مديرة اليونيسكو: علينا التحرك بسرعة لإنقاذ آثار العراق

أدانت في بغداد التدمير الهمجي للتراث الثقافي

مديرة اليونيسكو: علينا التحرك بسرعة لإنقاذ آثار العراق
TT

مديرة اليونيسكو: علينا التحرك بسرعة لإنقاذ آثار العراق

مديرة اليونيسكو: علينا التحرك بسرعة لإنقاذ آثار العراق

بحثت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) إيرينا بوكوفا في بغداد مع كبار المسؤولين العراقيين في مقدمتهم رئيس الجمهورية فؤاد معصوم والوزراء حيدر العبادي ووزير السياحة والآثار عادل الشرشاب سبل المحافظة على الآثار العراقية في المحافظات الغربية (الأنبار وصلاح الدين ونينوى) التي تقع حاليا تحت سيطرة تنظيم «داعش».
وقال مسؤول في وزارة السياحة والآثار طلب عدم الإشارة إلى اسمه في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن مديرة اليونيسكو التي زارت أمس المتحف العراقي أكدت خلال حديثها مع المسؤولين العراقيين ومنهم وزير السياحة والآثار أنها مهتمة غاية الاهتمام بالآثار في محافظات صلاح الدين والأنبار ونينوى التي تعد من عيون التراث العالمي. وأوضح المسؤول العراقي أن «هناك آثارا في قضاء الشرقاط وهي آثار النمرود وفي ديالي مملكة أشنونا والأنبار مملكة النمرود، وقد بحثت المسؤولة الأممية أهمية وضع خطة لحمايتها، ولا سيما أن بعضها مدرج في لائحة التراث العالمي ومنها الحضر في نينوى». وأشار إلى أن «مديرة اليونيسكو تعهدت بالعمل على إعادة الآثار العراقية المسروقة».
من جهته، دعا وزير السياحة والآثار العراقي منظمة اليونيسكو إلى لعب دور أكبر لاستعادة آثار العراق المسروقة. وقال الشرشاب عقب لقائه بوكوفا، إنه «دعا اليونيسكو إلى الوقوف إلى جانب العراق والالتزام بقرارها بتجريم التعامل مع الآثار العراقية المسروقة»، مبينا أن الجانب العراقي أخبرها «بضرورة أن يكون هناك تعاون بين الطرفين خاصة فيما يتعلق بتدريب الكوادر العراقية واستعادة الآثار المنهوبة».
ودانت بوكوفا التدمير «الهمجي» الذي يتعرض له التراث العراقي على يد تنظيم «داعش»، وذلك في مؤتمر صحافي عقدته في المتحف الوطني العراقي. وقالت «العراق والشعب العراقي يمتلكان تراثا ثقافيا هو من الأغنى في العالم وتعود ملكيته إلى كل البشرية. لدينا مواقع على لائحة التراث العالمي، لكن أيضا ثمة الآلاف من المعابد والمباني والمواقع الهندسية والأثرية التي تمثل كنزا للبشرية جمعاء». وأضافت: «لا يمكننا أن نقبل أن يتعرض هذا الكنز، هذا التراث للحضارة الإنسانية، للتدمير بالطريقة الأكثر الهمجية».
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قالت بوكوفا في زيارتها الأولى إلى العراق: «علينا التحرك، لا وقت لدينا لنخسره، لأن المتطرفين يحاولون محو الهوية، لأنهم يعلمون أنه في حال عدم وجود، لن يكون ثمة ذاكرة، لن يكون ثمة تاريخ، ونعتقد أن هذا مروع وغير مقبول». يذكر أن «داعش» قام بتدمير الكثير من المواقع التاريخية، لا سيما منها مراقد وأضرحة ومساجد وكنائس.
وسبق للمنظمة الدولية أن قالت في تقرير لها في سبتمبر (أيلول) الماضي، إن التنظيم يعمد إلى تدمير المعالم التاريخية في العراق ويبيع آثارا وتحفا ليمول أنشطته، واضعة ذلك في إطار «التطهير الثقافي».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».