وزير دفاع تركيا: تدخلنا في ليبيا قلب الموازين العسكرية

TT

وزير دفاع تركيا: تدخلنا في ليبيا قلب الموازين العسكرية

اعتبر وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أن تدخل بلاده في ليبيا «قلب الموازين العسكرية لصالح حكومة الوفاق الوطني، برئاسة فائز السراج».
وقال أكار إن التطورات الأخيرة في ليبيا، في إشارة إلى سيطرة قوات الوفاق على بعض المدن الساحلية وقاعدة الوطية (عقبة بن نافع سابقا)، وتغيير التوازنات في المعارك غرب البلاد، «جاءت بعد تقديم أنقرة لخدمات استشارية وتدريبات لقوات حكومة الوفاق».
وأضاف أكار، خلال كلمة في مقر وزارة الدفاع التركية في أنقرة أمس، بحضور قادة القوات المسلحة، أن التوازنات في ليبيا «بدأت تتغير عقب الخدمات الاستشارية والتدريبات التي قدمها الجيش التركي لقوات حكومة السراج، وذلك بعد سيطرة قوات الوفاق على قاعدة الوطية الجوية غرب البلاد».
وتابع أكار: «قوات حكومة الوفاق حققت نجاحا كبيرا في ليبيا... وتركيا تتعامل في ليبيا مع هذه الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة ورئيسها فائز السراج».
وألقت تركيا بثقلها في الفترة الأخيرة خلف حكومة السراج والميليشيات التابعة لها في مواجهة الجيش الوطني الليبي ونفذت في الأشهر الأخيرة حملة جوية وبحرية لنقل الأسلحة، ومنها أسلحة نوعية ومضادات للدفاع الجوي في محاولة لتسريع سيطرة هذه الميليشيات على مناطق الجيش الوطني في غرب ليبيا، ومنعه من دخول طرابلس.
واعترفت تركيا على لسان الرئيس رجب طيب إردوغان بنقل مسلحين من الفصائل السورية الموالية لأنقرة للقتال في ليبيا. بينما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تركيا نقلت نحو 10 آلاف مسلح من سوريا للعمل كمرتزقة في ليبيا مقابل رواتب شهرية. كما تحدثت تقارير عن قيام تركيا بنقل أسلحة من جنوب أفريقيا بواسطة 6 طائرات شحن عسكرية مؤخرا، يرجح توجهها إلى ليبيا، تحت ستار نقل مساعدات طبية للمساعدة في مواجهة فيروس كورونا.
في السياق ذاته، نوه وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبية، فتحي باشاغا، بجهود تركيا لدعم حكومته.
وجاء ذلك بعد أن التقى أول من أمس سفير تركيا في طرابلس، سرهات أكشين، لبحث آخر المستجدات الميدانية في غرب ليبيا. في الوقت ذاته، كشفت وزارة الدفاع التركية عن مناورة مشتركة بين البحرية التركية والإيطالية شرق البحر المتوسط جرت يوم الأحد الماضي.
وتزامن التدريب مع التطورات، التي كانت جارية في ليبيا وسيطرة ميليشيات الوفاق على قاعدة الوطية الجوية، حيث تحدثت مصادر من الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، عن دعم بوارج حربية تركية للميليشيات.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.