إشكال بين مناصري «المستقبل» ومتظاهرين في وسط بيروت

مناصرون لتيار «المستقبل» في بيروت أمس بمناسبة إحياء ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري (رويترز)
مناصرون لتيار «المستقبل» في بيروت أمس بمناسبة إحياء ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري (رويترز)
TT

إشكال بين مناصري «المستقبل» ومتظاهرين في وسط بيروت

مناصرون لتيار «المستقبل» في بيروت أمس بمناسبة إحياء ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري (رويترز)
مناصرون لتيار «المستقبل» في بيروت أمس بمناسبة إحياء ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري (رويترز)

اندلع إشكال بين مناصرين لـ«تيار المستقبل» ومتظاهرين آخرين في ساحة الشهداء، أمس، وأطلق المتظاهرون هتاف «كلن يعني كلن»، ما اعتبره مناصرو «المستقبل» استفزازاً لهم، قبل أن يتدخل الجيش ويطوق الحادث.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية بأن إشكالاً وقع قرب ضريح الرئيس رفيق الحريري، على خلفية تبادل الهتافات، حيث أطلق مؤيدو «المستقبل» شعارات داعمة للرئيس سعد الحريري، قابلتها هتافات باسم الانتفاضة أطلقها المحتجون الآخرون، وهو ما اعتبره مناصرو «المستقبل» نوعاً من الاستفزاز لهم. وشهدت الساحة تدافعاً ورشقاً بزجاجات المياه والعصي بين المحتجين المعتصمين في ساحة الشهداء، ومناصري تيار «المستقبل». وتدخلت عناصر من الجيش والقوى الأمنية في محاولة لفصل المتظاهرين بين الطرفين.
وتدخل النائب سامي فتفت، لسحب مناصري «تيار المستقبل» من ساحة الشهداء باتجاه الضريح، وقال: «متوقّع حصول احتكاك بسبب وجود شارعين، ويجب العمل على التهدئة، ولم يكن وجودي السبب وراء الإشكال».
وبعد فترة قصيرة، تجدد الإشكال بين الطرفين، بالتزامن مع ازدياد عدد مناصري «المستقبل» من جهة، وعدد المحتجين المؤيدين للانتفاضة، من ناحية أخرى، حيث تم التراشق بعبوات المياه والحجارة. وعلى الأثر، نفذ الجيش والقوى الأمنية انتشاراً واسعاً في ساحة الشهداء، حيث نجحت القوى الأمنية والعسكرية في فضّه. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن حالة من التوتر الشديد سادت ساحة الشهداء، حيث هتف المئات من أنصار «المستقبل» للرئيس الحريري، في مقابل عشرات المتظاهرين في المقلب الآخر، قبل أن تصل فجأة مجموعات من المتظاهرين إلى ساحة الشهداء.
واتهم أنصار «المستقبل» الناشط نبيل الحلبي بدفع أموال للشبان الذين أثاروا الشغب حول ضريح الرئيس رفيق الحريري وواجهوا أنصار «المستقبل». وقالوا إن المحتجين الذين يعتصمون في الخيام لا علاقة لهم بالإشكال الذي وقع. وأقامت القوى الأمنية وعناصر الجيش اللبناني فاصلاً بشرياً بين المشتبكين، ما ساهم في إنهاء الإشكال.
كان اندلع توتر ليلة الخميس - الجمعة في ساحة الشهداء، حين هاجم متظاهرون يقودون دراجات نارية خيام المعتصمين في ساحة الشهداء، وقال محتجون إن هؤلاء هم من أنصار «المستقبل» كونهم كانوا يحملون أعلام «المستقبل»، ويطلقون هتافات مؤيدة للرئيس سعد الحريري.
لكن «المستقبل» نفى على لسان منسق عام الإعلام فيه عبد السلام موسى، وقوفه وراء الهجوم على خيام المعتصمين، وقال في اتصال عبر برنامج تلفزيوني، إنّ «هذا الكلام مدسوس، وغير صحيح، و(تيار المستقبل) معروف بأنه لا يقوم بأفعال مشينة كهذه، كما أن ثقافته تتعارض معها». وقال: «رمي التهم عليه جزافاً بهذه الطريقة أمر مرفوض ومردود على أصحابه المشبوهين ومكشوفي النيات».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.