قضيتا غور الأردن والمستوطنات تعرقلان تشكيل الحكومة الإسرائيلية

استمرار الخلافات حول عدد الوزراء وتوزيع الحقائب

الرئيس الإسرائيلي ووزير خارجية حكومة تسيير الأعمال خلال اجتماع عبر الفيديو الاثنين لمناقشة مواجهة {كورونا} (د.ب.أ)
الرئيس الإسرائيلي ووزير خارجية حكومة تسيير الأعمال خلال اجتماع عبر الفيديو الاثنين لمناقشة مواجهة {كورونا} (د.ب.أ)
TT

قضيتا غور الأردن والمستوطنات تعرقلان تشكيل الحكومة الإسرائيلية

الرئيس الإسرائيلي ووزير خارجية حكومة تسيير الأعمال خلال اجتماع عبر الفيديو الاثنين لمناقشة مواجهة {كورونا} (د.ب.أ)
الرئيس الإسرائيلي ووزير خارجية حكومة تسيير الأعمال خلال اجتماع عبر الفيديو الاثنين لمناقشة مواجهة {كورونا} (د.ب.أ)

اعترف مسؤول كبير في حزب الليكود، أمس (الثلاثاء)، بأن خلافات كبيرة نشأت بين أطراف الائتلاف الجديد بين اليمين و«كحول لفان»، أدت إلى تعثر الجهود لتشكيل حكومة وحدة.
وتتركز هذه الخلافات ليس فقط في توزيع المقاعد الوزارية، بل أيضاً في الموضوع السياسي، إذ إن «الليكود» يصر على سن قانون بضم غور الأردن وشمال البحر الميت، إضافة إلى فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات، بينما يطلب الطرف الآخر تأجيل ذلك إلى المفاوضات مع الفلسطينيين.
وكان من المفترض أن يلتقي رئيس «كحول لفان»، بيني غانتس، ورئيس الحكومة زعيم «الليكود»، بنيامين نتنياهو، مساء أول من أمس، الاثنين، بهدف تسوية الخلافات، لكن اللقاء تعثر، بعد أن دخل نتنياهو إلى حجر صحي منزلي، للاشتباه في إصابته بفيروس كورونا. وذكرت مصادر في مكتب نتنياهو، أن فحصاً أظهر عدم إصابته بالفيروس، لكنه سيضطر إلى العزل أسبوعاً حتى يتم فحصه مرة أخرى. وعملت طواقم الطرفين على إيجاد حلول، لكن المسؤول في «الليكود» توقع أن يتأخر الإعلان عن إنجاز الاتفاق عدة أيام إضافية.
كما اتضح أنه يخشى من أن نواباً تابعين له ويعدون على اليمين، سيشكلون أكثرية 61 نائباً مع تكتل اليمين، فيتخذون قرارات يمينية متطرفة خلال الدورة المقبلة، تمنع إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين حول صفقة القرن. ولذلك، هو يصر على الاتفاق سلفاً في القضايا السياسية الكبرى ووضعها في قانون لا يجوز تغييره.
واستمرت الخلافات أمس، حول عدد الوزراء وكيفية توزيع الحقائب الوزارية. فالاتجاه الذي ظهر في مسودة الاتفاق بتوسيع صفوف الحكومة إلى 34 وزيراً يلقى معارضة واسعة في الشارع الإسرائيلي، وأيضاً في صفوف الأحزاب نفسها. ويقول المعارضون إن «إسرائيل تعاني أزمة مالية كبرى من جراء شل الحركة الاقتصادية بسبب كورونا، وإن توسيع الحكومة سيزيد من المصاريف. ويجري التفاوض على إقناع الحزبين الأكبرين بتقليص عدد الوزراء من جديد».
لكن، ومن دون تقليص عدد الوزراء، يوجد عدد كبير من وزراء «الليكود» وحزب «يمينا» المتطرف، يرون أنفسهم خارج الحكومة، وقد بدأوا ينتظمون في حملات احتجاج ضد نتنياهو. وظهر أن رئيس الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، يولي إدلشتاين، يرفض التنازل عن منصبه في الدورة المقبلة ويصر على إعادته للمنصب، علماً بأن «كحول لفان» يعتبره خطاً أحمر ويرفض تشكيل حكومة من دون تعيين رئيس آخر سواه، من «الليكود». وقد حاول نتنياهو إقناعه بتولي منصب وزير خارجية، تعويضاً له، لكنه رفض. ويخشى نتنياهو أن يؤدي هذا الرفض إلى تشكيل معارضة له داخل حزب «الليكود»، من أدلشتاين وجدعون ساعر وغيرهما.
وتبين أن جابي أشكنازي، الذي اتفق على توليه وزارة الخارجية، رفض المنصب ويطالب اليوم بوزارة الصحة، لكي يتولى علاج مكافحة كورونا. ولكن نتنياهو يرفض ذلك، لأنه يقدر بأن معالجة الفيروس ستنجح وهو يريد أن يؤدي النجاح لزيادة رصيده هو، ولا يريد شركاء في ذلك النصر. ولذلك فهو يصر على إبقاء المنصب بيدي يعقوب ليتسمان، زعيم حزب «يهدوت هتوراة» لليهود المتدينين الأشكناز، الذي يشغل المنصب منذ 10 سنوات.
كما اتضح أن حزب الليكود تراجع عن موافقته على تعيين النائب آفي نيسانكورين، من «كحول لفان»، وزيراً للقضاء. فقد رأى أن نيسانكورن هو من أصحاب فكرة الإبقاء على استقلالية جهاز القضاء وفكرة سن قوانين تضيق على نتنياهو في إدارة معركته القضائية في قضايا الفساد. ويرفض غانتس التراجع عن هذا التعيين.
ولكن، وعلى الرغم من هذه العراقيل، يؤكد مقربون من نتنياهو وغانتس أن قطار الوحدة قد انطلق ولا مجال لإعادته إلى الوراء.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.