المحطة النووية المصرية ماضية في طريقها رغم «قيود كورونا»

المدير الروسي للمشروع لـ «الشرق الأوسط»: تشغيل المفاعل الأول خلال 7 سنوات

غريغوري سوسنين المدير الروسي للمشروع (الشرق الأوسط)
غريغوري سوسنين المدير الروسي للمشروع (الشرق الأوسط)
TT

المحطة النووية المصرية ماضية في طريقها رغم «قيود كورونا»

غريغوري سوسنين المدير الروسي للمشروع (الشرق الأوسط)
غريغوري سوسنين المدير الروسي للمشروع (الشرق الأوسط)

يمضي المشروع النووي المصري في طريقه، رغم القيود التي فرضتها أزمة فيروس كورونا المستجد على العالم، وقرار السلطات المصرية تأجيل افتتاح مشروعات كبرى، من بينها العاصمة الجديدة. ويقول غريغوري سوسنين، المدير الروسي لمشروع «الضبعة» النووي، لـ«الشرق الأوسط»، إن الشركة «اتخذت حزمة من التدابير الوقائية الصارمة، تُقيد وصول الأشخاص، الذين قدموا مصر مؤخراً، إلى موقع البناء، والاعتماد على مؤتمرات الفيديو عبر الإنترنت لعقد اجتماعات منتظمة مع هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء بمصر».
وتعمل «روساتوم»، المتخصصة في الطاقة النووية المملوكة للدولة الروسية، على تدشين أول محطة للطاقة النووية في مصر، بمدينة الضبعة على شواطئ البحر المتوسط (130 كم شمال غربي القاهرة). وتتألف المحطة من 4 مفاعلات نووية، قدرة الواحد منها 1200 ميغاواط، بإجمالي قدرة 4800 ميغاواط».
وحسب سوسنين، وهو نائب رئيس شركة «أتوم ستروي إكسبورت»، التابع للقسم الهندسي في مجموعة «روساتوم» الحكومية الروسية للطاقة الذرية، فإنه تجري حالياً «الأعمال التحضيرية في الموقع، وكذلك تصميم المشروع»، ونوه إلى أنه «إذا سارت الأمور وفقاً للمخطط، سيتم تشغيل المفاعل النووي الأول في غضون 7 سنوات، بعد إتمام التصاريح اللازمة... على أن يتم تشغيل المفاعلات الثلاثة المتبقية واحداً تلو الآخر».
ولم يبدِ المدير الروسي قلقاً من تأثير أزمة «كورونا» على البرنامج المخطط للمشروع، مؤكداً أن «(روساتوم) تراقب عن كثب تطورات الوضع المتعلق بالفيروس حول العالم، خصوصاً في البلدان التي تعمل فيها، وتعتبر أن الحفاظ على صحة موظفيها وسلامتهم أولوية»، مشيراً إلى «حزمة من التدابير الصارمة لحماية صحة الموظفين، وضمان السلامة في المنشآت ومواقع البناء التابعة للشركة، تشمل الرعاية والمراقبة الطبية قبل بدء العمل وطوال يوم العمل... والاستخدام الناشط لخيار مؤتمرات الفيديو عبر الإنترنت لعقد اجتماعات منتظمة مع هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء بمصر، صاحب مشروع الضبعة».
وأكد استمرار العمل حالياً في جميع مواقع البناء التابعة للشركة مع تنفيذ كافة إجراءات الوقاية اللازمة، واستعداد الشركة لاتخاذ أي تدابير أخرى تهدف لمنع انتشار فيروس «كوفيد - 19»، بما في ذلك تطبيق بروتوكول الحجر الصحي إذا استدعت الضرورة هذه التدابير في أي بلد ومنطقة تعمل فيها.
ولفت في المقابلة الخاصة إلى تدابير وقائية لمشروع «الضبعة» تحديداً، منها تقييد الوصول إلى موقع البناء للأشخاص الذين قدموا إلى مصر، مؤخراً، من البلدان التي تعاني من الوضع الوبائي المتردي، وإجراء عمليات التنظيف والتطهير الخاص للمباني، ومنح الأقنعة الواقية للموظفين وتوفير الصابون السائل المطهر في المراحيض، ووضع ملصقات إعلامية توعوية في المباني الإدارية».
ويقع موقع المحطة النووية خلف سياج بطول 6 أمتار، يعمل فيه نظام البطاقات، ولا يُسمح بالدخول فيه لأي شخص يشتبه في إصابته بالفيروس إلا بعد خضوعه لإجراءات محددة تستغرق قرابة شهر، وإصدار تصريح يسمح له بالدخول، وفقاً لسوسنين، الذي أكد أنه لا يوجد حالياً في مصر موظفون من شركة «روساتوم» مصابون بفيروس كورونا.
وأبرمت مصر وروسيا عام 2015 اتفاقاً للتعاون في بناء محطة الضبعة للطاقة النووية، يتضمن تقديم الجانب الروسي قرضاً بقيمة 25 مليار دولار. وتجري في المرحلة الحالية أعمال البناء في الموقع، إضافة إلى العمل على تصميم المشروع، وإعداد الوثائق اللازمة للحصول على ما يسمى بـ«الترخيص النووي»، أي رخصة بناء محطة للطاقة النووية تمنحها هيئة الرقابة النووية والإشعاعية المصرية (ENRRA)، كما أشار المسؤول الروسي، الذي شدد على أنه «بمجرد الحصول على الترخيص سيكون بالإمكان الشروع في أعمال البناء كاملة النطاق بالموقع».
وأثنى المسؤول على علاقات التعاون بين الشركة وهيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء المصرية (NPPA) في معالجة جميع القضايا المتعلقة بالمشروع.
وبموجب عقد التصميم والتوريد والتشييد الموقع مع الجانب المصري، فإنه من المستهدف الوصول إلى مستوى التوطين أثناء تشييد أول وحدة طاقة بالمحطة إلى ما لا يقل عن 20 في المائة، ليرتفع هذا المؤشر تدريجياً حتى تصل نسبة التوطين إلى 35 في المائة بالوحدة الرابعة. وقال سوسنين إن «روساتوم» تتطلع إلى إشراك الشركات المحلية في تنفيذ المشروع، استناداً إلى التوصيات والخبرات المتوفرة لديها، ومدى استيفاء الشركات المرشحة لشروط المناقصة المعينة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.