عبد اللهيان يكشف طبيعة قيادة سليماني للمعارك في سوريا

عبد اللهيان يكشف طبيعة قيادة سليماني للمعارك في سوريا
TT

عبد اللهيان يكشف طبيعة قيادة سليماني للمعارك في سوريا

عبد اللهيان يكشف طبيعة قيادة سليماني للمعارك في سوريا

كشف المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية، أمير حسين عبد اللهيان، عن دور الجنرال قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» السابق، في إدارة معارك بسوريا من «غرفة بشار الأسد»، رغم معارضة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني مغادرته إلى سوريا، أثناء تقدم المعارضة في دمشق.
وتفاخر عبد اللهيان بأنه كان «جندياً لدى سليماني»، أثناء قيامه بمهمة مساعد وزير الخارجية الإيراني في الشؤون العربية والأفريقية. ونقلت وكالة «إيكنا» عن عبد اللهيان، قوله، خلال منتدى أقيم في طهران تحت عنوان «دور سليماني في أمن واستقرار المنطقة والعالم»، إن سليماني توجه على الطائرة نفسها التي أرسلت إلى دمشق لإجلاء الجالية الإيرانية في دمشق، عندما كانت العاصمة السورية مهددة بالسقوط بعد تقدم فصائل المعارضة، حسب عبد اللهيان.
وتابع المسؤول الإيراني، أنه «وعلى الرغم من أن الأكثرية في المجلس الأعلى للأمن القومي عارضت توجه الجنرال إلى دمشق في ظل تلك الأوضاع، إلا أن سليماني قال: سأتوجه إلى دمشق لتصل الرسالة إلى بشار الأسد وأدير الأوضاع إلى جانبه من غرفته»، مضيفاً: «وهذا ما حدث بالفعل».
وغادر عبد اللهيان منصبه في الخارجية، بعد تفاقم خلافاته مع الوزير محمد جواد ظريف في عام 2006، بخصوص ما تردد عن «تقاسم الأدوار»، حينذاك، بين الخارجية الإيرانية و«فيلق القدس» في العراق وسوريا.
وعقب توقيع الاتفاق النووي في 2015، لعبت الخارجية الإيرانية دوراً أكبر في الملف السوري على الصعيدين الإقليمي والدولي، لكن ذلك لم يؤثر على دور حضور قوات «الحرس الثوري» في سوريا.
ووصف عبد اللهيان، سليماني، بـ«الدبلوماسي البارز»، واعتبر ذلك من ضمن «الخصائص غير المعروفة» عن مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، الذي قتل بضربة جوية أميركية بداية الشهر الماضي في بغداد. وتابع أن «سليماني كان مطلعاً على نظريات وأساليب التفاوض، وأنه كان يؤمن بالدبلوماسية وسيلة وطريقة للوصول إلى أهدافه». وأوضح أن مسار الأحداث الإقليمية «كان يتطلب من الجنرال ألا يفكر عسكرياً فقط، لهذا كان يختار الأساليب الدبلوماسية، ويستخدم كل الطاقات الموجودة لتقدم مهمته».
من جهة أخرى، أشار عبد اللهيان، الدبلوماسي المحسوب على «فيلق القدس»، إلى أن سليماني أشرف على الاجتماعات الأميركية - العراقية - الإيرانية المشتركة في العراق خلال العقد الماضي. وقال إنه في هذه المفاوضات «كانت وزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية (سي آي إي) والبنتاغون، تمثل أميركا، وكان المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، يمثل إيران»، مضيفاً أن «إدارة كل مراحل المفاوضات كانت على عاتق الجنرال سليماني».
ونوه المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية، بأن «الجنرال سليماني، كان يخصص 100 ساعة معنا لكل ثلاث ساعات من المفاوضات»، مضيفاً أنه لم يكن يؤمن بالعمل العسكري فحسب، بل كان يؤمن بعمل دبلوماسي دقيق.
هذا وكان الموقع الرسمي للمرشد الإيراني علي خامنئي، قد نشر، الخميس، مقابلة خاصة مع مستشار المرشد الإيراني في الشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، قال فيها إن «دور سليماني و(فيلق القدس) لا بديل لهما في التطورات الدولية المرتبطة بالجمهورية الإسلامية». وإن قوات النظام السوري وجبهة «المقاومة» في طريقها لـ«تحرير كامل الأراضي السورية»، متوعداً بأن تتجه إلى شرق الفرات «لطرد الأميركيين بإذلال».
وحاول ولايتي الجمع بين الرد الإيراني على مقتل سليماني و«صفقة القرن»، وبين تصعيد ميليشيا الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن، خلال الأيام الأخيرة. وفي إشارة إلى وصف خامنئي لقوات «الحرس» الإيراني خارج الحدود الإيرانية بأنهم «مقاتلون بلا حدود»، قال ولايتي إن «قوات (فيلق القدس) في الواقع قوات مساندة بلا حدود، ولا تعمل لمصلحة إيران فقط».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».