انقلابيو اليمن ينزفون في جبهات عدة

TT

انقلابيو اليمن ينزفون في جبهات عدة

أفادت مصادر عسكرية يمنية بأن الميليشيات الحوثية تكبدت عشرات القتلى والجرحى والأسرى من عناصرها، إضافة إلى معدات قتالية، خلال اليومين الأخيرين، في جبهات الجوف ومأرب والبيضاء، في ظل تقدّم مستمرّ للجيش الوطني في مختلف المواقع.
جاء ذلك في وقت نددت فيه الحكومة الشرعية ومنظمات حقوقية باستمرار الجماعة الموالية لإيران في استهداف الأحياء السكنية، بمدينة مأرب بالصواريخ الباليستية، ضمن سعيها الانتقامي لخسائرها في جبهات القتال.
وأكدت مصادر الإعلام العسكري للجيش اليمني أن عدداً من عناصر الجماعة قتلوا الأربعاء، وأصيب آخرون في عملية ناجحة للجيش في محافظة الجوف.
وذكر الموقع الرسمي للجيش (سبتمبر نت) أن قوات الجيش استدرجت عناصر الميليشيات الانقلابية في جبهة صبرين، التابعة لمديرية خب والشعف، وتمكنت من إلحاق خسائر كبيرة في صفوفهم، بما في ذلك أسر كثير منهم والاستيلاء على عربات قتالية.
وفي محافظة البيضاء، أفاد الموقع بأن قوات الجيش شنت، أول من أمس ( الأربعاء)، عملية عسكرية مباغتة، تمكنت خلالها من تحرير مساحات كبيرة في جبهة «قانية» وتطهير كثير من المواقع الاستراتيجية.
ونقل الموقع عن قائد اللواء «117 مشاة»، العميد أحمد حسين النقح، تأكيده أن «قوات الجيش تمكنت من تحرير مواقع التباب والسود، والمخابي، والخرابة، في منطقة اليسبل»، في ظل تواصل تقدم الجيش، وانهيار صفوف الميليشيات.
وكان العميد النقح أكد، في وقت سابق، أن الميليشيات تكبّدت خلال معارك مستمرة منذ يومين عشرات القتلى والجرحى، في صفوفها، بعد أن كسر الجيش هجومها في جبهة قانية، ودمّر كل النسقات البشرية التي دفعت بها، مؤكداً مصرع ما لا يقل عن 60 قتيلاً من عناصرها إلى جانب عشرات الجرحى والأسرى والجرحى.
في سياق ميداني متصل، أعلن الجيش اليمني إسقاط طائرة حوثية مسيرة في محافظة مأرب، أمس (الأربعاء)، أثناء تحليقها غرب المدينة، بالتوازي مع مقتل وجرح عدد من عناصر ميليشيات الحوثي، في مواجهات مستمرة بمديرية صرواح غرب المحافظة.
وكانت المواجهات اندلعت، مساء الاثنين، بعد محاولة ميليشيات الحوثي التسلل نحو مواقع في جبهات متفرقة بصرواح، إلا أن قوات الجيش اليمني رصدتها وأفشلتها، بإسناد من ضربات جوية لمقاتلات تحالف دعم الشرعية استهدفت مواقع وتجمعات للميليشيات في مناطق متفرقة من جبهة صرواح، ما أسفر عن تدمير معدات قتالية ومقتل من كانوا على متنها.
وقال المتحدث باسم الجيش اليمني العميد عبده مجلي في تصريحات رسمية إن القوات المسلحة اليمنية شنت، أول من أمس (الثلاثاء)، هجمات مباغتة على عدد من المواقع التي كانت تسيطر عليها ميليشيا الحوثي المتمردة، في جبهات صرواح والمخدرة وقانية.
وأكد العميد مجلي أن العمليات الهجومية تأتي رداً على تصعيد الميليشيا الحوثية، التي أكد أنها تكبدت خسائر كبيرة في الأروح والعتاد، بالإضافة إلى القبض على عدد من عناصرها.
وأشار متحدث الجيش اليمني إلى أن ميليشيا الحوثي قامت بإطلاق الصواريخ على الأحياء السكنية بمدينة مأرب، مما تسبب في مقتل عدد من المواطنين، بينهم أطفال ونساء، علاوة على تدمير عدد من المنازل والمحلات التجارية والسيارات.
من جهته، ندد وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني بالقصف الحوثي على حارة السلام في أحد أحياء مدينة مأرب، وقال في تصريحات رسمية إن «هذا الهجوم يؤكد استهداف الميليشيا الحوثية المتعمد لحياة ملايين اليمنيين من سكان المدينة والنازحين إليها من المحافظات الأخرى».
ولفت الإرياني إلى «استمرار صمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة على جرائم وانتهاكات الميليشيات الحوثية اليومية بحق المدنيين في مختلف المحافظات اليمنية»، وقال إن «ذلك يثير علامات استفهام، ويشكك في مصداقيتها لدعم استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب والتصدي للمشروع التوسعي الإيراني والجماعات الإرهابية، وعلى رأسها الميليشيا الحوثية».
في السياق نفسه، أدان مكتب حقوق الإنسان بمأرب، الهجوم الحوثي الأخير بعدد من صواريخ «الكاتيوشا» على حي الزراعة بمدينة مأرب، الذي أدى إلى إصابة 4 أشخاص وتدمير 12 منزلاً وعدد من المحلات التجارية.
وقال البيان المكتب الحقوقي الحكومي في بيان رسمي: «إننا ونحن ندين هذا الاستهداف الهمجي الذي يأتي ضمن قائمة طويلة من الأعمال الإجرامية الممنهجة التي تقوم به ميليشيا الحوثي ضد سكان المحافظة، نؤكد رصدنا عشرات الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال، قضوا خلال الأشهر الماضية بسبب سقوط عدد من الصواريخ التي أطلقتها الميليشيا على المدينة».
ودعا المكتب المنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى رصد وتوثيق هذه الانتهاكات، والتحقيق فيها بما يسهم في الحد منها، وتقديم مرتكبيها للعدالة.


مقالات ذات صلة

بن مبارك: الالتزامات الدولية تجاه اليمن تشمل المجالات الأمنية والدفاعية

خاص رئيس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك خلال لقاء سابق مع السفيرة البريطانية لدى اليمن (سبأ)

بن مبارك: الالتزامات الدولية تجاه اليمن تشمل المجالات الأمنية والدفاعية

قال رئيس الوزراء اليمني إن الالتزامات الدولية تجاه اليمن لن تقتصر على الجوانب السياسية والاقتصادية، بل ستشمل أيضاً المجالات الأمنية والدفاعية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
الخليج نزع فريق «مسام» في محافظة عدن 154 ذخيرة غير منفجرة (واس)

مشروع «مسام» ينتزع 732 لغماً في اليمن خلال أسبوع

تمكّن مشروع «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، خلال الأسبوع الثالث من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي، من انتزاع 732 لغماً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي لقاء سابق بين رئيس الوزراء اليمني والسفيرة البريطانية لدى اليمن (سبأ)

«اجتماع نيويورك»... نحو شراكة استراتيجية بين اليمن والمجتمع الدولي

تأمل الحكومة اليمنية تأسيس شراكة حقيقية مع المجتمع الدولي، وحشد الدعم السياسي والاقتصادي لخططها الإصلاحية، وجوانب الدعم الدولية المطلوبة لإسناد الحكومة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.