تونس: منظمات حقوقية تحذّر من «عودة التضييق على الحريات»

بعد مناقشة قانون حماية قوات الأمن في البرلمان

TT

تونس: منظمات حقوقية تحذّر من «عودة التضييق على الحريات»

عبّرت عدة منظمات حقوقية تونسية، وفي مقدمتها الرابطة التونسية لحقوق الإنسان والمنظمة التونسية لمناهضة التعذيب، ومنظمات دولية، من بينها منظمة «هيومن رايتس ووتش»، ومنظمة العفو الدولية والشبكة الأوروبية لحقوق الإنسان، عن تخوفها من عودة التضييق على حقوق المواطنين وضمان الحريات، بعد أن تصدر مشروع قانون زجر الاعتداءات على القوات الحاملة للسلاح (شرطة وحرس وأطر سجون المؤسسة الأمنية)، النقاشات داخل لجنة التشريع العام بالبرلمان، وبعد أن تمسكت النقابات الأمنية بضرورة تمرير هذا القانون على التصويت في نسحته الأصلية، خصوصاً بعد تكرر الهجمات التي تستهدف القوات الحاملة للسلاح، وأحدثها مقتل توفيق الميساي، ضابط الأمن الذي لقي حتفه في الهجوم الإرهابي الذي استهدف دورية أمنية قرب مقر السفارة الأميركية في العاصمة التونسية.
ومن المنتظر إجراء عدة تعديلات على هذا القانون، تشمل الاسم الذي سيطاله التغيير ليصبح «قانون حماية القوات المسلحة» بدل «قانون زجر الاعتداءات على القوات الحاملة للسلاح» كما دعت إلى ذلك النقابات الأمنية.
ويتضمن هذا القانون أربع نقاط رئيسية: الاعتداء على أسرار الأمن الوطني، والاعتداء على القوات المسلحة والمقرات والتجهيزات الراجعة لها بالنظر، والاعتداء على أُطر القوات المسلحة وذويهم، والاعتداء على مقرات سكناهم ووسائل تنقلهم.
وفي هذا السياق، أوضح فيصل الطاهري، عضو لجنة التشريع في البرلمان، أن هذه اللجنة ستشرع اليوم (الأربعاء)، في مناقشة مشروع قانون زجر الاعتداءات على القوات الحاملة للسلاح، كما قدمته النقابات الأمنية، وتوقع إجراء عدة تعديلات عليه. كما يتوقع أن تستمع اللجنة إلى آراء ممثلين عن نقابة القضاة ونقابة الصحافيين التونسيين، وهيئة المحامين، وجمعية القضاة والاتحاد العام التونسي للشغل. علاوة على عدد من ممثلي الجمعيات والمنظمات الحقوقية لإبداء رأيها في مشروع هذا القانون.
وستبحث مختلف الأطراف المساهمة في تعديل هذا القانون عن حل وسط، يراعي ضرورة توفير الحماية للقوات الحاملة للسلاح، خصوصاً أنها تقف في الصفوف الأولى لمكافحة الإرهاب، وضمان الحقوق والحريات الفردية والجماعية للتونسيين.
ووفق مصادر برلمانية تونسية، من المنتظر أن يتم التخلي عن الباب الثاني من مشروع هذا القانون، المتعلق بالاعتداء على أسرار الأمن الوطني، على اعتبار أنه يتعارض مع مبدأ النفاذ إلى المعلومة، مع دعم الطابع الحمائي والابتعاد عن الطابع الزجري الذي احتواه مشروع القانون في صيغته الأولى التي قدمتها النقابات الأمنية، كما سيتم التخلي عن الفصول القانونية التي تتعارض مع فصول دستور 2014، مع اقتراح فصول جديدة تؤكد تدخل الدولة لتأمين الحماية الاجتماعية والمادية للقوات الحاملة للسلاح ولعائلاتهم.
كانت النقابات الأمنية قد عبّرت عن غضبها من طول النقاشات والمفاوضات، التي رافقت هذا القانون منذ أكثر من أربع سنوات، ومن وجود مزايدات سياسية بين مختلف الأطراف الممثلة في البرلمان، وقالت إن جل السياسيين يُبدون في الغالب تضامنهم مع رجال الأمن في حال حدوث هجمات إرهابية وسقوط ضحايا في صفوفهم، لكنهم سرعان ما يهمّشون الملف بعد ذلك.
يُذكر أن مشروع هذا القانون واجه منذ سنة 2017، تاريخ تمريره إلى البرلمان، انتقادات كثيرة، من بينها إقرار عقوبات تصل إلى السجن لعشر سنوات ضد من يعتدي على أسرار الأمن الوطني، مع غرامة مالية لا تقل عن 50 ألف دينار تونسي (نحو 16 ألف دولار) لكل عملية إفشاء للمعلومات والمعطيات والوثائق المتعلقة بالأمن العام، وإخضاع التصوير والتسجيل الإذاعي والتلفزيوني داخل المنشآت الأمنية والعسكرية إلى ترخيص مسبق.
كما أقر مشروع القانون السجن المؤبد ضد كل من يتعمد حرق أو هدم مخزن للأسلحة بقصد الإضرار بالقوات الحاملة للسلاح. علاوة على إقرار عقوبة بالسجن ضد من يحقر المؤسسة الأمنية، دون تحديد أشكال التحقير، وهو ما قد تكون له انعكاسات سلبية على الحقوق والحريات، والسجن لمدة ثلاث سنوات ضد من يتعمد تعطيل السير العادي للمصالح الإدارية بالمؤسسات الأمنية، حسب تعبير عدد من الحقوقيين.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.