اللبنانيون ينتظرون قرارات حكومية حاسمة لوقف التدهور الاقتصادي

قوة من شرطة مكافحة الشغب تشكل حاجزاً بوجه محتجين في بيروت (إ.ب.أ)
قوة من شرطة مكافحة الشغب تشكل حاجزاً بوجه محتجين في بيروت (إ.ب.أ)
TT

اللبنانيون ينتظرون قرارات حكومية حاسمة لوقف التدهور الاقتصادي

قوة من شرطة مكافحة الشغب تشكل حاجزاً بوجه محتجين في بيروت (إ.ب.أ)
قوة من شرطة مكافحة الشغب تشكل حاجزاً بوجه محتجين في بيروت (إ.ب.أ)

يترقّب اللبنانيون جلسة تعقدها الحكومة مساء اليوم (الجمعة) في ظل أزمة اقتصادية ومعيشية تتفاقم يوماً بعد يوم، خصوصاً في ظل إجراءات العزل العام التي أوجبها انتشار فيروس كورونا، وعلى وقع تدهور يومي لقيمة اللبرة اللبنانية.
في هذا السياق، نسبت وكالة «رويترز» إلى مصدر في بنك لبنان المركزي أن المصرف حدد سعر صرف الليرة عند 3625 للدولار لتطبقه كل شركات تحويل الأموال الجمعة، وهو ما يقل بنسبة 58 في المائة عن سعر الصرف الرسمي.
ويطبَّق التدبير الجديد على الأموال المرسلة عبر مكاتب التحويل المصرفي التي يستخدمها الكثير من اللبنانيين في الخارج لإرسال الأموال إلى أسرهم في لبنان.
وانخفضت الليرة اللبنانية في السوق الموازية منذ أكتوبر (تشرين الأول) حين اندلعت احتجاجات شعبية في ظل ضائقة معيشية لم تعرفها البلاد منذ انتهاء الحرب (1975 -1990).
وما زالت السلطات تطبق سعراً رسمياً لليرة عند 1507.5 للدولار للواردات الأساسية، الوقود والقمح والأدوية، في مسعى لإبطاء التضخم
المتصاعد في البلد المعتمد على الاستيراد لتلبية حاجاته، حتى أن لبنان يستورد 80 في المائة من المواد الغذائية التي يحتاج إليها.
وقال المصدر في البنك المركزي: «الأسعار قد تتغير يومياً وسيتم تحديدها في اليوم السابق»، مضيفا أن المعدل يستند إلى السعر الذي سجله الدولار في مكاتب الصيرفة. وأضاف: «في حالة وقوع تقلبات كبيرة خلال اليوم، فإن الأسعار ربما تُحدد مجدداً خلال اليوم نفسه».
وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي، قال البنك المركزي إن المودعين الذين يريدون سحب أموال من حسابات دولارية في لبنان يجب تقاضيها بالعملة المحلية وفق سعر السوق أيضاً.
وقال وزير المالية غازي وزني في حديث صحافي إن انخفاض سعر الليرة «لا يمكن شرحه لا اقتصادياً ولا مالياً ولا نقدياً»، وإن ما حصل «هو مضاربة قوية وتلاعب في السوق. وقد زاد هذا الأمر خوف المواطنين وقلقهم مما أحدث زيادة الطلب على الدولار».
من جهتها، تواصل نقابة الصرافين القانونيين إضراباً حتى الاثنين المقبل بسبب استمرار تدهور سعر صرف الليرة.
ووسط هذا المشهد، ينتظر اللبنانيون ما ستخرج به الحكومة اليوم من قرارات يتمنّونها حاسمة في الشأن الاقتصادي والمعيشي، بالإضافة إلى مواصلة التصدي لأزمة كورونا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.