خارج السلطة... تصريحات محدودة وظهور نادر على «يوتيوب»

مبارك والملك الراحل الحسن الثاني وبينهما الأمير مولاي رشيد في الرباط عام 1997 (أ.ف.ب)
مبارك والملك الراحل الحسن الثاني وبينهما الأمير مولاي رشيد في الرباط عام 1997 (أ.ف.ب)
TT

خارج السلطة... تصريحات محدودة وظهور نادر على «يوتيوب»

مبارك والملك الراحل الحسن الثاني وبينهما الأمير مولاي رشيد في الرباط عام 1997 (أ.ف.ب)
مبارك والملك الراحل الحسن الثاني وبينهما الأمير مولاي رشيد في الرباط عام 1997 (أ.ف.ب)

عقب تنحيه عن الحكم في 11 فبراير (شباط) عام 2011، بعد اندلاع ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، ظل الرئيس المصري السابق حسني مبارك ملتزماً الصمت لأسابيع، حتى أطل عبر كلمة مسجلة أذيعت على شاشات القنوات الفضائية الإخبارية، أعرب فيها عن غضبه لما يتعرض له من انتقادات واتهامات بعد تنحيه عن السلطة، وأعلن حينذاك عن «استعداده لمقاضاة كل من تعمد النيل منه ومن سمعته، ومن سمعة أسرته بالداخل والخارج». وبعد فترة من الصمت والعزلة، كان ظهوره في قفص الاتهام في أولى جلسات قضية قتل المتظاهرين عبر شاشة التلفزيون المصري في شهر أغسطس (آب) 2011 مثيراً وتاريخياً في الوقت نفسه، ورغم نطقه بكلمات معدودات أثناء الجلسة، خلال رده على القاضي مرتين، «أفندم أنا موجود»، و«كل هذه الاتهامات أنكرها تماماً»، فإن متابعين اعتبروا هذا المشهد «استثنائياً وتاريخياً».
وبعد فترة من ظهوره الصامت والمتكرر على الشاشات خلال جلسات محاكمته، استغل مبارك الفرصة في أغسطس عام 2014 للدفاع عن نفسه، وألقى كلمة امتدت 23 دقيقة، تحدث فيها عن تاريخه، نافياً اتخاذه أمراً بقتل المتظاهرين.
وعاد مبارك للظهور مجدداً بعد صدور حكم تبرئته من قتل المتظاهرين، عبر مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى في عام 2014، أعرب فيها عن سعادته لقرار المحكمة، مضيفاً «كنت قاعد مستني هيألفوا لنا إيه، وأنا مكانش هيفرق معايا كده ولا كده».
وتزامناً مع احتفالات عيد تحرير سيناء في أبريل (نيسان) عام 2015، أعرب مبارك في ظهوره الثاني مع أحمد موسى عن تأييده التام للرئيس عبد الفتاح السيسي، وأضاف: «الكل يعرف أن مصر بلد كبيرة ومحورية، وحكم مصر ليس نزهة أو تكريماً».
وبعد عامين ونصف أطل مجدداً عبر بيان صحافي رد فيه على الوثائق البريطانية التي نشرتها «BBC»، والتي قالت إنه «وافق على توطين فلسطينيين في مصر»، قبل أن يختار ظهوره الأخير، ليكون على موقع «يوتيوب» في أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، والذي وُصف بأنه «نادر»، متحدثاً عن ذكرياته خلال حرب عام 1973. ولقي هذا المقطع الذي تبلغ مدته 25 دقيقة، وأذاعته أيضاً بعض القنوات الفضائية المساندة له، انتشاراً واسعاً في مصر.



هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.