«حكومة وحدة» في إسرائيل لمواجهة «كورونا»

ستكون الأضخم في التاريخ بـ36 وزيراً

الرئيس الإسرائيلي (إلى اليمين) يجمع بين نتنياهو وغانتس في سبتمبر الماضي (د.ب.أ)
الرئيس الإسرائيلي (إلى اليمين) يجمع بين نتنياهو وغانتس في سبتمبر الماضي (د.ب.أ)
TT

«حكومة وحدة» في إسرائيل لمواجهة «كورونا»

الرئيس الإسرائيلي (إلى اليمين) يجمع بين نتنياهو وغانتس في سبتمبر الماضي (د.ب.أ)
الرئيس الإسرائيلي (إلى اليمين) يجمع بين نتنياهو وغانتس في سبتمبر الماضي (د.ب.أ)

بعد أزمة سياسية طويلة الأمد شهدتها إسرائيل، توصل رئيس الوزراء الإسرائيلي وزعيم تكتل اليمين، بنيامين نتنياهو، ورئيس الكنيست زعيم حزب الجنرالات «كحول لفان»، بيني غانتس، مساء أمس (الاثنين)، إلى اتفاق وقّعا عليه، لتشكيل حكومة وحدة بينهما، سميت «حكومة طوارئ قومية». وستكون هذه الحكومة برأسين، رئيس حكومة ورئيس حكومة بديل، بحيث يبدأ بها نتنياهو ويحل محله غانتس بعد سنة ونصف السنة.
وبحسب مراجعة أولية للاتفاق، يتضح أن مكافحة «كورونا» وتبعاتها الاقتصادية ستكون على رأس الاهتمام، حالياً، لكن في مطلع شهر يوليو (تموز) المقبل، سيكون بمقدور نتنياهو أن يطرح على الحكومة والكنيست (البرلمان)، مشروع قانون يتم بموجبه فرض السيادة الإسرائيليّة على المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، وضم منطقتي غور الأردن وشمالي البحر الميت إلى إسرائيل. كما اتفقا على إبقاء «قانون القومية» بصيغته الحالية، وإضافة بند يضمن المساواة للمواطنين العرب في قانون آخر.
وستكون هذه أضخم حكومة في تاريخ إسرائيل؛ إذ ستبدأ بـ32 وزيراً و16 نائب وزير، وستصل إلى 36 وزيراً لاحقاً. وستكون مدة هذه الحكومة 3 سنوات، نصفها الأقل برئاسة نتنياهو، نصفها الآخر برئاسة غانتس. ويكون فيها رئيس حكومة وبديل عن رئيس حكومة. وقد اختيرت هذه الصيغة بغرض الالتفاف على المحكمة العليا، ومنعها من التدخل لمنع نتنياهو من الاستمرار في الحكومة في النصف الآخر من دورتها. واتفق نتنياهو وغانتس على أن يمددا فترة الحكومة من 3 سنوات إلى 4.5 سنة، في حال نجحت التجربة. لكن في حال فشلت التجربة بسبب عدم التفاهم أو بسبب تدخل المحكمة العليا، فسيفرط الاتفاق ويتم حل الكنيست والتوجه لانتخابات جديدة.
ويتضح من التفاصيل، أن نتنياهو حقق في هذا الاتفاق معظم مطالبه السياسية والشخصية، فقد حصل على حق ضم المناطق الفلسطينية من جهة، وتمسك بقانون القومية من جهة أخرى. وفي المجال القضائي تم ترتيب لجنة تعيين القضاة بضمان أكثرية لليمين، وهو ما اعتبره المعارضون عبثياً، حيث إن «نتنياهو سوف يعين القضاة الذين سيبتون في أمره، عندما يستأنف الحكم إلى المحكمة العليا».
وقال نتنياهو في تدوين نشره بعد الاتفاق «لقد وعدت مواطني الدولة بتشكيل حكومة طوارئ وطنية لتعمل على إنقاذ حياة ومصادر الأرزاق للمواطنين، وسأواصل عمل كل ما هو مستطاع من أجل موطني الدولة جميعاً». وكتب غانتس في حسابه على «تويتر» فور التوقيع «منعنا انتخابات رابعة. سنحافظ على الديمقراطية. سنحارب (كورونا). هنالك حكومة طوارئ وطنية. سنهتم بجميع مواطني الدولة».
وقال يريف لفين، وزير السياحة، الذي سيفقد منصبه الوزاري مع أنه كان مفاوضاً رئيسياً مع حزب غانتس «لقد أقمنا حكومة طوارئ، وهذا هو الأمر الصحيح في الوقت الصحيح. نحن في حاجة إلى وحدة لكي نجابه التحديات، من (كورونا) إلى الوضع الاقتصادي، ونحقق انطلاقة تاريخية في الموضوع السياسي، ضم المناطق وفرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات».
وتعقيباً على الإعلان عن تشكيل الحكومة، قال رئيس القائمة المشتركة، النائب أيمن عودة، إن ما وصفها بـ«حكومة الاستسلام» التي تجمع غانتس ونتنياهو، تعد بمثابة صفعة لأغلبية المواطنين الذين خرجوا مرة تلو الأخرى إلى صناديق الاقتراع لتنحية نتنياهو. وأضاف، أن غانتس لم يتسم بالجرأة اللازمة لتحقيق الانتصار واختار بدلاً من ذلك اضفاء صبغة الشرعية على ضم الأراضي والعنصرية والفساد. وقال رفيق غانتس السابق في «كحول لفان»، يائير لبيد «نتنياهو أصبح اليوم ليس فقط متهماً بالفساد، بل مسؤولاً عن القضاة الذين يحاربون الفساد. لا يوجد أمر عبثي أكثر من هذا». وقال زميله عوفر شلح «هذا يوم أسود في تاريخ إسرائيل. فالجنرال غانتس رضخ أمام الفاسد نتنياهو».
وسيكون هذا الاتفاق بداية لمسار طويل يتوقع أن يستغرق أسبوعين إضافيين حتى يتم تشكيل الحكومة رسمياً. ففي البداية، يجب التوجه إلى رئيس الدولة وتسليمه قائمة بأسماء أكثر من 61 نائباً يؤيدون تشكيل هذه الحكومة. وبعدها سيتفرغ نتنياهو لإرضاء رفاقه في حزب الليكود. فقد اتضح أن نصف عدد الوزراء الحاليين سيفقدون مناصبهم الوزارية. وينوي نتنياهو منح منصب نائب وزير أو سفير في الأمم المتحدة وموسكو ولندن، لوزراء آخرين.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.