اليمين المتطرف يبادر إلى اقتحام جماعي للأقصى للضغط على نتنياهو

مساعدو رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغوه أمس التراجع عن الاتفاق مع جماعات «الهيكل»

صدام الشرطة الإسرائيلية مع مصلين صبيحة عيد الأضحى في أغسطس الماضي (إ.ب.أ)
صدام الشرطة الإسرائيلية مع مصلين صبيحة عيد الأضحى في أغسطس الماضي (إ.ب.أ)
TT

اليمين المتطرف يبادر إلى اقتحام جماعي للأقصى للضغط على نتنياهو

صدام الشرطة الإسرائيلية مع مصلين صبيحة عيد الأضحى في أغسطس الماضي (إ.ب.أ)
صدام الشرطة الإسرائيلية مع مصلين صبيحة عيد الأضحى في أغسطس الماضي (إ.ب.أ)

توجهت جماعات «الهيكل» وغيرها من قوى اليمين المتطرف المساندة لحزب «كهانا»، المعروف باسم «عوتصما يهوديت» (جبروت يهودي)، بدعوة أنصارها إلى تنظيم اقتحامات جماعية للمسجد الأقصى المبارك في يوم انتخابات الكنيست، التي ستجري اليوم (الاثنين)، مؤكدة أن عدداً كبيراً من رجال الدين اليهود سيشاركون في هذه الاقتحامات.
وقالت جماعة «طلاب لأجل الهيكل» و«اتحاد منظمات الهيكل»، وعدة تنظيمات يمينية متطرفة معروفة بتأييدها هذا الحزب، إنها تبادر إلى هذا النشاط عشية الاحتفال بعيد «البوريم» (المساخر)، لكن العيد يحل غداً وبعد غد (الثلاثاء والأربعاء). وقالت مصادر سياسية إن الغرض الحقيقي من هذا النشاط هو ممارسة الضغوط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حتى يعود إلى اتفاقه مع رئيس حزب «عوتصماه يهوديت»، إيتان بن جبير للتحالف معه في اللحظة الأخيرة.
وكان بن جبير قد قرر خوض الانتخابات في قائمة منفردة، بعد فشل مفاوضاته للتحالف، في إطار تجمع أحزاب اليمين «يمينا» برئاسة وزير الأمن نفتالي بنيت. وعلل بنيت، المعروف بأنه يمين متطرف، رفضه التحالف يومها، قائلاً إن بن جبير متطرف. وهذه هي المرة الثانية التي تفشل فيها مفاوضات كهذه. وفي الانتخابات الأخيرة خاض الحزب الانتخابات وحده، وفاز فيها بعدد كبير من الأصوات (83609). لكنها لم تكن كافية لتجاوز نسبة الحسم. فانتقد نتنياهو حلفاءه على حرق هذه الأصوات، وسعى بكل قوته إلى ضمّ بن جبير. وعندما فشل في ذلك، راح يمارس الضغوط عليه لكي ينسحب من المعركة الانتخابية من باب المسؤولية، واعداً إياه بمكاسب يمنحها له بعد الانتخابات. ووضع بن جبير شروطاً، مثل إلغاء اتفاقيات أوسلو، وتشريد عرب الجهالين، وهدم قرية الخان الأحمر، وغير ذلك.
وفي يوم أمس، تبين أن نتنياهو أدار مفاوضات خفية مع بن جبير، واتفق معه على أن ينسحب في اللحظة الأخيرة، وبالمقابل سيهدم خان الأحمر بعد 6 أسابيع من الانتخابات في حال فوزه بالحكم، وأن يتيح له التمثيل في الكنيست عن طريق نائبة من الليكود تدعى ماي جولان، فتصبح تابعة لحزب بن جبير، وتحظى بتمويل لحزبها. لكن مساعدي نتنياهو أبلغوه، أمس، التراجع عن الاتفاق، بشكل مفاجئ وبلا تفسير. فاعتبر هذا التراجع «دليلاً على نية نتنياهو خيانة معسكر اليمين، ورغبة في إقامة حكومة تحالف مع غانتس».
وجنباً إلى جنب، مع تصريحات بن جبير، أطلقت جماعات الهيكل دعوتها لاقتحام الأقصى، ما يعتبر محاولة للتشويش على يوم الانتخابات. وقد هاجم الليكود حزب «عوتصما يهوديت»، ورئيسه، محمّلينه «مسؤولية تاريخية عن إسقاط حكم اليمين، وإقامة حكومة يسار برئاسة غانتس، ومشاركة القائمة المشتركة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».