قبل الرئاسة... قائد عسكري و«بطل» للحرب

صورة للرئيس الراحل عندما كان طياراً في القوات المسلحة قبل ثورة عام 1952 (أ.ف.ب) - الرئيس المصري الراحل في صورة تعود إلى نوفمبر عام 1982 (أ.ف.ب)
صورة للرئيس الراحل عندما كان طياراً في القوات المسلحة قبل ثورة عام 1952 (أ.ف.ب) - الرئيس المصري الراحل في صورة تعود إلى نوفمبر عام 1982 (أ.ف.ب)
TT

قبل الرئاسة... قائد عسكري و«بطل» للحرب

صورة للرئيس الراحل عندما كان طياراً في القوات المسلحة قبل ثورة عام 1952 (أ.ف.ب) - الرئيس المصري الراحل في صورة تعود إلى نوفمبر عام 1982 (أ.ف.ب)
صورة للرئيس الراحل عندما كان طياراً في القوات المسلحة قبل ثورة عام 1952 (أ.ف.ب) - الرئيس المصري الراحل في صورة تعود إلى نوفمبر عام 1982 (أ.ف.ب)

في الرابع من مايو (أيار) عام 1928 وُلد محمد حسني السيد مبارك، في قرية كفر المصيلحة، بمحافظة المنوفية (دلتا مصر)، والتحق بالكلية الحربية المصرية عقب تخرجه من المرحلة الثانوية، ثم حصل على البكالوريوس في العلوم العسكرية عام 1948، قبل أن يحصل على درجة البكالوريوس في العلوم الجوية عام 1950 من الكلية الجوية.
وكان أول منصب شغله مبارك في سُلّم الحياة العسكرية قيادته إحدى القواعد الجوية غرب القاهرة عام 1964. ووفق زملاء له بالقوات الجوية المصرية، فإن مبارك كان يجيد التحليق بالطائرات السوفياتية القديمة لساعات طويلة خلال حرب اليمن، وكانت تُسند إليه مهمات عسكرية صعبة، كان ينجح في تنفيذها بشكل مميز، ما أسهم في ترشيحه لتلقي الدراسات العليا في أكاديمية «فرونز» العسكرية في الاتحاد السوفياتي السابق. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1967 عُين مديراً للكلية الجوية ضمن خطة تطوير القوات المسلحة المصرية عقب هزيمة يونيو (حزيران) من العام ذاته، ثم عُين رئيساً لأركان حرب القوات الجوية المصرية، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى تعيينه قائداً للقوات الجوية ونائباً لوزير الدفاع عام 1972.
وشارك مبارك في الخطة الجوية لحرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973، ورغم إطلاق الكثيرين عليه لقب «صاحب الضربة الجوية الأولى»، فإنه لم يؤكد هذا الأمر إطلاقاً بشكل علني، لا سيما أنه كان يتولى قيادة القوات الجوية خلال الحرب، وكان يدير المعركة بنفسه من غرفة العمليات، وفق جنرالات عسكريين مصريين سابقين.
وقال مبارك في مقطع فيديو يعود إلى سبعينات القرن الماضي، إن «خطة هجوم القوات الجوية كانت مصرية خالصة»، وعدّ الضربة الجوية «مفتاح نصر حرب أكتوبر». وبسبب قيادة مبارك للقوات الجوية في تلك الفترة حصل على تقدير كبير في مصر، ظل يلازمه حتى وفاته، أمس.
فيما كانت حياة مبارك العائلية قبل توليه حكم البلاد في عام 1981 تقليدية، إذ التقى بالآنسة سوزان ثابت شقيقة تلميذه منير ثابت، خلال إحدى زياراته للعائلة التي أُعجب بتماسكها، وبعد عدة جلسات عائلية تقليدية، تمّت الخطبة في أكتوبر عام 1956 وتم الزواج عام 1959، وكان عمر مبارك وقتها لا يتعدى الثلاثين عاماً، وسوزان في الثامنة عشرة، وكانت مدرّسة لغة إنجليزية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».