون القومية»، الذي تم سنّه في عام 2018، ويبنى على نظرية «تفوق اليهودي»، التي تميز ضد كل ما هو غير يهودي، بمن في ذلك المواطنون العرب في إسرائيل (فلسطينيو 48).
وقد جرى تمديد الأنظمة العنصرية المذكورة في جلسة الكنيست، مساء أول من أمس، بأكثرية 41 ومعارضة 13 عضو كنيست. وفور انتهاء البحث، عقدت لجنة الخارجية والأمن جلسة استغرقت حتى ساعات الفجر الأولى من يوم أمس، جرى فيها بحث القرار وكيفية تطبيقه. وقالت ممثلة «مركز عدالة القانوني»، المحامية سوسن زهر، إن «هذا القانون يعدّ أحد أشد القوانين عنصرية في إسرائيل». وأضافت: «لا توجد قوانين كهذه في أي دولة ديمقراطية في العالم، تميز بشكل جارف ضد مجموعة سكانية وترى فيها كلها مكمن عداء وخطر».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.