الفياض يندد باغتيال المهندس وسليماني في أربعينيتهما

رئيس هيئة الحشد الشعبي تجنب الإشارة إلى أميركا

مجسمان لقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في مقر هيئة الحشد الشعبي في بغداد حيث أقيم أمس حفل تأبيني لهما (رويترز)
مجسمان لقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في مقر هيئة الحشد الشعبي في بغداد حيث أقيم أمس حفل تأبيني لهما (رويترز)
TT

الفياض يندد باغتيال المهندس وسليماني في أربعينيتهما

مجسمان لقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في مقر هيئة الحشد الشعبي في بغداد حيث أقيم أمس حفل تأبيني لهما (رويترز)
مجسمان لقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في مقر هيئة الحشد الشعبي في بغداد حيث أقيم أمس حفل تأبيني لهما (رويترز)

أقامت هيئة «الحشد الشعبي»، أمس، حفلاً تأبينياً بمناسبة مرور 40 يوماً على مقتل نائب رئيس الهيئة أبو مهدي المهندس وقائد «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني، وقادة آخرين في الحشد. وأقيم حفل التأبين الرئيسي في مقر هيئة الحشد في الجادرية ببغداد، بحضور رئيس الهيئة فالح الفياض، ووزير الداخلية ياسين الياسري، ورئيس أركان الجيش عثمان الغانمي، وعدد من الشخصيات القيادية في الحشد وبعض عناصره.
كما أقيمت احتفالات تأبينية مماثلة في محافظات وسط وجنوب البلاد، استناداً إلى إعلام الهيئة.
وكانت طائرة أميركية من دون طيار استهدفت المهندس وسليماني ورفاقهم قرب مطار بغداد الدولي في الثالث من يناير (كانون الثاني) الماضي.
وأكد الفياض أن «الحشد سيبقى مدافعاً عن الوطن وصائنا لأرضه»، وتعهد أن يكون على مستوى الأمانة.
وقال في كلمة ألقاها في الحفل التأبيني، نيابة عن القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس الوزراء، إن «العراقيين يؤبّنون اليوم ويعزون قادة نصرنا الميمون الذي توج بشهادة عشرات الآلاف من قواتنا في حشدنا الشعبي وجيشنا وشرطتنا وجهاز مكافحة الإرهاب وعموم العراقيين الذين هبوا في مساعدتنا ضد (داعش)».
ورغم وصف الفياض حادثة مقتل أبو مهدي المهندس وسليماني بـ«جريمة كبرى ونكراء بحق الإنسانية»، وأن من قام بها «كانت تنقصه الحكمة»، لم تأت الكلمة على ذكر الولايات المتحدة بالاسم ولم تشهد تصعيداً ضدها، لكنها حفلت بترديد اسم المرجعية الدينية مرات عديدة.
وما زالت الخلافات بين أجنحة الفصائل المسلحة تحول دون تعيين خلف للمهندس في منصب نائب رئيس الهيئة، كما يقول مصدر مقرب منها لـ«الشرق الأوسط». ويقول المصدر، الذي يفضل عدم الإشارة إلى اسمه، إن «ثلاثة أسماء متداولة هذه الأيام داخل الهيئة لخلافة المهندس، لكن الخلافات بين أطراف الحشد تحول دون الاتفاق على واحد منهم». ويؤكد المصدر أن «رئيس منظمة بدر هادي العامري أبرز الأسماء، وهناك أيضاً يتردد اسم أبو علي البصري قائد خلية الصقور الاستخبارية الحالي التابعة لوزارة الداخلية، وهناك أيضاً اسم المعاون العسكري لمقتدى الصدر أبو دعاء العيساوي». وتوقع المصدر أن «لا يتم حسم قضية خليفة المهندس في وقت قريب، وربما تؤجل إلى حين مباشرة رئيس الوزراء الجديد مهام عمله، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة وضمنها هيئة الحشد».
من جانبه، أكد مدير الهندسة العسكرية في الحشد الشعبي نعمة الكوفي، أمس، مواصلة الطريق الذي ابتدأه المهندس في الدفاع عن العراق. وقال الكوفي في كلمة له على هامش الحفل التأبيني الذي أقامته الهيئة: «سنكون جنوداً مطيعين للمرجعية العليا، ونكون أوفياء بالدفاع عن العراق أرضاً وشعباً». وأضاف: «نعاهد أبناء شعبنا على أننا سنكون صمام أمان للبلاد أمام كل التحديات وحراساً لمنجزات دماء الشهداء».
بدوره، شدد وزير الداخلية ياسين الياسري، على الدور البارز والفعال الذي لعبه المهندس في المعارك ضد تنظيم «داعش». وقال الياسري خلال كلمة التأبين إن «المهندس كان قائداً للحشد الشعبي، وشارك في أغلب المعارك مع القوات الأمنية لمحاربة (داعش)، وكان له الدور البارز والفعال بعمليات النصر الذي تحقق على (داعش)».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».