أزمة «كورونا» التهمت 14 تريليون دولار حتى الآن

تكلفة عالمية غير مسبوقة وعادلت في شهرين «مشروع مارشال»

تجاوز حجم الإنفاق العالمي لاحتواء أزمة «كورونا» خلال شهرين ما يعرف بـ«مشروع مارشال» لإعادة إعمار أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية (أ.ف.ب)
تجاوز حجم الإنفاق العالمي لاحتواء أزمة «كورونا» خلال شهرين ما يعرف بـ«مشروع مارشال» لإعادة إعمار أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية (أ.ف.ب)
TT

أزمة «كورونا» التهمت 14 تريليون دولار حتى الآن

تجاوز حجم الإنفاق العالمي لاحتواء أزمة «كورونا» خلال شهرين ما يعرف بـ«مشروع مارشال» لإعادة إعمار أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية (أ.ف.ب)
تجاوز حجم الإنفاق العالمي لاحتواء أزمة «كورونا» خلال شهرين ما يعرف بـ«مشروع مارشال» لإعادة إعمار أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية (أ.ف.ب)

جاءت فاتورة أزمة فيروس كورونا الاقتصادية ثقيلة بصورة غير مسبوقة على العالم. فمنذ ولادتها قبل شهرين تقريباً، للآن، عادلت هذه التكلفة ما تسببت به تداعيات أزمة إفلاس مصرف «ليمان برذرز» الأميركي على العالم في الفترة الممتدة بين عامي 2009 و2014. وفي حال احتساب ما أنفقته الدول الغربية على أزمة فيروس كورونا، فيما يتعلّق بتأجيل تحصيل الضرائب وعمليات دعم الأسواق المالية والبنى التحتية الاجتماعية، لما إجماليه 8 تريليونات دولار، وما ضخّته المصارف المركزية الدولية من سيولة مالية في الأسواق لما إجماليه 6 تريليونات دولار، يفيدنا الخبراء المصرفيون في مدينة فرانكفورت الألمانية أن مجموع هذا الإنفاق، الهائل وغير المسبوق، يرسو عند 14 تريليون دولار.
يقول الخبير فرانك شولتس الذي يعمل مستشاراً لدى فرع مصرف «دويتشه بنك» في مدينة بون إن ما يحصل اليوم يعيد الذاكرة إلى ما حصل قبل 12 عاماً أي عام 2008. عندما أقرّت الحكومة الأميركية برنامج الإغاثة للأصول المُتعثّرة، لمعالجة أزمة الرهن العقاري. واقتضى البرنامج بشراء أصول متعثرة بقيمة 700 مليار دولار من القطاع المالي بغية توفير سيولة كافة في أسواق المال.
ويضيف أن وصول أزمة الرهن العقاري الأميركية إلى أوروبا أجبر حكومات الأخيرة على ضخّ 1.5 تريليون دولار في النظام المصرفي الأوروبي لإنقاذه. حينذاك، رست الضمانات المالية بدورها عند 3.9 تريليون يورو. وفي الفترة الممتدة بين عامي 2009 و2014 المنسوبة إلى أزمة إفلاس مصرف «ليمان برذرز» ضخّ الاحتياطي الفيدرالي 4.3 تريليون دولار في الأسواق الأميركية. في حين ضخّ المصرف المركزي الأوروبي 3 تريليونات دولار في الأسواق الأوروبية. ما يعني أن الإنفاق الأميركي - الأوروبي المشترك لتحجيم الأزمة العقارية السابقة رسا عند 13.5 تريليون دولار، أي أقل بنحو 500 مليار دولار مما تم ضخّه في شهرين فقط لمحاولة احتواء أزمة فيروس كورونا اقتصادياً ومالياً.
ويختم القول: «علاوة على ذلك، يعادل الإنفاق على ما يوازي شهرين من أزمة فيروس كورونا ما تم إنفاقه على برنامج التعافي الأوروبي (مارشال)، عام 1948، لمساعدة أوروبا في النهوض من دمار الحرب العالمية الثانية. آنذاك، خصّصت الولايات المتحدة 14 تريليون دولار لدعم البرنامج».
في سياق متصل، يقول الخبير الألماني إيدل شيفر إن أسعار الفائدة السلبية لن تساعد في الخروج بسرعة من أزمة فيروس كورونا المالية. أما العودة إلى أسعار فائدة فوق الصفر فهو حلم بعيد المنال. ويضيف أن الإنفاق الجنوني للدول بغية السيطرة على أوضاع الأسواق المالية أمام عاصفة أزمة فيروس كورونا يواكبه عجز المصارف الأوروبية عن وضع خطة طارئة أمامها لاحتواء أزمة السيولة المالية الراهنة. فبين عامي 2014 و2018 ولّدت سياسة أسعار الفائدة السلبية المُتّبعة لدى المصرف المركزي الأوروبي خسائر إجماليها 23 مليار يورو على المصارف الأوروبية. وفي عام 2018 وحده، رست هذه الخسائر عند 7.5 مليار يورو.
ويختم: «تعتبر مصارف ألمانيا وفرنسا ولوكسمبورغ الأكثر تضرراً أوروبياً من أسعار الفائدة السلبية لأن نحو 80 في المائة من سيولتها موجودة على شكل ودائع لدى المصرف المركزي الأوروبي. وفي حال لم يتّبع المركزي الأوروبي سياسات إعفائية على هذه الودائع فإنّ فاتورة أسعار الفائدة السلبية، التي تدفعها المصارف الأوروبية سنوياً، ستتخطى 9 مليارات يورو. مما قد يدفعها إلى تحميل عملائها هذه المصاريف. وفي الوقت الحاضر، تّقدر ودائع المصارف الأوروبية لدى المركزي الأوروبي بـ1.7 تريليون يورو منها 100 مليون يورو لمصرف «دويتشه بنك» الألماني. ولمواجهة هذه المصاريف ناهيك عن ضعف مردود المنتجات المصرفية الألمانية لن تتمكّن مصارف ألمانيا، لا الكبيرة ولا الصغيرة الحجم منها، من وضع أي مخطط يرمي إلى الحفاظ على استقرار مالي في موازناتها في ظل أزمة فيروس كورونا.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)
مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)
TT

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)
مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «تداول» السعودية، المهندس خالد الحصان، إن إعلان وكالة «موديز» العالمية رفع التصنيف الائتماني للمملكة إلى «إيه إيه 3»، إلى جانب التصنيفات الإيجابية من الوكالات العالمية الأخرى، يعزز ثقة المستثمرين ويخلق فرصاً أكبر لجذب الاستثمارات الأجنبية، كما يسهم في تعزيز مكانة السوق المالية السعودية بوصفها وجهة استثمارية عالمية.

وأضاف الحصان عبر حسابه في منصة «إكس»، أن هذا الإعلان يعكس نجاح الإصلاحات الاقتصادية والسياسات المالية الطموحة التي تبنتها الحكومة السعودية.

وكانت وكالة التصنيفات الائتمانية «موديز» قد أعلنت، مساء الجمعة، رفع تصنيف السعودية بالعملتين المحلية والأجنبية إلى «إيه إيه 3» من «إيه 1» مع نظرة مستقبلية «مستقرة».

وأكدت الوكالة على تقدم المملكة المستمر في التنوع الاقتصادي، والنمو المتصاعد للقطاع غير النفطي، الذي، مع مرور الوقت، سيقلل ارتباط تطورات سوق النفط باقتصادها وماليتها العامة، مشيرة إلى جهود البلاد في استثمار الموارد المالية المتاحة لتنويع القاعـدة الاقتصادية عـن طريق الإنفاق التحولي.