اليمين الاستيطاني المتطرف يتعهد «إسقاط نتنياهو»

اتهموه بالتخلي عنهم في حكومته

وزير الدفاع بينيت يهمس إلى نتنياهو في اجتماع كتلة اليمين في الكنيست مارس الماضي (أ.ف.ب)
وزير الدفاع بينيت يهمس إلى نتنياهو في اجتماع كتلة اليمين في الكنيست مارس الماضي (أ.ف.ب)
TT

اليمين الاستيطاني المتطرف يتعهد «إسقاط نتنياهو»

وزير الدفاع بينيت يهمس إلى نتنياهو في اجتماع كتلة اليمين في الكنيست مارس الماضي (أ.ف.ب)
وزير الدفاع بينيت يهمس إلى نتنياهو في اجتماع كتلة اليمين في الكنيست مارس الماضي (أ.ف.ب)

في تحذير اللحظات الأخيرة قبل أن تؤدي الحكومة الإسرائيلية الجديدة القسم، خرج قادة تكتل أحزاب اليمين الاستيطاني المتطرف «يمينا»، بقيادة وزير الدفاع نفتالي بينيت، بتعهد بإسقاط رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. وقال بينيت إن «هذا اليوم - 12 مايو (أيار) - سيسجل في التاريخ الإسرائيلي بداية النهاية لعهد نتنياهو».
ووجه قادة آخرون في التكتل الاتهام لنتنياهو، بأنه «تخلى بشكل فظ عن الكتلة التي كانت صمام الأمان لائتلافه الحكومي طيلة السنوات الخمس الماضية»، «وأن أنانيته طغت على أدائه بشكل مريب... ولكأنه لا يفلح في حلحلة المشكلات الداخلية في حزبه، ويرتعد من الوزراء الذين لا يجد لهم وظائف»، «فقرر التضحية بنا نحن بالذات. ولكننا نعهد بأن تكون هذه بداية النهاية لحياته السياسية. سنسقطه من مسرح التاريخ السياسي الإسرائيلي، وفي وقت أقرب مما تظنون».
وكان مسؤولون في حزب الليكود الحاكم، قد اتهموا «يمينا»، بإفشال الجهود للانضمام إلى الائتلاف الحكومي، قائلين، إن بينيت يريد ثلاث حقائب وزارية ليحل مشاكله الداخلية، وحزبه من 6 مقاعد ولا يستحق هذا العدد. «وقد بادر إلى تفجير المحادثات الائتلافية لهذا السبب، لكنه يفضل إلقاء التهمة علينا». وأصدر الليكود بياناً رسمياً جاء فيه: «الليلة اتضح لنا، نهائياً، أن بينيت وغيره من قادة يمينا، قرروا الانسحاب من تكتل اليمين، الخطوة الأولى كانت حين رفضوا التوصية أمام الرئيس بتكليف رئيس الحكومة نتنياهو بمهمة تشكيل الحكومة على عكس رغبة ناخبيهم، والخطوة الثانية كانت عندما رفض بينيت مجدداً العرض السخي لرئيس الحكومة بالحصول على وزارة التعليم، ووزارة القدس والتراث، ومنصب نائب وزير مع مهام تنفيذية تشمل المسؤولية عن وحدة الاستيطان والخدمة الوطنية، مناصب هامة جداً للصهيونية الدينية. وهذا الرفض يثبت أن الحديث هنا ليس عن آيديولوجية إنما بحث عن مناصب. لقد فضلوا أن ينضموا إلى معارضة اليسار مع يائير لابيد وهبة يزبك».
وقد أكد مصدر في قيادة الليكود أن نتنياهو باشر نسج الخيوط الأخيرة لممثلي حزبه في حكومته العتيدة، على أمل أن يطرحها على الكنيست وتؤدي القسم الدستوري أمام رئيس الدولة، رؤوبين ريفلين، غدا الخميس. غير أن المشكلة التي يواجهها هي أن لديه اليوم 16 وزيرا من حزب الليكود لكن عدد الوزارات المتبقية لحزبه لا يزيد على 10 في حال خروج «يمينا» من الائتلاف. ولذلك، راح يفتش عن حلول غير عادية لإرضاء وزرائه. وقد أعلن نتنياهو، في بيان رسمي له، أمس، أنه عرض على وزير الأمن الداخلي والشرطة، جلعاد أردان، تولي منصب مزدوج هو سفير إسرائيل في الولايات المتحدة ومندوب إسرائيل الدائم في الأمم المتحدة، وأنه «سعيد بأن أردان وافق على ذلك». وقد تحول هذا التعيين إلى موضوع سخرية في الشبكات الاجتماعية.
وقرر نتنياهو أن يوسع الحكومة مرة أخرى (من 32 وزيرا حاليا إلى 36 وزيرا)، في مرحلة لاحقة. وخصص 16 منصبا لنواب وزراء، نصفهم لليمين ونصفهم لتحالف غانتس (لكن في أعقاب الانتقادات الجماهيرية اللاذعة، صرح غانتس بأنه لن يستغل هذه المناصب حتى يوفر على الموازنة).
ويواجه نتنياهو مشكلة مع رئيس الكنيست السابق، يولي أدلشتاين، من حزبه. فهذا يريد العودة إلى منصبه في رأس البرلمان، ليمهد الطريق أمام انتخابه رئيسا للدولة عند انتهاء فترة ريفلين، بعد سنتين. لكن حزب غانتس كان يعارض ذلك. وفي يوم أمس غير غانتس موقفه وعرض على نتنياهو أن يوافق على تعيين أدلشتاين بهذا المنصب، بشرط منح أحد نواب حزبه وزارة الصحة. ولكن، بعد خروج «يمينا» من الائتلاف، شغر منصب وزير التعليم، فعرضه على أدلشتاين.

وفي هذه الأثناء بدأت موجة تذمر وتململ في الليكود، إذ يحتج وزراء حاليون، على حرمانهم من مناصب وزارية، مثل رئيس بلدية القدس السابق، نير بركات، الذي كان وعده نتنياهو بوزارة المالية وسيجد نفسه خارج الحكومة، وآفي ديختر، رئيس الشاباك (جهاز المخابرات العامة) الأسبق، الذي صرح بأنه يستحق منصب وزير كبير، وجدعون ساعر، الذي يعتبر من المعارضين لنتنياهو لكنه يحظى بتأييد واسع في الليكود. ويسعى نتنياهو إلى تسوية هذه المشاكل، قبل أن يصل وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، للالتقاء به، اليوم.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.