الجيش المصري: مقتل 19 «تكفيرياً» في عمليات برية وجوية بسيناء

جانب من عمليات سابقة نفذها الجيش المصري في شمال سيناء (المتحدث العسكري)
جانب من عمليات سابقة نفذها الجيش المصري في شمال سيناء (المتحدث العسكري)
TT

الجيش المصري: مقتل 19 «تكفيرياً» في عمليات برية وجوية بسيناء

جانب من عمليات سابقة نفذها الجيش المصري في شمال سيناء (المتحدث العسكري)
جانب من عمليات سابقة نفذها الجيش المصري في شمال سيناء (المتحدث العسكري)

أعلن الجيش المصري، مقتل 19 «تكفيرياً» في إطار عمليات متنوعة في شمال سيناء لـ«مكافحة الإرهاب»، والتي أسفرت كذلك عن سقوط 4 من عناصره ضحايا بين قتيل وجريح. ووفق بيان رسمي مصري، مساء أول من أمس، فإن العمليات «جرت الأسبوع الماضي بناءً على معلومات استخباراتية بوجود عناصر تكفيرية بعدة أوكار إرهابية في محيط مدن بئر العبد، والشيخ زويد، ورفح بشمال سيناء، وأسفرت عمليتان عن مقتل 3 تكفيريين (شديدي الخطورة)، وعثر بحوزتهم على بنادق آلية، وقنابل يدوية، دانات (آر بي جي)، فضلاً عن اكتشاف وتدمير 5 عبوات ناسفة كانت معدة لاستهداف القوات». وبحسب ما أفاد المتحدث العسكري المصري، العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، فإن «القوات الجوية نفذت قصفات جوية مركزة لعدة تمركزات نتج عنها مقتل 16 عنصراً تكفيرياً، واستهداف وتدمير سيارتي دفع رباعي، ومخزن يحتوي على كمية كبيرة من العبوات الناسفة والدعم اللوجيستي لتلك العناصر الإرهابية».
وتأتي تلك الإفادات الرسمية المصرية، بعد يوم واحد، من إعلان «اتحاد قبائل سيناء»، وهو تجمع من أبناء القبائل المتعاونة مع السلطات المصرية في العمليات الأمنية بشمال سيناء، عن «مقتل شخصين مدنيين من أبناء قبيلة الترابين في مسرح عمليات أمنية ضد عناصر تنظيم (داعش سيناء)»، موضحاً أنهما «تعرضا لانفجار لغم أرضي نصبته العناصر على طرق بمناطق تسللوا إليها ثم انسحبوا منها بعد تعرضهم لضربات أمنية قوية خلال الأيام القليلة الماضية». وتنفذ أجهزة الأمن المصرية منذ فبراير (شباط) من عام 2018، عمليات موسعة لتطهير المنطقة من «العناصر التكفيرية»، وهي العملية التي تُعرف باسم «عملية المجابهة الشاملة».
وقال الجيش المصري، أمس، إن «قوات حرس الحدود ضبطت عدداً من المهربين، وبحوزتهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر مختلفة الأعيرة وعدد من عربات الدفع الرباعي، كما تم ضبط كميات كبيرة من لفافات البانجو والحشيش المخدر مخبأة داخل عدد من السيارات، بالإضافة إلى عربة محملة بمبالغ نقدية كبيرة تصل إلى 200 ألف دولار بنفق الشهيد أحمد حمدي». وشهدت شمال سيناء، قبل أسبوعين، مقتل 4 أشخاص، وإصابة 13 آخرين، جميعهم من المدنيين من أبناء قرية قبر عمير في مدينة الشيخ زويد، وذلك خلال هجوم شنه «ملثمون مسلحون»، بحسب «قبائل سيناء»، ورأى موسى المنيعي، وهو من رموز قبيلة السواركة، أن «العناصر الإرهابية في مناطق العجراء، والمقاطعة، وبلعا واللفيتات، تتكبد خسائر بفعل ضربات متتالية تقوم بها القوات المسلحة»، لافتا إلى أن «القبائل بدأت عبر شبابها في معاونة الأجهزة الأمنية، وذلك بعد عيد الفطر».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».