السعودية تعزز إجراءاتها الاحترازية بالتزامن مع ارتفاع عدد المتعافين

البحرين تسجل أول وفاة في الخليج لمواطنة مسنة قادمة من إيران

لافتة توعوية حول التدابير الوقائية من {كورونا} في أحد شوارع الرياض (رويترز)
لافتة توعوية حول التدابير الوقائية من {كورونا} في أحد شوارع الرياض (رويترز)
TT

السعودية تعزز إجراءاتها الاحترازية بالتزامن مع ارتفاع عدد المتعافين

لافتة توعوية حول التدابير الوقائية من {كورونا} في أحد شوارع الرياض (رويترز)
لافتة توعوية حول التدابير الوقائية من {كورونا} في أحد شوارع الرياض (رويترز)

عزّزت السعودية إجراءاتها الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا الجديد (كوفيد - 19)، مع ارتفاع عدد المتعافين من الفيروس إلى 6 أشخاص.
وأكّد الدكتور توفيق الربيعة وزير الصحة السعودي في مؤتمر صحافي بالرياض، أمس، أن بلاده رفعت إجراءاتها الاحترازية للتصدي لكورونا. وقال إن «السعودية طبّقت منذ بداية ظهور المرض إجراءات احترازية، والأيام المقبلة فترة تحدٍ كبير»، وأضاف أن «العالم يواجه تحدياً لمواجهة فيروس كورونا، وقيادة المملكة مهتمة بصحة الجميع، ويتم تقييم الوضع بشكل مستمر».
ودعا الوزير الربيعة المواطنين والمقيمين إلى الجلوس في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة، لافتاً إلى أن 18 جهة حكومية تُقيّم مستجدات الوضع الصحي يومياً.
وفي وقت لاحق من أمس، أعلنت وزارة الصحة السعودية، ارتفاع عدد المصابين في المملكة إلى 133 حالة جديدة بفيروس كورونا الجديد، حيث رصدت وسجلت 15 حالة، تعافى منها 6 حالات، وبقية الحالات تؤكد الوزارة أنها تخضع للرعاية الصحية في العزل الصحي.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة السعودية تعافي 3 مصابين آخرين بفيروس كورونا، ليصبح إجمالي المتعافين 6 أشخاص، مشيرة إلى أنها أجرت فحوصات مخبرية أثبتت خلوهم من الفيروس وتمتعهم بصحة جيدة وخروجهم جمعيهم من المستشفى.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة البحرينية، أمس، عن أول حالة وفاة لمواطنة بحرينية تبلغ من العمر 65 عاماً، كانت تعاني من ظروف صحية. وأوضحت الوزارة أن المسنة خضعت للعلاج والرعاية في أحد المراكز الخاصة بالعزل، تحت إشراف طاقم طبي متخصص بعد عودتها للبحرين قادمة من إيران. ولفتت إلى أن جميع الحالات المصابة بفيروس كورونا مستقرة، ما عدا حالة واحدة تخضع للرعاية الطبية.
من جانبها، قالت فائقة الصالح وزيرة الصحة البحرينية أمس، إن الخطط التي ستتبعها وزارة الصحة في حال وجود طفرة في أعداد المصابين بفيروس كورونا ستكون الأولوية في مراكز العزل والعناية المركزة للحالات الحرجة، بينما الحالات العادية سيتوفر لها العلاج، «ولكن على المصابين الالتزام بالعزل المنزلي».
وأضافت الوزيرة، خلال مؤتمر صحافي بمشاركة اللواء طارق الحسن مدير الأمن العام في البحرين، أن هذه الخطة تم وضعها في حال حدوث طفرة في أعداد المصابين مع تدابير أخرى سيعلن عنها في حينها، مشيرة إلى أن إجلاء المواطنين الموجودين في إيران سيستأنف قريباً.
بينما أكد مدير الأمن العام في مملكة البحرين أن بلاده لن تغلق حدودها، مبيناً أن موقف المنامة في التعامل مع الوباء جيد. وفيما يتعلق بالسجون ومراكز التوقيف، أوضح اللواء الحسن أن الزيارات تم إيقافها لمدة أسبوعين، كما يجري فحص السجناء والموقوفين، إضافة إلى وجود مراكز عزل صحي داخل السجون، وطمأن أن المخزون الغذائي من السلع للبحرين يكفي لفترة 6 أشهر.
بدورها، كشفت الدكتورة جميلة السلمان عضو الفريق الطبي أن حالتين فقط من حالات الإصابة القائمة حالياً موجودتان في العناية المركزة وبقية الحالات المستقرة، كما أشارت إلى أن مدة المتابعة للحالات المصابة يستمر لـ6 أسابيع، أما الحالات التي تخضع للحجر الاحترازي فتستمر 14 يوماً.
بدورها، سجّلت وزارة الصحة الكويتية خلال الـ24 ساعة الماضية 11 إصابة بفيروس كورونا (كوفيد - 19).
وأوضح الدكتور عبد الله السند، المتحدث باسم وزارة الصحة الكويتية، أن الجهات الصحية سجلت 11 حالة جديدة مصابة بفيروس كورونا المستجد، مبيناً أن 4 حالات مرتبطة بالسفر إلى المملكة المتحدة و3 حالات مخالطة لحالات سابقة وحالة واحدة مرتبطة بالسفر إلى قطر وجميعها لمواطنين كويتيين، وحالة واحدة لمقيمة مصرية قادمة من مصر.
وبذلك يرتفع عدد الحالات المصابة المسجلة في الكويت إلى 123 حالة، شفي منها 9 حالات.



