عباس يتهم حماس بتخريب المصالحة ومنع إحياء ذكرى رحيل عرفات

طالب نتنياهو بإبعاد المستوطنين عن الأقصى.. وحذره من جر المنطقة إلى حرب دينية

فلسطينية تحمل صورة الزعيم الراحل ياسر عرفات بمناسبة ذكرى مرور 10 سنوات على رحيله (أ.ف.ب)
فلسطينية تحمل صورة الزعيم الراحل ياسر عرفات بمناسبة ذكرى مرور 10 سنوات على رحيله (أ.ف.ب)
TT

عباس يتهم حماس بتخريب المصالحة ومنع إحياء ذكرى رحيل عرفات

فلسطينية تحمل صورة الزعيم الراحل ياسر عرفات بمناسبة ذكرى مرور 10 سنوات على رحيله (أ.ف.ب)
فلسطينية تحمل صورة الزعيم الراحل ياسر عرفات بمناسبة ذكرى مرور 10 سنوات على رحيله (أ.ف.ب)

شن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) هجوما، هو الأعنف منذ فترة طويلة ضد حركة حماس، واتهمها بالسعي إلى تخريب المشروع الوطني الفلسطيني وتخريب المصالحة، كما اتهم قادتها بالمسؤولية المباشرة عن تفجيرات قادة فتح في غزة، وقال إن تصرفاتها تعطل إغاثة المواطنين في غزة وعملية إعادة الإعمار، كما اتهمها بمنع إحياء الذكرى العاشرة لرحيل سلفه ياسر عرفات في قطاع غزة.
وقال عباس بهذا الخصوص: «لا أعرف ما هي المبررات التي تجعلهم يفجرون 15 منزلا من منازل لرجال فتح.. إن الذي ارتكب الجريمة هم قيادة حماس، وهم المسؤولون عن ذلك».
واتهم عباس قيادة حماس بأنهم لا يريدون مصالحة أو وحدة، وقال بهذا الخصوص: «هل الذي يقوم بهذه الأعمال يريد مصالحة أو وحدة؟ نحن اتفقنا أكثر من مرة في الدوحة والقاهرة وغزة على أننا سائرون في طريق المصالحة، وبعد أن شكلنا الحكومة خطفوا 3 إسرائيليين في الضفة.. فماذا يعني خطف 3 مستوطنين؟ إن هذا التصرف من أجل تخريب المشروع الوطني.. ولتدمير أهلنا في غزة وتدمير المشروع الوطني الفلسطيني». وأضاف عباس موضحا: «مثل هذه التصرفات لا توحي بأنهم يريدون مصالحة ووحدة، لكننا حريصون على المصالحة بين من هم في غزة والضفة ليبقى شعبنا موحدا، لكن مثل هذه الإجراءات تعطل إعادة الإعمار.. لماذا التخريب والتعطيل، الخاسر الوحيد هو الشعب».
وأكد عباس أنه همه الأول هو «إعادة الإعمار»، وقال إنه لا يملك أي أجندة أخرى سوى أن «تدخل الأموال للتخفيف عن الناس لإيجاد المأوى والملبس والماء، هذا همنا، وأتمنى أن يكون هذا همهم (حماس) أيضا، ولكن لا أعتقد ذلك».
وعلى الرغم من الهجوم الذي وصفته حماس بأنه غير مسؤول، تعهد عباس بالاستمرار «في المساعي لإنهاء الانقسام». وقال: «نحن قلنا للعالم أجمع عندما كانوا ينتقدوننا بسبب دخولنا في حوار مع حماس، وكنا نقول لهم: هؤلاء جزء من شعبنا وجزء من أهلنا، ولا بد أن نكون معا، فهم إخوتنا ولن نتنازل عنهم، وسيبقون جزءا من الشعب». من جانبها، استنكرت حماس أقوال الرئيس عباس، حيث وصف فوزي برهوم، المتحدث باسم حركة حماس، خطاب الرئيس بأنه «فئوي، حزبي، توتيري مقيت، وغير مسؤول». وأضاف برهوم: «بدل أن يوتر عباس الأجواء ويسممها في ذكرى رحيل الرمز أبو عمار، كنا نتوقع أن تكون كلمته في هذه الذكرى وطنية وحدوية، تدشن لمرحلة جديدة في المواجهة مع العدو، فإذا به يفتح النار على حماس وقياداتها ويضعها في مصاف العدو الإسرائيلي».
وكانت حماس قد منعت أمس أي مهرجانات بمناسبة ذكرى وفاة عرفات في غزة، وشوهدت صور كبيرة لعرفات ممزقة، في حين استدعى الأمن، الذي ما زال يخضع لحركة حماس، الكثير من أطر فتح للتحقيق. كما ألغت حركة فتح مهرجان عرفات في غزة، وذلك بعد سلسلة تفجيرات وتهديدات، وحملت حماس المسؤولية عن ذلك.
واستغل عباس خطابه لتحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي مرة ثانية من جر المنطقة إلى حرب دينية، وقال في هذا الصدد: «يخطئ قادة إسرائيل خطأ جسيما إذا اعتقدوا أن التاريخ يمكن أن يعود إلى الوراء، وأنهم يستطيعون اليوم فرض الأمر الواقع، وتقسيم المسجد الأقصى زمنيا ومكانيا، كما فعلوا في غفلة من الزمن بالحرم الإبراهيمي في الخليل، وسيتراجعون عن هذه الخطوة أيضا، لأنهم بأفعالهم هذه يقودون المنطقة والعالم إلى حرب دينية مدمرة، فلا العالم الإسلامي ولا العالم المسيحي سيقبل في يوم من الأيام المزاعم الإسرائيلية بأن القدس لهم، ولن يقبل أحد مسلم أو مسيحي أن تكون القدس إلا عاصمة لدولة فلسطين، ولن نقبل بأي ادعاءات مهما كان ذلك.. القدس هي عاصمتنا، ولا تنازل عنها».
ورد عباس على نتنياهو الذي اتهم المرابطين بالإرهاب والتحريض ضد إسرائيل قائلا: «كلنا مرابطون مع أبناء القدس.. يقولون من هم هؤلاء المرابطون؟ فنقول لهم إنهم أولئك الذين يجلسون في الأقصى وفي كنيسة القيامة ليصلوا وليحموها. فإذا اعتدي عليهم من أي جهة كانت، فإنه من حقهم أن يدافعوا عن أنفسهم، وأن يدافعوا عن مقدساتهم، نحن نطالبكم أن تبعدوا هؤلاء المستوطنين والمتطرفين وغيرهم من المسجد الأقصى، ومن مقدساتنا، ولن نسمح بأن تلوث مقدساتنا».
وبخصوص التحرك في مجلس الأمن أكد عباس من جديد أن مشروع قرار إنهاء الاحتلال سيقدم إلى المجلس هذا الشهر، كما أوضح أن العمل يجري في هذا الإطار «للانضمام لمختلف المنظمات الدولية». وقال موضحا: «بدأنا التوقيع يمينا وشمالا، لكن بكل عقلانية، وبدأنا بالذهاب إلى الجمعية العامة، وهذا الشهر قررنا أن نذهب إلى مجلس الأمن، وإذا لم يحصل فإننا سنوقع للانضمام إلى جميع المنظمات الدولية الأممية لنحمي شعبنا».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.