خطة السعودية لما بعد {كورونا»... إعادة النشاط الاقتصادي بستة اعتبارات احترازية

وزير المالية يؤكد أن تأثير الفيروس على إيرادات الدولة في الربع الأول محدود

وزير المالية السعودي خلال مؤتمر افتراضي أمس للإفصاح عن تطورات اقتصاد المملكة في ظل «كورونا» (الشرق الأوسط)
وزير المالية السعودي خلال مؤتمر افتراضي أمس للإفصاح عن تطورات اقتصاد المملكة في ظل «كورونا» (الشرق الأوسط)
TT

خطة السعودية لما بعد {كورونا»... إعادة النشاط الاقتصادي بستة اعتبارات احترازية

وزير المالية السعودي خلال مؤتمر افتراضي أمس للإفصاح عن تطورات اقتصاد المملكة في ظل «كورونا» (الشرق الأوسط)
وزير المالية السعودي خلال مؤتمر افتراضي أمس للإفصاح عن تطورات اقتصاد المملكة في ظل «كورونا» (الشرق الأوسط)

كشفت السعودية أمس عن ملامح تفاؤل بعودة النشاط الاقتصادي وقرب فتح قطاعات الأعمال في البلاد بصورة تدريجية، بإفصاحها عن خطة إعادة النشاط الاقتصادي ما بعد «كورونا»، دون تحديد موعد، مسدلة الستار عن ستة اعتبارات تحكم منظومة العمل في رفع الإغلاق المنتظر، في وقت توقعت فيه استمرار أزمة الفيروس بتداعياتها على القطاع الصحي وبالتالي الاقتصادي إلى نهاية العام.
وقال محمد الجدعان وزير المالية ووزير الاقتصاد والتخطيط المكلف أمس، إن اللجنة العليا لمعالجة تحديات الأزمات بقيادة ولي العهد تعقد اجتماعاتها بصفة يومية لمراجعة المبادرات والقرارات والإجراءات المطبقة والتأكد من تأثيراتها في خضم التداعيات الحالية، مضيفا أن فرق العمل المنضوية تحت اللجنة للتعامل مع الأزمة «تواصل العمل على مدار الساعة لمراقبة الأوضاع والرفع بكل المستجدات ذات العلاقة للقيام بما يجب حيالها من حلول».
وأفصح الجدعان في مؤتمر عقدته وزارة الاقتصاد والتخطيط حول التطورات الاقتصادية في ظل تداعيات فيروس «كورونا» أمس، عن خطة الحكومة لإعادة فتح الاقتصاد والأنشطة الاقتصادية، دون تعيين موعد محدد، وفق عدد من الاعتبارات عند التخطيط لمرحلة ما بعد أزمة «كورونا»، واضعة الصحة أولا إذ تعد الهدف الاستراتيجي الأول للدولة، كم ستعمل وفق آلية التدرج التي تضمن الحذر والمراقبة المستمرة مع سرعة الاستجابة في اتخاذ القرارات، حيث مرحلة العودة للنشاط الاقتصادي والتجاري ستكون جزئية مع بقاء كافة الأعمال التي يمكن الاستمرار بها من المنزل.
وجاء من الاعتبارات في خطة إعادة فتح الاقتصاد إعطاء الأولوية للأنشطة الضرورية اللازمة لتوفير السلع والخدمات الأساسية، بالإضافة لقيام المنشآت التي ستعود للنشاط تدريجيا باتخاذ كافة الاحتياطات والإجراءات الوقائية، وأخيرا متابعة التجارة الدولية في التعامل مع المرحلة الحالية مع التنسيق المستمر في مجموعة العشرين.
يأتي ذلك لما أورده الجدعان خلال المؤتمر من توقعات بلاده استمرار تداعيات الفيروس، حيث قال: «نتوقع استمرار الأزمة لفترة شهور ربما لنهاية العام الحالي في الجانب الصحي، وبالتالي تأثيرها على الاقتصاد»، مضيفا أن العودة التدريجية المرتقبة للأنشطة ستكون معرضة لقرارات بالعودة إلى الإغلاق مجددا إذا ما اضطرت الظروف.
وكشف وزير المالية وزير الاقتصاد والتخطيط المكلف أن الحكومة ستعلن عن إجراءات إضافية لدعم الاقتصاد قبل نهاية يونيو (حزيران) في حين تعكف حاليا على مزيد من الجهود لتوجيه الإنفاق الحكومي للنفقات بحيث يكون التوجيه للجهات الأكثر تضررا لصالح المواطن وتوظيف الكوادر الوطنية، مشيرا إلى أن الترشيد سيطال النفقات الأقل تأثيرا كالانتدابات والسفر والفعاليات.
وأشار إلى أن المتابعة جارية بكثافة مع مركز تحقيق كفاءة الإنفاق للعمل على إجراءات إضافية يمكن العمل عليها في مواجهة تحديات كورونا وتداعياتها التي أدت إلى إعاقة النشاط الاقتصادي، إذ يجري حاليا - على سيبل المثال - دراسة التنازل الجزئي عن الإيجارات الحكومية لصالح المستفيدين من القطاع الخاص، لكن - بحسب الجدعان - تؤكد الحكومة الالتزام بحماية القطاع الصحي ودعم منظومة الحماية الاجتماعية لكي لا يتأثر المواطن.
وأفاد وزير المالية السعودي أمس، بأن تأثير تفشي فيروس «كورونا» المستجد على الإيرادات النفطية والإيرادات غير النفطية للمملكة سيكون محدودا جدا في الربع الأول، مستفيدة من نتائج الأداء والتحصيل المالي لأعمال الربع الأخير من العام الماضي، مؤكدا أن المملكة لديها المقدرة المالية على التعامل مع الأزمة والإبقاء على العجز تحت السيطرة.
ولفت حول العجز إلى توقعات المملكة بسحب ما بين 110 إلى 120 مليار ريال من الاحتياطيات لتمويل العجز، مع اعتماد الاقتراض كجانب مهم في تمويل عجز الميزانية، مدفوعا بتعزيز وكالات التصنيف الائتمانية العالمية لاستقرار ومتانة الاقتصاد الوطني، مبينا أن لدى المملكة استراتيجية واضحة لإدارة الدين العام، حيث ستقترض 100 مليار ريال إضافية ليكون مجمل الدين 220 مليار ريال (56 مليار دولار) للعام الجاري.
في المقابل، كشف الجدعان عن توقعات بنمو سالب للقطاع غير النفطي للربع الأول من العام الجاري لأول مرة متأثرا بتداعيات أزمة الوباء، مؤكدا عناية الدولة الفائقة باستمرار قوة القطاع الخاص لديها بالعمل على سداد مستحقات الشركات والمؤسسات سريعا، إذ نجحت العام الماضي في دفع 200 مليار ريال لكامل مستحقات القطاع الخاص، 98 في المائة منها خلال مدة 15 يوما، فيما سددت الربع الأول من العام الحالي ما قوامه 23 مليار ريال، منها 87 في المائة خلال 30 يوما، ما يؤكد سرعة التنفيذ.
وأوضح في الوقت ذاته أن خفض صادرات النفط سيكون له تأثير على الناتج المحلي الإجمالي مع تداعيات الفيروس بعد أن كانت من 170 دولة أشار لها صندوق النقد الدولي بنمو الناتج المحلي الإجمالي للعام الجاري 2020، مشددا على أن بلاده لديها القدرة المالية على التعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية الناجمة عن تفشي فيروس «كورونا» المستجد.



صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.