الحوثيون يعلنون هجوماً ضد إسرائيل ويزعمون إسقاط مسيرة أميركية

زعيم الحوثيين دعا أتباعه إلى الاحتشاد بأكبر قدر ممكن عقب فوز ترمب بمنصب الرئيس الأميركي (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين دعا أتباعه إلى الاحتشاد بأكبر قدر ممكن عقب فوز ترمب بمنصب الرئيس الأميركي (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يعلنون هجوماً ضد إسرائيل ويزعمون إسقاط مسيرة أميركية

زعيم الحوثيين دعا أتباعه إلى الاحتشاد بأكبر قدر ممكن عقب فوز ترمب بمنصب الرئيس الأميركي (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين دعا أتباعه إلى الاحتشاد بأكبر قدر ممكن عقب فوز ترمب بمنصب الرئيس الأميركي (أ.ف.ب)

بعد نحو 10 أيام من الهدوء وتراجع الهجمات الحوثية ضد السفن، تبنّت الجماعة المدعومة من إيران قصف قاعدة إسرائيلية في منطقة النقب، الجمعة، وزعمت إسقاط مسيرة أميركية من طراز «إم كيو 9»، بالتزامن مع إقرارها تلقي غارتين غربيتين استهدفتا موقعاً في جنوب محافظة الحديدة الساحلية.

وجاءت هذه التطورات بعد يومين فقط من فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية؛ حيث تتصاعد مخاوف الجماعة الحوثية من أن تكون إدارته أكثر صرامة فيما يتعلّق بالتصدي لتهديداتها للملاحة الدولية وتصعيدها الإقليمي.

صاروخ زعمت الجماعة الحوثية أنه «فرط صوتي» أطلقته باتجاه إسرائيل (إعلام حوثي)

وتهاجم الجماعة منذ أكثر من عام السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحرين الأحمر والعربي، كما تطلق الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، وأخيراً مساندة «حزب الله» اللبناني.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان، إن قوات جماعته نفّذت عملية عسكرية استهدفت قاعدة «نيفاتيم» الجوية الإسرائيلية في منطقة النقب بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع «فلسطين 2»، وإذ ادّعى المتحدث الحوثي أن الصاروخ أصاب هدفه، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراضه دون الحديث عن أي أضرار.

وتوعّد المتحدث العسكري الحوثي بأن جماعته ستواصل ما تسميه «إسناد فلسطين ولبنان»، من خلال مهاجمة السفن وإطلاق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، زاعماً أن هذه العمليات لن تتوقف إلا بتوقف الحرب على قطاع غزة ولبنان.

حريق ضخم في ميناء الحديدة اليمني إثر ضربات إسرائيلية استهدفت خزانات الوقود (أرشيفية - أ.ف.ب)

وكان آخر هجوم تبنّته الجماعة الحوثية ضد إسرائيل في 28 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي، حينها، أن طائرة مسيّرة أُطلقت من اليمن عبرت أجواء مدينة عسقلان قبل أن تسقط في منطقة مفتوحة.

