البيشمركة تمهد بالقصف المدفعي لتقدم «وحدات الحماية الكردية» في 3 قرى غرب كوباني

التحالف يضرب قوافل تعزيزات «داعش».. والأكراد يشعلون جبهة شرق المدينة

لاجئون سوريون ينتظرون لاجتياز الحدود التركية أمس (إ.ب.أ)
لاجئون سوريون ينتظرون لاجتياز الحدود التركية أمس (إ.ب.أ)
TT

البيشمركة تمهد بالقصف المدفعي لتقدم «وحدات الحماية الكردية» في 3 قرى غرب كوباني

لاجئون سوريون ينتظرون لاجتياز الحدود التركية أمس (إ.ب.أ)
لاجئون سوريون ينتظرون لاجتياز الحدود التركية أمس (إ.ب.أ)

استعادت قوات «وحدات حماية الشعب الكردي» أمس، 3 قرى في الجبهة الغربية لمدينة كوباني (عين العرب) بريف حلب الشرقي، بعد قصف مدفعي تمهيدي عنيف، نفذته قوات البيشمركة العراقية التي دخلت المدينة لمؤازرة وحدات الحماية ليل الجمعة الفائت، في حين قصفت طائرات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، تعزيزات عسكرية لتنظيم داعش كانت انطلقت من مدينة منبج باتجاه كوباني.
وقال المسؤول المحلي في كوباني مصطفى بالي لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الحماية الكردية استعادت السيطرة على 3 قرى غرب مدينة كوباني بعد ظهر أمس، إثر اشتباكات عنيفة مع قوات (داعش)، مهدت لها قوات البيشمركة بقصف مدفعي عنيف، استهدف تمركزات التنظيم في تلك المنطقة». وأشار إلى أن القصف المدفعي الذي انتهى صباحا مهد الطريق أمام عمليات عسكرية نفذتها قوات الحماية الكردية السورية في القرى الـ3، وساهمت في إحكام السيطرة عليها. وبموازاة هذا التقدم، اندلعت اشتباكات أخرى في الأحياء الجنوبية، حيث تقدمت قوات وحدات الحماية، كما قال بالي، لافتا إلى أن الجبهة الشرقية من المدينة شهدت أعنف الاشتباكات التي تركزت في حيي الصناعة والبلدية، حيث تحاول القوات الكردية استعادة السيطرة عليها. وشهدت كوباني تبادلا لإطلاق النار واشتباكات متقطعة بين مقاتلي «وحدات حماية الشعب» ومسلحي تنظيم «داعش» على محاور عدة، بعدما أعلنت قوات البيشمركة الآتية من إقليم كردستان العراق قصف تجمعات للتنظيم في المدينة. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين محوري سوق الهال ومنطقة البلدية في المدينة وسط قصف لمقاتلي وحدات الحماية على منطقة الاشتباك. وأكد أن اشتباكات في الجبهة الغربية والريف الغربي للمدينة تركزت في منطقة مزري بجنوب غربي المدينة، في حين قصفت وحدات حماية الشعب الكردي قرى علبلور ومزرعة عبروش ومنازي ومحيط تل شعير، بريف كوباني.
وكانت «وحدات حماية الشعب» أعلنت في بيان أول من أمس نشرته على حسابها في «تويتر»، أن «قوات البيشمركة التي انضمت إلى المقاومة في كوباني شاركت في عملية مشتركة مع وحداتنا (...) واستهدفت الإرهابيين المتمركزين قرب كوباني بالمدفعية الثقيلة».
لكن هذا التقدم، تهدده التعزيزات التي تدفع بها قوات «داعش» من مدينة تل أبيض شرق كوباني، ومن مناطق جرابلس غرب كوباني، ومدينتي منبج والباب الواقعين جنوب غربي المدينة. وقال بالي إن «التنظيم يحشد قواته في تلك المناطق ويدفع بالمقاتلين والعربات العسكرية إلى كوباني، بهدف تعزيز مقدرات مقاتليه الذين يخوضون الحرب في المدينة».
ودمرت طائرات التحالف الدولي آليات تابعة للتنظيم في شمال سوريا كانت في طريقها إلى مدينة كوباني. وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن الغارات «استهدفت عدة عربات تابعة للتنظيم بعضها مزود برشاشات ثقيلة في منطقة القرة بالريف الغربي لمدينة منبج الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي (...) مما أدى لمصرع وجرح عدد من مقاتليه». وأوضح أن الغارات وقعت بعد منتصف ليل الأحد الاثنين، وان «الآليات التي دمرت بالكامل ولم يعرف عددها كانت متجهة نحو مدينة كوباني لمؤازرة مقاتلي التنظيم في المدينة».
ونفذت طائرات التحالف 4 ضربات استهدفت تمركزات وتجمعات للتنظيم في حيي الصناعة وكاني عربان في القسم الشرقي لمدينة كوباني، وتجمعات للتنظيم في قريتي مزرعة داود ومنازي بريف المدينة.
وتتعرض مدينة كوباني، ثالث المدن الكردية في سوريا والواقعة في محافظة حلب، منذ 16 سبتمبر (أيلول) إلى هجوم من تنظيم داعش في محاولة للسيطرة عليها، ويقوم المقاتلون الأكراد بمقاومة شرسة.
ويقاتل إلى جانبهم مقاتلون عرب من كتائب معارضة للنظام. وانضم إليهم مساء الجمعة 150 مقاتلا من قوات البيشمركة العراقية الذين دخلوا المدينة عن طريق تركيا.
وتساعد الغارات المتواصلة التي يشنها التحالف الدولي على المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش» في كوباني ومحيطه، التي كانت آخرها الرابعة ليلا وفقا للمرصد، في إعاقة تقدم مقاتلي التنظيم المتطرف. وذكر المرصد السوري اليوم أن 20 عنصرا ينتمون إلى التنظيم قتلوا في غارات للتحالف أول من أمس على كوباني وريف منبج ومدينة الميادين في دير الزور (شرق)، بينما قتل 4 عناصر آخرون في اشتباكات في كوباني حيث قتل أيضا مقاتلان كرديان.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».