اتفق مسؤولون في الأندية السعودية على أن التدريبات المنزلية التي يؤديها اللاعبون لا تفي بالفائدة ذاتها التي تتحقق من خلال التدريبات الجماعية على أرض الملعب، أو حتى في الصالات المغلفة، إلا أنهم أكدوا في الوقت نفسه ضرورة التعايش مع الظرف الحالي الذي تعيشه كافة دول العالم من أجل التغلب على فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19).
ومع ازدياد المصاعب نحو تحقيق نسبة من الفائدة بدلاً من أن تكون التدريبات المنزلية عديمة الفائدة، يرى مختصون في المجال النفسي والذهني والبدني أن هناك خيارات موجودة يمكن الاستفادة منها من قبل اللاعبين تحديداً، وخصوصاً أن معظمهم خاض مباريات رسمية مع فرقهم في الدوريات المختلفة هذا الموسم، قبل فترة التوقف الإجبارية.
بداية، يرى البروفسور فوزي الجاسر، استشاري جراحة العظام في كلية الطب بجامعة الملك سعود، أن اللاعب يمكنه أن يتابع المباريات التي شارك فيها بدوري هذا الموسم أو بالمسابقات الأخرى، من أجل أن يكون حضوره الذهني أكثر مما هو عليه في حال اكتفى بالتدريبات اليومية المنزلية بشكل فردي.
وأضاف البروفسور الجاسر، وهو مختص أيضاً في جراحة المفاصل والإصابات الرياضية، أن التركيز الذهني يأتي ضمن مجموعة من الأمور التي يمكن أن تقي اللاعب من الإصابات السريعة والمباشرة؛ حيث يتوجب أن يكون الغذاء مناسباً، وأن يتجنب السهر، وخصوصاً في هذه الفترة.
وأشار إلى أهمية أن يستعد اللاعبون لحجم ضغوطات عالٍ جداً في الفترة القادمة في حال استئناف الدوري متأخراً، ليكون متقارباً مع بدء الموسم المقبل، مشدداً على أهمية أن يكون التركيز الذهني حاضراً بقوة في الفترة الحالية والقادمة، من خلال عدم الاكتفاء بالتدريبات المنزلية والانتظام في الغذاء، ومراعاة أن يكون الجانب الذهني موجوداً.
وبيَّن أن حساسية الكرة تحتاج إلى فترة زمنية تصل إلى شهر على الأقل بعد العودة للتدريبات الجماعية؛ حيث إن الشرود الذهني للاعب يجعله معرضاً بشدة للإصابات.
واعتبر الجاسر أن الضغط الكبير المنتظر على اللاعبين، وخصوصاً النجوم، مع الخطوات الأخيرة بدوري هذا الموسم في كافة الدرجات، يجعلهم معرضين لمخاطر أكبر من التعرض للإصابات.
وأضاف أن هناك لاعبين لهم وزنهم في أنديتهم، وينتظر منهم الشيء الكثير، ليس على مستوى الأندية فحسب، بل حتى على مستوى المنتخب، ولذا من المهم أن يكون في وضع أفضل من الناحية البدنية، وعلى الأندية أيضاً -وتحديداً على المدربين- أن يعملوا من الآن على مبدأ التدوير للاعبين لتخفيف الضغوط عليهم وحمايتهم من الإصابات التي تهددهم بشكل كبير.
وشدد على أهمية رفع الضغوط النفسية على اللاعبين من أجل تحقيق كل شيء؛ حيث إن المهم أن يتم تحديد أهداف معينة، وعدم جعل جميع البطولات تمثل أهدافاً لهذه الأندية، وتشديد الضغط على اللاعبين في ظل تأجيل منافسات كروية على مستوى المنتخبات الوطنية، ومن بينها تصفيات كأس العالم، وأولمبياد طوكيو الذي سيشهد في نسخته القادمة المؤجلة لعام 2021، مشاركة المنتخب الأولمبي السعودي لكرة القدم.
من جانبه، أوضح حسن عبد المحسن الجبر، مشرف كرة القدم في نادي الفتح، أن البرنامج المنزلي للاعبين لا يمكن أن يحقق الأهداف التي تعادل التدريبات الجماعية، إلا أنها باتت حلاً بسيطاً في ظل الوضع الراهن الذي يعيشه العالم نتيجة انتشار عدوى فيروس «كورونا»، والإجراءات الاحترازية السعودية من أجل منع انتشاره.
وأكد الجبر أن الجانب الطبي والبدني مستمر طوال العام في نادي الفتح؛ حيث إن هناك أيضاً فترة الصيف الطويلة، ومن المهم أن يحافظ اللاعب على وزنه ولياقته، ويكون مستعداً للعودة للتمارين، ويكون جاهزاً ذهنياً؛ حيث إن هذا الظرف الطارئ يمكن أن ينطبق على فترة الصيف بين كل موسمين؛ والتواصل دائم، ليس في الفريق الأول فقط؛ بل في جميع الفئات السنية.
من جانبه، يرى ناصيف البياوي مدرب فريق العدالة، أن التدريبات المنزلية ليس لها من الفوائد التي تذكر إلا أنها أفضل من الركون التام، في ظل هذه الأزمة التي يعاني منها العالم بسبب جائحة «كورونا».
وأكد البياوي على أهمية أن يكون هناك جانب ذهني للاعبين على الدوام، ومنه متابعة المباريات التي خاضها اللاعب من أجل الاستفادة أيضاً من الإيجابيات والسلبيات؛ خصوصاً أن الفترة القادمة تحتاج إلى تركيز عالٍ، ومن المهم على اللاعب أن يدرك أن هناك ضغوطاً كبيرة عليه من الناحية البدنية وحتى النفسية، من أجل تحقيق الأهداف الموضوعة من قبل إدارة كل نادٍ.
وأخيراً، يرى الدكتور عبد العزيز السلمان، أستاذ الإدارة وعلم النفس الرياضي المساعد في جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل بالدمام، أن اللاعب يجب أن يكون في حالة ذهنية دائمة في حالة أداء التمارين، سواء المنزلية أو الجماعية؛ لأنه يسير وفق إطار محدد؛ من حيث التطبيق للنهج الموضوع له بهذا الخصوص.
وبين السلمان أن الجانب النفسي مهم في سبيل تحقيق اللاعب المطلوب منه؛ وتقع مشاهدة المباريات التي شارك فيها سابقاً ضمن هذا الإطار، من أجل الاستفادة منها ورسم طريق للسير عليه في الفترة القادمة، التي ستشهد بشكل كبير ضغطاً للمباريات في حال عدم اتخاذ قرار بإلغاء هذا الموسم، وهو أمر مستبعد كما يتضح من خلال المسؤولين في اتحاد كرة القدم؛ خصوصاً مع دخول الدوري وبطولة كأس الملك منعطف الحصاد.
اللاعبون السعوديون مطالبون بـ«الموازنة» بين الحضور الذهني والجاهزية البدنية
أجمعوا على ضرورة الاستعداد لـ«ضغوط» استئناف الدوري
اللاعبون السعوديون مطالبون بـ«الموازنة» بين الحضور الذهني والجاهزية البدنية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة