نتنياهو يأمر بفتح خندق القيادة الحربية السري في باطن جبال القدس الغربية

بعد تفاقم «كوفيدـ19» في إسرائيل وارتفاع الإصابات إلى 3035 حالة

نتنياهو يأمر بفتح خندق القيادة الحربية السري في باطن جبال القدس الغربية
TT

نتنياهو يأمر بفتح خندق القيادة الحربية السري في باطن جبال القدس الغربية

نتنياهو يأمر بفتح خندق القيادة الحربية السري في باطن جبال القدس الغربية

مع تفاقم فيروس كورونا في إسرائيل، وارتفاع عدد الوفيات منه إلى 12 حالة، حتى مساء أمس (الجمعة)، والضغوط الشعبية لتسليم الجيش إدارة المعركة ضد الفيروس، أمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بفتح خندق القيادة المركزية السري الذي بني ليستخدم في وقت الحروب الكبرى.
وقالت مصادر سياسية إن هذا الخندق بني في باطن جبال القدس، والوصول إليه مستحيل لغير المعنيين أو غير المكلفين بمهمات. وقد بدأ بناؤه في سنة 2000، وتم العمل فيه على مدار الساعة حتى 2003، ليكون مقراً آمناً لرئيس الحكومة، وكل من يحتاج إليه من قيادات عسكرية وسياسية وإدارية، في أوقات الحروب أو حالات الطوارئ القصوى، مثل الهزات الأرضية، والحروب غير التقليدية، الكيماوية أو البيولوجية أو النووية، في حال وقوعها. وهو أحد أكثر المواقع سرية، ويسمى «مركز التحكم الإسرائيلي القومي»، ويضم غرف راحة ومكاتب، وغرف جلسات وقاعات، وفيه مركز سيطرة وتحكم بأجهزة إلكترونية تنقل صوراً ضخمة مباشرة من أي مكان تقع فيه أي أحداث.
وأثار قرار فتح الخندق عدة تساؤلات في إسرائيل: إن كانت محاربة كورونا تحتاج إلى ذلك أم أن في الأمر تخطيط حربي آخر. إلا أن مصادر سياسية رأت أن فتح الخندق ينسجم مع طريقة نتنياهو في إدارة الأزمات، فهو يوحي للناس بأن كورونا هي حدث جلل يحتاج إلى التعامل معه بكل جدية وخطورة.
وفي غضون ذلك، ارتفع عدد الوفيات جراء فيروس كورونا المستجد في إسرائيل، حتى مساء أمس الجمعة، إلى 12 وفاة، بزيادة اثنين عن يوم الخميس. وتوفي مسن مريض بعدة أمراض مزمنة (73 عاماً) بعد ظهر أمس، متأثراً بإصابته بالفيروس، وكان يرقد في مستشفى «رمبام» في حيفا. كما توفيت مريضة في مستشفى «هشرون»، عمرها 76 عاماً، كانت تعاني في الأصل من أمراض مزمنة. وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية عن ارتفاع عدد المصابين بكورونا إلى 3035، بينهم 49 حالة خطيرة، و60 حالة متوسطة، و2838 حالة طفيفة. وبالمقابل، تماثل 79 شخصاً للشفاء. وفي رام الله، أفاد المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية، إبراهيم ملحم، بتسجيل 7 إصابات جديدة في فلسطين، 5 منها في قرية بدو شمال غربي القدس، وإصابتان جديدتان في قرية أرطاس جنوب بيت لحم، ليرتفع بذلك إجمالي الإصابات منذ وصول الوباء إلى فلسطين إلى 91 إصابة، تعافى منها 17 مصاباً في محافظة بيت لحم، وإصابة واحدة لطبيب في مدينة الخليل. وقد سجلت حالة وفاة واحدة لسيدة ستينية في قرية بدو شمال غربي القدس يوم 25 من الشهر الحالي.
وقال المتحدث إن من بين المصابين السبعة طفلين؛ أحدهما رضيع وعمره عامان، والثاني 10 أعوام، إضافة إلى شابين عشرينيين وشخص خمسيني، وقد نقلوا جميعاً إلى فندق الكرمل في رام الله للحجر الصحي، بينما نقل الرجل الخمسيني إلى مستشفى «هوغو تشافيز» في ترمسعيا.
وفي بيت لحم، أصيب عامل يعمل في كراج للحافلات الإسرائيلية في مستوطنة أفرات، وأصيبت والدته التي ذكر خطأ أنها تعمل في إحدى المستوطنات في المنطقة، وتبين لاحقاً أنها ربة منزل غير عاملة، ويعتقد أن العدوى نقلت إليها من ابنها. ونفى المتحدث الرسمي إشاعات راجت صباح اليوم عن تسجيل 55 إصابة جديدة في قطاع غزة. وكان المختبر المركزي لوزارة الصحة قد أجرى منذ ظهور الفيروس في فلسطين5217 فحصاً لمشتبه بإصابتهم بالمرض، أظهرت النتائج أن معظم تلك العينات سلبية، باستثناء 91 عينة إيجابية، أي مصابة بالمرض.
وأظهرت دراسة فلسطينية شملت كثيراً من العينات في مختلف مدن فلسطين أن 49 في المائة من الفلسطينيين يشعرون بعدم الأمان جراء انتشار فيروس كورونا، فيما أظهر 79 في المائة منهم الخوف من فقدان أحد الأقارب جراء الفيروس. وجاء في الدراسة التي أعدها الخبيران رشيد عرار وتيسير عبد الله أن 45 في المائة من أفراد المجتمع الفلسطيني أفادوا بأنهم يلتزمون بجميع التدابير الوقائية والتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة بدرجة كبيرة، و38.5 في المائة بأنهم التزموا بتلك التدابير بدرجة متوسطة، في حين أن 16.6 في المائة لا يلتزمون بالتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة كما يجب، وهي نتائج تثير القلق، مما يستدعي إجراءات أكثر شدة من قبل الحكومة.
ومن جهته، أكد أمين عام اتحاد نقابات عمال فلسطين، شاهر سعد، بذل جهود كبيرة لتأمين عودة قرابة 35 ألف عامل في إسرائيل «بعد تنكر سلطات الاحتلال لتوفير أدنى مقومات الحياة لهم، في ظل انتشار وباء (كورونا)». وأوضح سعد أن ما تعرض له عشرات العمال الفلسطينيين من قبل مشغليهم الإسرائيليين، وإلقائهم على الحواجز العسكرية، جعلهم يعكفون على تأمين عودتهم إلى منازلهم بأسرع وقت ممكن لحمايتهم. وأفاد بأن قرابة 35 ألف عامل فلسطيني (نصف عدد العمال) هم الآن في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، موضحاً: «نعمل على إرجاعهم إلى منازلهم بشتى الطرق من خلال المناشدات لهم، حماية لهم ولعوائلهم، لأن الاحتلال لم يفِ بوعده للسلطة الفلسطينية، حينما طلب بقاء العمال في أماكن عملهم، ولم يقدم لهم ما وعد به من أماكن مبيت لائقة، ولم يلتزم المشغل الإسرائيلي بتوفير أدنى مقومات الحياة الإنسانية لهم».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.