ليبرمان: «الجنرالات» أضاعوا فرصة التخلص من نتنياهو

قال إنهم «سقطوا في أول اختبار سياسي»

جنرالات حزب «كحول لفان» يحيون جمهورهم بعد إقفال صناديق الاقتراع في 2 مارس الماضي (أ.ف.ب)
جنرالات حزب «كحول لفان» يحيون جمهورهم بعد إقفال صناديق الاقتراع في 2 مارس الماضي (أ.ف.ب)
TT

ليبرمان: «الجنرالات» أضاعوا فرصة التخلص من نتنياهو

جنرالات حزب «كحول لفان» يحيون جمهورهم بعد إقفال صناديق الاقتراع في 2 مارس الماضي (أ.ف.ب)
جنرالات حزب «كحول لفان» يحيون جمهورهم بعد إقفال صناديق الاقتراع في 2 مارس الماضي (أ.ف.ب)

هاجم وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، أفيغدور ليبرمان، قادة «حزب الجنرالات» بسبب اللجوء إلى تحالف مع تكتل اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو. وقال إنهم «متكبرون ومغرورون لا يسمعون النصيحة من السياسيين المجرّبين، ولذلك فقد سقطوا في أول اختبار سياسي لهم».
وقال ليبرمان، في مقابلة مع صحيفة «معاريف» العبرية، إن الجنرالات «أضاعوا فرصة التخلص من حكم نتنياهو. وبغياب الحكمة السياسية تحولوا إلى أداة لخدمة مصلحته الشخصية وتهربه من المحاكمة». وأعرب عن اعتقاده بأن نتنياهو لا يمكن أن يسلّم الحكم لغانتس بعد سنة ونصف السنة، وفقاً لاتفاق الائتلاف الحكومي بينهما. وأنه «إذا أقام حكومة معهم أصلاً، فإنه سينكّل بغانتس ويجعل حياته مرّة، وسيسعى لفك الائتلاف والتوجه إلى انتخابات رابعة تتيح له إقامة حكومة يمين تمرر مجموعة من القوانين التي تمنع محاكمته».
وكان ليبرمان، زعيم حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو»، يتحدث في وقت بدا فيه أن مفاوضات تشكيل الحكومة قد فشلت، لأن نتنياهو تراجع في اللحظة الأخيرة عن اتفاقه مع غانتس. فقد قرر إعادة فتح بندين في الاتفاق؛ الأول يتعلق بضم أراضي غور الأردن وشمالي البحر الميت وفرض السيادة الإسرائيلية عليهما وعلى المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، فطلب أن يبدأ بحث الأمر فوراً وليس في شهر يوليو (تموز) المقبل. والثاني يتعلق بمطلب الليكود فرض حق الفيتو على تعيين القضاة في المحكمة العليا. وقد اتفق نتنياهو وغانتس على استئناف المفاوضات من جديد بعد عيد الفصح.
ولفت ليبرمان إلى أن هدف نتنياهو حالياً هو الانتهاء من فترة تكليف غانتس برئاسة الحكومة، بعد 3 أيام، وعندها سيبقي الجنرال غانتس مجرداً من السلاح؛ «فإما أن يوجه له ضربة قاضية ويتوجه لانتخابات، وإما أن يدخله إلى حكومته عارياً، فيتجبر عليه ويتلذذ بمعاناته، حتى يخسر كل رصيده الجماهيري». وتابع القول: «لن أفاجأ إذا رأيت حزب غانتس محطماً في الانتخابات المقبلة، ولا يعبر نسبة الحسم».
وروى ليبرمان كيف حاول إنقاذ الحلبة السياسية الإسرائيلية والحفاظ على قوة حزب الجنرالات والوصول إلى الحكم: «اجتمعت مع قادة الحزب الأربعة؛ بيني غانتس وغابي أشكنازي وموشيه يعلون ويائير لبيد، واتفقنا على مسار محدد يجعلنا نترجم نتيجة الانتخابات إلى فعل واقعي. فالتكتل الذي يقوده نتنياهو حصل على 58 مقعداً، من مجموع 120. وهذه ليست أكثرية. قلت لهم إنني أعرف نتنياهو أكثر منهم. فهو لا يفهم سوى لغة القوة. واتفقنا على أن المصلحة تقتضي تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية تجمع القوتين السياستين الكبريين، معنا أو من دوننا.
ولكي تكون هذه حكومة ثابتة ومتوازنة، يجب أن نقوي مركزنا في المفاوضات. نتنياهو يحكم سيطرته على الحكومة، ونحن نضمن إحكام سيطرتنا على الكنيست (البرلمان الإسرائيلي). ننتخب رئيساً للكنيست منا، وكذلك رؤساء للجان الأساسية؛ المالية والأمن والخارجية ولجنة النظام، وإن أمكن لجنة القضاء والدستور.
ونطرح على جدول أعمال الكنيست تلك القوانين التي يرتعب منها نتنياهو، وأهمها منع نائب متورط في لائحة اتهام من تشكيل حكومة. بهذه القوة كنا سنفرض على نتنياهو القبول بالوحدة، لكن على أسس سليمة، وليس كما هي الحال اليوم في حكومة (المسخرة)»؛ على حد قوله.
وأوضح ليبرمان أن ما منع نجاح الخطة هو «غطرسة الجنرالات». وقال: «لديهم فائض من الثقة بالنفس. يحسبون أنهم يعرفون كل شيء. تنقصهم التجربة، وتوجد لديهم سذاجة سياسية مذهلة. ولو توفر لديهم قسط من الحكمة لكانوا سلموني مفاتيح إدارة هذه المفاوضات، باسمي وباسمهم.
لكنهم أحاطوا أنفسهم بثلة من الانتهازيين الذين لم يدركوا أن نتنياهو عبارة عن ماكينة كذب مشحمة، لا يتورع عن أي شيء. حذرتهم من أنهم يقودون أنفسهم إلى فشل تاريخي، بحيث ينساقون إلى انتخابات لن يعبروا فيها نسبة الحسم. ثم كذبوا عليّ وأداروا مفاوضات من وراء ظهري، وفاجأونا جميعا بأن وقعوا في فخ نتنياهو، ففككوا الحزب إلى أحزاب عدة، وحطموا قوتهم الجماهيرية الكبيرة. والآن بدأوا يدفعون الثمن».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.