البرلمان العراقي يحدد الخميس موعداً للتصويت على حكومة علاوي

الصدر أول الداعمين ويؤكد أنه لا يريد وزراء مستقلين بل «سياسيين كفوئين»

TT

البرلمان العراقي يحدد الخميس موعداً للتصويت على حكومة علاوي

وأخيراً ظهر الراعي الرسمي لترشيح رئيس الحكومة العراقية الانتقالية المقبلة الدكتور محمد توفيق علاوي. ففيما يستمر الجدل والغموض حول الجهة التي تولت ترشيح علاوي وتكليفه من قبل رئيس الجمهورية برهم صالح؛ كشف زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، عن أن الرئيس صالح هو من تولى ترشيح علاوي، وأنه، أي الصدر، داعم لهذا الترشيح.
وفيما أعلن الصدر في حوار تلفزيوني مع قناة «الشرقية» أنه «صدم بأداء رئيس الوزراء المستقيل، عادل عبد المهدي، لأنه فشل فشلاً ذريعاً»، فإنه انتقد كلاً من رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، وزعيم «تيار الحكمة» عمار الحكيم، مبيناً أن «تحالف الإصلاح» الذي تشكل بينهما بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة «لم ينجح في عمله»، مبيناً أن «فشل التحالف كان بسبب الطموحات الشخصية لرئيس الوزراء السابق حيدر العيادي، والسياسات الخاصة لـ(تيار الحكمة) عمار الحكيم».
وتأتي تصريحات الصدر في وقت يستمر فيه الجدل حول مصير حكومة علاوي. ففيما حدد النائب الأول لرئيس البرلمان القيادي في «التيار الصدري» حسن الكعبي غداً الأربعاء موعداً للجلسة الاستثنائية لمنح كابينة علاوي الثقة من عدمه، فإن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي أعلن عن عقد جلسة أمس الاثنين لرئاسة البرلمان للنظر في تحديد موعد عقد جلسة نيل الثقة. إرادة الحلبوسي هي التي انتصرت على صعيد آليات عقد الجلسة التي تم التوصل إلى حل وسط بشأنها؛ حيث تم الاتفاق على عقدها الخميس في حال وصلت السيَر الذاتية للوزراء المرشحين والمنهاج الحكومي.
علاوي، من جهته، أرسل بالفعل المنهاج الوزاري وسيَر الوزراء؛ حيث شرعت رئاسة البرلمان في قراءة المنهاج والسير قبل 48 ساعة من موعد عقد الجلسة طبقاً للنظام الداخلي للبرلمان.
وبالعودة إلى تصريحات الصدر الداعمة لتمرير الحكومة، فإنه أعلن أيضاً أن «الحكومة المقبلة التي سيشكلها محمد توفيق علاوي، ملزمة بإجراء انتخابات مبكرة»، لافتاً إلى أنه «يدعم الوزراء السياسيين والكفوئين وليس مع وزراء مستقلين، والعراق مشاكله ليست فقط خدمية ومالية؛ بل مشاكل سياسية». وبشأن الجدل الدائر حول وجود تنسيق بين الصدر وزعيم «تحالف الفتح» هادي العامري على صعيد ترشيح علاوي، قال الصدر إنه «لم يقدم على التحالف أو التعاون مع رئيس (تحالف الفتح) هادي العامري سوى باختيار عبد المهدي في تشكيل الحكومة المستقيلة».
وفيما انتقد الصدر تلقي علاوي اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، عادّاً أن ذلك «بمثابة تدخل في الشأن العراقي، وسيكون لنا وقفة في حال تكرر»، فإنه أكد من جانب آخر أن «إيران أبلغتنا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق».
إلى ذلك؛ لا يزال الغموض يلف مفاوضات الساعات الأخيرة بين علاوي وكل من البيتين الكردي والسني، فيما حددت الكتل المنضوية في البيت الشيعي موقفها من حكومة علاوي بين رافض مثل «دولة القانون» بزعامة نوري المالكي، وموافق بشروط مثل «تيار الحكمة» بزعامة عمار الحكيم و«النصر» بزعامة حيدر العبادي، وداعم مثل «بدر» بزعامة هادي العامري، وموافق على دعم الحكومة لكن دون المشاركة فيها مثل «عصائب أهل الحق».
سُنّياً؛ أكد عضو البرلمان عن «تحالف القوى العراقية» محمد الكربولي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الخلافات لا تزال مستمرة سواء بين الأطراف السُنيّة أو بين (تحالف القوى العراقية) ورئيس الوزراء المكلف»، مبيناً أن «(تحالف القوى العراقية) الذي يضم أكثر من 40 نائباً لا يزال متماسكاً، ومجموع من خرج منه ليلتحق بركب المؤيدين لعلاوي والباحثين عن المناصب دون شروط هم 4 فقط». وأضاف الكربولي: «هدفنا هو ليس الحصول على وزارات من علاوي حتى يمكن أن نرضخ للضغوط؛ بل نحن أعلنّا بكل وضوح أن هناك استحقاقات لأبناء مناطقنا لم نتلقَّ إجابة عنها، كما إننا لم نتلقَّ إجابة على القضية الأهم والتي تهم كل العراقيين وهي تحديد موعد مبكر للانتخابات المقبلة». وأوضح الكربولي أن «الأمر بالنسبة لنا أصبح قضية موقف؛ بمعنى أننا إما نمثل المكوّن الذي ننتمي إليه، أو نكون في صف المعارضة». وتابع: «في حال صرنا معارضة؛ فيمكن أن تذهب الأوضاع إلى مديات أوسع لا يمكن التكهن بنتائجها».
في السياق نفسه، وبينما أكد النائب عن «الفتح» حسين عرب لـ«الشرق الأوسط» أنه «رغم كل ما جرى من مفاوضات بين جميع الأطراف من أجل الوصول إلى حلول وسط؛ فإن حظوظ كابينة علاوي لا تزال تتراوح بين أن تمضي أو لا تمضي»، فإن النائب السابق في البرلمان العراقي حيدر الملا استبعد من جهته في تصريح مماثل لـ«الشرق الأوسط» إمكانية «منح الثقة لحكومة محمد علاوي بسبب تناقض المواقف بينه والفريق الذي يعمل معه والداعم له، وبين كل من (التحالف الكردستاني) و(تحالف القوى العراقية)». وأضاف أنه «من دون (تحالف القوى) بزعامة محمد الحلبوسي و(الحزب الديمقراطي الكردستاني) بزعامة مسعود بارزاني، فإنه من الصعب أن ترى الحكومة النور».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.