فتح المدعي العام الجمهوري للعاصمة التركية أنقرة أمس (الاثنين) تحقيقات في شكاوى متبادلة بين اتحاد نقابات المحامين ورئاسة هيئة الشؤون الدينية بعد الضجة التي أثارتها خطبة الجمعة الماضي التي تناولت موضوع الآثار الاجتماعية الصحية الناجمة عن الزنا والمثلية الجنسية.
وقال أرباش في الخطبة، التي ألقاها في جامع حاجي بيرام في أنقرة بحضور عدد قليل جداً من المصلين بسبب القرار الصادر بتعليق صلوات الجماعة وصلاة الجمعة بسبب تفشي فيروس كورونا في البلاد، إن «الزنا من الكبائر وإن المثلية من الأمور المحرمة وإن الإسلام يلعن اللواط والشذوذ الجنسي، والحكمة من ذلك أن هذه الأمور تجلب الأمراض، وتقطع أواصر المجتمع. كل عام نرى مئات الآلاف من الذين يعيشون مع بعضهم البعض ويمارسون الزوجية من دون وجودها كرابط شرعي، هذا أيضاً من الزنا وهو أكبر أسباب البلاء والفيروسات... تعالوا نقاتل معاً لحماية الناس من مثل هذا الشر».
وأثار ما جاء في الخطبة رد فعل غاضباً من قبل نقابات المحامين في البلاد، وخصوصاً نقابتي المحامين في العاصمة أنقرة ومدينة إزمير (غرب تركيا)، وقالت نقابة المحامين في أنقرة إن أرباش أهان الإسلام والمسلمين وآيات القرآن وإن ما ورد في خطبته ضار بالكرامة الإنسانية وجاء من عصور مضت ويخالف الدستور التركي والميثاق الدولي لحقوق الإنسان».
ومن جانبها، قالت نقابة المحامين في إزمير إنها قلقة من أن حديث أرباش قد يشجع على جرائم كراهية جديدة. وطالبت النقابتان بإقالته من منصبه.
ودخل المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر تشيليك، في اشتباك مع نقابات المحامين، واصفاً البيان الصادر عن نقابة المحامين في أنقرة بأنه يعبر عن عقلية فاشية ولا يمكن اعتباره إلا أنه «وقاحة». وقال إنه من الطبيعي أن يتكلم الناس وفقاً لنظام القيم الذي يؤمنون به، وإن ما هو غير طبيعي هو المطالبة بعكس ذلك، متهماً نقابة المحامين في أنقرة بإظهار «عقلية فاشية سعت إلى حرمان أرباش من حقه في حرية التعبير».
وفجرت الواقعة جدلاً حاداً وانقساماً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي بين فريق عبر عن الغضب معتبراً أن هذه الكلمات تحرض على الفتنة وتضطهد فئات من المجتمع. وفي المقابل انطلقت حملة لدعم رئيس الشؤون الدينية في هاشتاغ «أرباش ليس وحده».
وقدم الوزراء والمسؤولون دعماً لرئيس الشؤون الدينية من خلال تغريداتهم على «تويتر»، وكتب المتحدث باسم الرئاسة التركية إيبراهيم كالين: «خسر الدنيا والآخرة من يتطاول على أحكام الله تعالى في أرضه وزمانه اللذين خلقهما».
وكتب رئيس دائرة الاتصال في رئاسة الجمهورية فخر الدين ألطون: «ديننا الحنيف هو الذي أعطى لكل الكائنات قيمتها وأضاء لنا الطريق في الماضي والحاضر. وقواعده ليست تلك التي يكيفها ويفسرها على أهوائهم أولئك الذين يهاجمون الأستاذ علي أرباش».
وعلى عكس العديد من الدول الإسلامية، فإن المثلية الجنسية ليست جريمة في تركيا، وسمحت السلطات بمسيرات للمثليين اجتذبت الآلاف في إسطنبول في السنوات الأخيرة، لكن المثليين يحظون بنفور واسع، ويواجهون عداء من جانب بعض المجموعات القومية المتطرفة.
وتتهم منظمات حقوق الإنسان والاتحاد الأوروبي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وحكومته بإهمال حقوق الأقليات الدينية والعرقية والمثليين والنساء، والتراجع عنها.
صدام بين المحامين والحكومة التركية بسبب خطبة لرئيس الشؤون الدينية
النقابة في أنقرة قالت إن أرباش {أهان الإسلام والمسلمين}
صدام بين المحامين والحكومة التركية بسبب خطبة لرئيس الشؤون الدينية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة