باكستان تريد «انسحاباً مسؤولاً» للقوات الأميركية من أفغانستان

«طالبان» تأمر بوقف الهجمات قبل توقيع اتفاق تاريخي مع واشنطن

مقاتلون من طالبان شرق العاصمة الأفغانية كابول (أ.ب)
مقاتلون من طالبان شرق العاصمة الأفغانية كابول (أ.ب)
TT

باكستان تريد «انسحاباً مسؤولاً» للقوات الأميركية من أفغانستان

مقاتلون من طالبان شرق العاصمة الأفغانية كابول (أ.ب)
مقاتلون من طالبان شرق العاصمة الأفغانية كابول (أ.ب)

قال وزير خارجية باكستان شاه محمود قرشي، اليوم (السبت)، إن بلاده تريد «انسحاباً مسؤولاً» للقوات الأميركية من أفغانستان، وذلك قبل توقيع اتفاق تاريخي بين واشنطن وحركة «طالبان».
وقال قرشي لوكالة «رويترز» للأنباء، في العاصمة القطرية الدوحة، رداً على سؤال عن الإطار الزمني لرحيل القوات الأميركية: «نريد انسحاباً مسؤولاً». وأضاف: «إنه يوم مهم... نأمل أن يمهد لإحلال السلام والاستقرار في أفغانستان».
إلى ذلك، أمرت حركة «طالبان» جميع مقاتليها، اليوم، «بالامتناع عن شن أي هجوم»، انتظاراً للتوقيع على اتفاق مع الدبلوماسيين الأميركيين، بهدف إحلال السلام في أفغانستان.
وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم «طالبان» لوكالة «رويترز» للأنباء: «اليوم، صدرت الأوامر لجميع مقاتلي (طالبان) بالامتناع عن شن أي هجوم... من أجل سعادة الأمة».
وتابع: «نأمل أن تظل الولايات المتحدة ملتزمة بوعودها خلال التفاوض واتفاق السلام، وهذا هو المهم»، مضيفاً أن طائرات القوات الأجنبية تحلّق فوق الأراضي الخاضعة لسيطرة «طالبان»، وهو أمر «مثير‭ ‬للقلق واستفزازي».
وتوقّع واشنطن اتفاقاً تاريخياً مع حركة «طالبان» في الدوحة، اليوم (السبت)، سيمهّد الطريق لسحب آلاف الجنود الأميركيين من أفغانستان، بعد 18 سنة من الحرب، في مقابل ضمانات أمنية من قبل المتمردين.



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.