القضاء اللبناني يحقق ببيع سندات {اليوروبوند} الداخلية إلى الخارج

TT

القضاء اللبناني يحقق ببيع سندات {اليوروبوند} الداخلية إلى الخارج

تحرّك القضاء اللبناني على خطّ استحقاق اليوروبوند، بعد توفّر معلومات عن قيام متمولين ومؤسسات مالية لبنانية ببيع سنداتها من اليوروبوند إلى مؤسسات أجنبية، لضمان تحصيل هذه السندات في موعدها المحدد في 9 مارس (آذار) المقبل، وتحويلها إلى دين خارجي، حتى لا تكون رهينة إعادة جدولة الديون الداخلية، التي تتجه الدولة اللبنانية لاعتمادها.
ووجّه النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات أمس، كتاباً إلى هيئة التحقيق في مصرف لبنان الخاصة بمكافحة تبييض الأموال، طلب فيه تزويده بمعلومات مفصّلة عن حجم التداول باليوروبوند الداخلي، وبأسماء رجال الأعمال والشركات والمصارف والمؤسسات المالية الذين قاموا ببيع سنداتهم إلى الخارج، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة.
ويأتي تحرّك عويدات بعد تسلّمه كتاباً من وزيرة العدل ماري كلود نجم، طلبت فيه إجراء تحقيق بشأن عمليات بيع هذه السندات إلى الخارج، وأوضح مصدر قضائي أن «مسألة بيع السندات الداخلية إلى مؤسسات خارجية، لا تتعارض مع القانون اللبناني، إلا أنها قضية غير أخلاقية». وكشف لـ«الشرق الأوسط» أن «سندات اليوروبوند الداخلية التي بيعت إلى الخارج وتبلغ قيمتها 500 مليون دولار، هي عبارة عن دين داخلي، تمّ بيعه إلى شركة Ashmore البريطانية، وهو ما حوّل الدين الداخلي الذي نسبته 40 في المائة من قيمة الدين المستحق في 9 مارس المقبل، إلى دين خارجي بات لزاماً على الدولة تسديده في الموعد المحدد»، مشيراً إلى أن «هذا الأمر قد يرتّب جرماً جزائياً، لأن تحويل الدين الداخلي إلى دين خارجي يعني أن الدولة باتت ملزمة تسديده بالعملة الصعبة (دولار أميركي أو يورو)، وهذا يقطع الطريق على سعي الدولة اللبنانية إلى جدولة الدين الداخلي». وأكد المصدر القضائي أن «عملية البيع حصلت إثر توفر معلومات لحاملي السندات بأن الدولة تتجه لدفع المستحقات الخارجية، وإعادة جدولة الدين الداخلي، أو إمكانية دفعه بالليرة اللبنانية وعلى مراحل مؤجلة، وهذا ما يؤدي إلى استنزاف العملات الصعبة الموجودة لدى مصرف لبنان».
وكان رئيس الحكومة حسان دياب اطلع من القاضي عويدات على النتائج الأولية للتحقيق في تحويل الأموال إلى سويسرا اعتباراً من 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وتم البحث في إمكانية التوسع في التحقيقات لتشمل التحويلات المالية إلى الخارج بحيث لا تقتصر على تلك المحولة إلى سويسرا، كما تم البحث أيضا في توسيع الفترة الزمنية التي حصلت خلالها تلك التحويلات.
وغداة هذا الاجتماع، سطّر النائب العام التمييزي استنابة إلى هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان، طلب فيها التوسّع بالتحقيق بشأن تحويلات مالية حصلت إلى الخارج، على أن تشمل دولاً أخرى غير سويسرا. وطلب رصد التحويلات اعتباراً من الأول من شهر يوليو (تموز) 2019، أي قبل شهرين من بدء الانتفاضة الشعبية، وعمليات تحويل 2.3 مليار دولار إلى مصارف سويسرية، وأفاد المصدر القضائي بأن عويدات «طلب أيضاً كشف أسماء الأشخاص والمؤسسات والمصارف التي قامت بهذه العمليات، التي سرّعت أزمة السيولة بالعملة الصعبة»، مؤكداً أن «الهدف لا يتوقف عند الملاحقة على إجراء التحويلات في ذروة الأزمة النقدية، بقدر ما يهدف إلى تحديد أصحاب الأموال ومعرفة مصادرها وما إذا كانت مشبوهة أم لا».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.