واشنطن ترحب بتبادل الأسرى في أفغانستان

مبعوثها دعا إلى «تسريع الجهود» لتجسيد اتفاق السلام

TT

واشنطن ترحب بتبادل الأسرى في أفغانستان

رحبت الولايات المتحدة، على لسان مبعوثها الخاص إلى أفغانستان، بأول تبادل للأسرى بين حركة «طالبان» والحكومة الأفغانية، ودعت إلى «تسريع الجهود» لتجسيد اتفاق السلام المبرم في 29 شباط (فبراير) الماضي. وجاء هذا الموقف غداة إفراج حركة «طالبان» أول من أمس عن 20 عنصراً من القوات الأمنية الأفغانية كانوا أسرى لديها، وذلك بعدما أفرجت الحكومة الأفغانية الأسبوع الماضي عن مئات الأسرى من المتمردين.
وكتب زلماي خليل زاد الذي تفاوض على الصفقة، في تغريدة أمس، أن «تبادل الأسرى خطوة مهمة في عملية السلام والحد من العنف». ودعا الطرفين إلى «تسريع الجهود لتحقيق الأهداف المنصوص عليها في الاتفاق بين الولايات المتحدة و«طالبان» بـ«أسرع وقت ممكن»، مشيراً إلى أن تبادل الأسرى الآن أهم من أكثر وقت مضى بسبب التهديد الذي يشكله انتشار فيروس كورونا المستجد.
ووقعت واشنطن مع «طالبان» اتفاقاً في 29 فبراير (شباط) في الدوحة تعهدت الولايات المتحدة بموجبه بسحب القوات الأجنبية من أفغانستان خلال 14 شهراً، شرط أن تبدأ الحركة مفاوضات مع كابل بشأن مستقبل البلاد مع ضمانات أخرى. ويقضي الاتفاق الذي لا تشكّل الحكومة الأفغانية طرفاً فيه، بمبادلة خمسة آلاف من عناصر «طالبان» المسجونين بألف من أفراد قوات الأمن الأفغانية، وهو ما كان يشكل نقطة أساسية في الاتفاق الثنائي. وكان يفترض أن يحصل الإفراج عن الأسرى بحلول 10 مارس (آذار)، ما يتيح المجال أمام بدء محادثات بين «طالبان» والحكومة الأفغانية، إلا أن العملية شابتها مشاكل. فقد أعلنت كابل أن «طالبان» تطالب بالإفراج عن 15 «من كبار قادتها»، فيما اتهم المتمردون الحكومة الأفغانية بإضاعة الوقت بشكل غير مبرر. والتقى وفد من «طالبان» الحكومة الأسبوع الماضي، لبحث صفقة شاملة لتبادل الأسرى، لكنه انسحب من المحادثات بعدما بدأ مسؤولون بالإفراج عن أسرى تدريجياً فقط.
وأفرجت «طالبان» عن 20 سجيناً من القوات الأفغانية أول من أمس، بعد إلغاء المتمردين اجتماعات في هذا الشأن مع الحكومة الأسبوع الماضي. وأكد رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أفغانستان خوان بيدرو شيرير مساء أول من أمس، في تغريدة: «لقد سهلنا الإفراج عن 20 عنصراً من قوات الدفاع والأمن الأفغانية الذين احتجزتهم (طالبان) ونقلتهم إلى مكتب الحاكم في قندهار».
وأعلنت السلطات الأفغانية أنها أفرجت حتى الآن عن 300 معتقل من حركة «طالبان» لا يشكلون خطراً كبيراً، بعدما تعهدوا بعدم العودة إلى القتال، مشيرة إلى أنها أخذت بالاعتبار في قرارها أعمارهم وصحتهم ومدة عقوبتهم المتبقية. وبين الذين أفرج عنهم شمس الرحمن (26 عاماً) من إقليم باغرام في ولاية بروان قرب كابل. وقال إنه تم الإفراج عنه من سجن باغرام الأربعاء الماضي بعدما أمضى عقوبة أكثر من 5 سنوات كان فيها في السجن إلى جانب مقاتلي تنظيم «داعش» وعناصر من «طالبان» وتجار مخدرات. ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية الأربعاء قوله: «أعطانا مسؤولو السجن ثياباً جديدة وتم الإفراج عني مع 99 سجيناً آخر، وأعطونا 5 آلاف ورقة أفغاني (65 دولاراً) نقداً». وقالت السلطات المحلية إن شمس الرحمن كان من عناصر «طالبان»، رغم أنه ينفي أي علاقة له بالحركة. وأضاف: «السنوات الـ19 الماضية من الحرب أثبتت أنه لا يمكن أن ينتصر أحد عبر الحرب»، موضحاً: «كل الأفغان يجب أن يعيشوا في وحدة وسلام، ويجب أن تتوقف إراقة الدماء. لقد قدمنا كثيراً من التضحيات».
وتعد عملية إطلاق سراح السجناء خطوة حاسمة نحو استئناف المفاوضات حيال مستقبل البلاد بين كابل و«طالبان» في هذا البلد الذي دمرته الحرب لمدة 40 عاماً. وقالت حركة «طالبان»، التي تواصل هجماتها ضد القوات الأفغانية في جميع أنحاء البلاد إن قرارها الإفراج عن مجموعة من السجناء لا يعني استئناف المحادثات مع كابل.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».