الجيش الليبي يؤكد مقتل جنود أتراك في طرابلس

TT

الجيش الليبي يؤكد مقتل جنود أتراك في طرابلس

أعلنت قيادات عسكرية بـ«الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، عن مقتل 10 عسكريين أتراك في هجوم استهدف الجزء العسكري في مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة طرابلس، الذي أغلق مجدداً بعد تعرضه للقصف، بينما لقي 5 أشخاص من عائلة واحدة مصرعهم نتيجة استهداف سيارتهم بطائرة تركية مسيرة في منطقة الرواجح بضواحي طرابلس.
ولم يصدر «الجيش الوطني» أي بيان حول تفاصيل مقتل الجنود الأتراك في قصف «قاعدة معيتيقة العسكرية». لكن مسؤولاً عسكرياً في الجيش قال لـ«الشرق الأوسط»، إن سبعة عسكريين أتراك، بينهم ضباط برتبة كبيرة، قتلوا في القصف. بالإضافة إلى 3 مرتزقة سوريين موالين لتركيا، كانوا يقاتلون مع الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة السراج في طرابلس.
وتتطابق هذه المعلومات مع إعلان اللواء المبروك الغزوي، آمر مجموعة عمليات المنطقة الغربية بالجيش الوطني، عن مقتل 10 جنود أتراك على الأقل، فيما وصفه بضربة دقيقة استهدفت مقراً تابعاً لهم في قاعدة معيتيقة المحتلة، على حد تعبيره.
وقال العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني، إن عدد القتلى الأتراك يتراوح ما بين 7 إلى 10 جنود أتراك في قصف المطار، وأوضح أن القوات التركية تسيطر عليه، وتنقل إليه المُعدات والآليات العسكرية.
في المقابل، قال فتحي باشاغا، وزير الداخلية بحكومة السراج، أول من أمس، إن لدى حكومته معلومات مؤكدة بأن الروس «وراء كل هذا القصف... ولا خيار لنا سوى إعلان الهجوم، وإبعاد ميليشيات حفتر عن طرابلس. لن يكون هناك سكوت بعد اليوم، وسنستهدف جميع مواقع هذه الميليشيات جنوب طرابلس».
بدورها، قالت إدارة مطار معيتيقة، الواقع شرق العاصمة، إنها قررت تعليق حركة الملاحة الجوية، حتى إشعار آخر، وإخلاء صالة الركاب من المسافرين نتيجة سقوط قذائف بشكل مكثف، استهدفت مواقع عدة في المطار، من بينها المهبط.
وقالت عملية «بركان الغضب»، التي تشنها القوات الموالية لحكومة السراج، إن قوات «الجيش الوطني» استهدفت بأكثر من 60 صاروخ «غراد» مطار معيتيقة ومحيطه، وعدداً من الأحياء السكنية في طرابلس، مشيرة إلى إصابة سيدة. كما وزعت العملية صوراً لإخلاء بعض الحالات الخطيرة بمستشفى معيتيقة نتيجة القصف، الذي قالت إنه طال المستشفى أيضاً.
بدوره، عرض اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، مقاطع مصورة لما وصفه بمشاهد من المجزرة التي ارتكبها، مساء أول من أمس، طيران العدو التركي، بقتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة، واعتبر أن هذه جريمة من جرائم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في ليبيا، وذلك في إطار تنفيذ مخططه الاستعماري الجديد.
وأضاف المسماري: «هؤلاء هم الذين يقول إردوغان إنه يقتلهم، رداً على مقتل جنوده الغزاة في مختلف جبهات طرابلس ومواقع وجودهم المختلفة. وما زلنا ننتظر بياناً من سلامة، صاحب المكتب، الذي قال إنه افتتحه باسم الأمم المتحدة للتأكد من مدى مدنية مطار معيتيقة المحتل». كما أعلن المسماري رصد عشرات القذائف العشوائية، التي تستهدف مناطق آهلة بالسكان في منطقة قصر بن غشير، وذلك في خرق مستمر للهدنة من قبل العصابات الإرهابية.
بدوره، أشاد المشير خليفة حفتر، بالدور المهم الذي تلعبه قبيلة الجوازي، لدى استقباله مساء أول أمس، وفداً منها لدعم الجيش في حربه ضد الإرهاب، معبراً عن شكره لأبنائها ولجهودهم المبذولة، والمستمرة في محاربة الغزو التركي الغاشم في البلاد.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.