وخلال الأشهر الماضية تبنّت الجماعة إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو (تموز) الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة؛ وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكررت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

12 مسيّرة تجسسية

زعم المتحدث العسكري الحوثي، في البيان الذي ألقاه خلال حشد في صنعاء، أن الدفاعات الجوية التابعة للجماعة أسقطت، فجر الجمعة، «طائرة أميركية من نوع (إم كيو 9) في أثناء تنفيذها مهام عدائية في أجواء محافظة الجوف».

وحسب مزاعم الجماعة، تُعدّ هذه الطائرة المسيرة الـ12 التي تمكّنت من إسقاطها منذ بدأت تصعيدها البحري ضد السفن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

المتحدث العسكري باسم الحوثيين يردّد «الصرخة الخمينية» خلال حشد في صنعاء (أ.ف.ب)

وتحدّثت وكالة «أسوشييتد برس» عما وصفه شهود، الجمعة، بأنه سقوط مسيّرة في أحدث إسقاط محتمل لمسيرّة تجسس أميركية. وأوردت أن الجيش الأميركي على علم بشأن مقاطع الفيديو المتداولة عبر الإنترنت التي تُظهر ما بدا أنها طائرة مشتعلة تسقط من السماء والحطام المحترق في منطقة، وصفها من هم وراء الكاميرا بأنها منطقة في محافظة الجوف اليمنية.

وحسب الوكالة، قال الجيش الأميركي إنه يحقّق في الحادث، رافضاً الإدلاء بمزيد من التفاصيل، وذكرت أنه «لم يتضح على الفور طراز الطائرة التي أُسقطت في الفيديو الليلي منخفض الجودة».

غارتان في الحديدة

في سياق الضربات الغربية التي تقودها واشنطن لإضعاف قدرة الجماعة الحوثية على مهاجمة السفن، اعترفت وسائل الجماعة بتلقي غارتين، الجمعة، على موقع في جنوب محافظة الحديدة.

وحسب ما أوردته قناة «المسيرة» الذراع الإعلامية للجماعة، استهدفت الغارتان اللتان وصفتهما بـ«الأميركية - البريطانية» مديرية التحيتا الواقعة في جنوب محافظة الحديدة التي تتخذ منها الجماعة منطلقاً رئيسياً لشن الهجمات البحرية ضد السفن.

قاذفة شبحية أميركية من طراز «بي 2» مضادة للتحصينات (أ.ب)

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تبنّت الجماعة الحوثية قصف أكثر من 200 سفينة، وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم رابع ضد سفينة ليبيرية.

يُشار إلى أن الجماعة أقرت بتلقي أكثر من 770 غارة غربية، بدءاً من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي؛ سعياً من واشنطن التي تقود تحالف «حارس الازدهار»، إلى تحجيم قدرات الجماعة الهجومية.

وكانت واشنطن لجأت إلى استخدام القاذفات الشبحية لأول مرة في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي في استهداف المواقع المحصنة للجماعة الحوثية في صنعاء وصعدة، في رسالة استعراضية فُهمت على أنها موجهة إلى إيران بالدرجة الأولى.

وتقول الحكومة اليمنية، إن الضربات الغربية ضد الجماعة الحوثية غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانيها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

صورة طوربيد بحري وزّعها الحوثيون زاعمين أنه بات ضمن أسلحتهم الجديدة (إكس)

ويتهم مراقبون يمنيون الجماعة الحوثية بأنها وجدت في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة للهروب من استحقاقات السلام مع الحكومة اليمنية؛ إذ كان الطرفان وافقا أواخر العام الماضي على خريطة سلام توسطت فيها السعودية وعمان، قبل أن تنخرط الجماعة في هجماتها ضد السفن وتعلن انحيازها إلى المحور الإيراني.

وتترقّب الجماعة، ومعها حلفاء المحور الإيراني، بحذر شديد ما ستؤول إليه الأمور مع عودة ترمب إلى سدة الرئاسة الأميركية؛ إذ يتوقع المراقبون اليمنيون أن تكون إدارته أكثر صرامة في التعامل مع ملف إيران والجماعات الموالية لها، وفي مقدمتها الجماعة الحوثية.

وحاول زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، في خطبته الأسبوعية، الخميس، التهوين من أهمية فوز ترمب بالرئاسة الأميركية، كما حاول أن يطمئن أتباعه بأن الجماعة قادرة على المواجهة، وأنها لن تتراجع عن هجماتها مهما كان حجم المخاطر المرتقبة في عهد ترمب.